عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-03-2013, 07:58 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي


قبل أيام قليلة كتب الروائي والمفكر يوسف زيدان أيها الأحبة‏,‏ أسألكم الدعاء للدكتور محمد يسري سلامة فقد تمكن منه المرض وقعد به‏,‏ فامتلأ قلبي حزنا علي تلميذ نابه جاءني وهو في المرحلة الثانوية‏,‏

ثم صار زميلا ترك مزاولة الطب ليعمل في التراث العربي والمخطوطات‏,‏ وما عاقه التيار السلفي الذي صار من مشايخه‏,‏ عن البحث والمعرفة والمشاركة في صياغة الواقع المصري أن يكون من أوائل الذين خرجوا في ثورة يناير‏.‏
أمس مات محمد يسري‏,‏ مات من يمثل ديني ليعيش من يتاجر به وهذا قضاء الله وقدره‏,‏ فقد كان الرجل محل احترام الجميع ويقع في مرمي الحب والتقدير من كل المتنافسين والمتصارعين والمختلفين لأنه كان صاحب رأي ورؤية ولم تعرف لحيته تجارة الدين ولا قذارة السياسة‏.‏
كان من الممكن أن يكون واحدا ممن كانت مباحث أمن الدولة تعتقلعهم لا لشيء إلا لتدينه ومواظبته علي صلاة الفجر‏,‏ وكان من الممكن أن يكون مثل سيد بلال أو شخص كان اتهامه الصلاة لوقتها والتردد علي المساجد‏,‏ عرفناه سلفيا قبل الثورة ولكنه كان ينبئ من اللحظة الأولي وأنت تتكلم معه أنه مختلف‏,‏ وسطي يحترم الرأي الآخر ولا يشتم ولا يقذف ولا يسخر من الغير مهما كان الرأي ومهما كان غضبه من الكلام أو فرحه‏.‏
أولي النبواءت التي جعلت كل المصريين كانت في موقفه الرائع من ثورة‏25‏ يناير منذ بداياتها ووقتما كانت الفتاوي الموجهة تري أن الخروج علي الحاكم خروج علي الله‏,‏ ووقتما كان آخرون ينتظرون الثورة من وراء الأبواب إن نجحت ركبناها وإن فشلت اختفينا من المشهد حتي لا نتحمل وحدنا الفاتورة في السجون والمعتقلات ونجحت ونجحوا ولكن احترم الجميع محمد يسري وأدرك الجميع أيضا حقيقة الآخرين من المتاجرين بالدين‏.‏
لم يكن غريبا أن يكون السكندري الثائر من أوائل السلفيين الذين لعبوا دورا كبيرا في تأسيس حزب النور حتي أصبح متحدثا رسميا باسم الحزب وفور اكتشافه للحقيقة واللعب من خلف الستار والاستقطاب المر والتوافق المفقود بخلافات مع قادة الحزب استمر محمد يسري في صدقه مع نفسه وأصبح من مؤسسي حزب الدستور وأحد قياداته حتي وفاته وفي كلتا الحالتين لم يصطدم بالسلفيين ولم يقذف الإخوان ولا الجماعة الإسلامية ولم ينافق القوي المدنية التي انضم لصفوفها ورغم محاولات بعض الصغار اتهامه بمعاداة الإسلاميين وتكفيرهم لحزبه الجديد قدم قدوة في الرد المنطقي والعقلاني الذي لا يمكن رفضه حتي عندما حاول أحد مشايخ الفضائيات تشويه صورته بقوله إذا كان سلامة يقول إن حزب الدستور ليس ضد الإسلام‏,‏ فهذا تضليل للناس لأنهم يرون سلامة بذقن وهم يثقون فيه بسبب ذقنه‏,‏ يا أخ محمد اتق الله‏,‏ ربنا هيسألك في الآخرة عن كل شيء بتعمله‏,‏ فما بالك وأنت تدعو إلي حزب كافر‏.‏ وكان رد المرحوم محمد يسري درسا لهؤلاء الذين يقدمون للإسلام صورة غير صورتها الحقيقية بقوله‏:‏ أهداف حزب الدسنور ومقاصده تتفق مع أهداف ومقاصد الإسلام‏,‏ لأن حزب الدستور يرفع شعار عيش‏..‏ حرية‏..‏ عدالة اجتماعية‏,‏ كرامة إنسانية‏,‏ مساواة وغيرها من الأمور التي تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأهدافها‏.‏
بكلماته احترم الناس يسري بقدر كراهيتهم وبغضهم ورفضهم للمتاجرين بالدين والمتلاعبين بقذارة السياسة‏,‏ وقدم نموذجا للسلفي والمدني الثائر من أجل قضية وطنه في هدوء ودون ضجة ولا كاميرات‏,‏ وهي نفس الطريقة التي رحل بها بعد أن تمكن منه مرض بالمعدة‏..‏ رحم الله الدكتور محمد يسري سلامة‏.‏
رد مع اقتباس