
21-03-2013, 12:26 AM
|
 |
رئيس مجلس الادارة
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
الرد على معتقد الحقد ! . . "الجزء الثالث ، الأخير"
 يتعقّب الأخ المؤرخ ، مفكّر الإخوان "محمد إلهامى" تصويباتى لخطاب الرئيس ، فيقول استناداً إلى إشارات بعض المؤرّخين القدامى ( و هو يخطئ مجدّداً ، فينسب كتاب "فَوَات الوَفَيات" للصفدى ) ويعتمد على قولهم بأن البِيرونى اشتغل بعلوم الحكمة ، فيخلُص من ذلك إلى أن الرئيس لم يُخطئ حين نسب للرجل النبوغ فى "علوم الفلسفة" . . و علوم الفلسفة ، يا قوم ، هى المنطق و الميتافيزيقا "الفلسفة الأولى" و غير ذلك ، و قد نبغ فيها آخرون كان يمكن لخطاب الرئيس أن يُشير إليهم ، كالكِندى و الفارابى و ابن سينا و الأبهرى و الخَوَنجى و البغدادى و صدر الدين الشيرازى ( مثلاً ) أما البيرونى ، فقد نبغ فى الرياضيات
و الفلك و تاريخ العقائد و الصيدلة و أنواع الأحجار الكريمة ، و كان عبقرياً ، لكنه لم يضع كتاباً واحداً فى الفلسفة . لكن المدافع بالباطل عن خطاب الرئيس ، يقفز من توهُّماته إلى القول بعبارة حاسمة قاصداً التعريض بى عند مَن لايفهمون : " ترى ما شعور الأستاذ المتخصص الذي ثبت –ليس فقط جهله- وإنما ثقته بالجهل ونصيحته به؟!! وماذا يكون الحال إذا كان الباحثون المتخصصون الذين شابت رؤوسهم في بلادنا بهذا المستوى. . إلخ " حسناً ، شعورى سأخبرك به فى كلمة واحدة . . "الرثاء" ثم يفعل الأخ المؤرّخ ما هو أعجب ، فيقول ما نصُّه :
" زعم يوسف زيدان أن كتاب جورج سارتون اسمه "دراسة في تاريخ العلم" وليس "مقدمة لتاريخ العلم"، ومن الفاضح المؤسف أن عنوان الكتاب بالإنجليزية هو "Introduction to the History of Science" أي أن الترجمة الحرفية له هي "مقدمة لتاريخ العلم" كما قال الرئيس مرسى !! . . إلخ " فيجعل تصويبى هو كلامُ الرئيس ، و كلامَ الرئيس الخطأ هو كلامى . و هذا قمةُ المغالطة ، و الجرأة على الناس بالباطل ، و قلب للحقائق بما يناسب أصحاب الأهواء . ثم يختتم الفقرة بقوله ، من دون خجل : " يا فضيحة العلم!! " . . و لن أفعل مثله ، فاختتم هذه الفقرة بقولى :
بل ، يا فضيحتكم أمام العالمين . لأن كل افتضاح لكم ، يا أخى الإخوانى ، هو افتضاحٌ لكل المصريين
. . ستر الله علينا جميعاً ، و أخرجنا بفضله من هذه الورطة التى جرّأت علينا القاصى والدانى ، والوضيع و الرفيع ،
حتى قال ملك الأردن بالأمس : رئيس مصر الحالى رجلٌ سطحى !
و قالت رئيسة الألمان أمس الأول : الإخوان سوف يدمرون الحضارة المصرية التى عمرها سبعة آلاف عام !
و ينعى علىّ الأخ الإخوانى ، بلسان العِىّ ، أننى قلت إن ابن الهيثم لم يبرز فى علم الطب أو يعلّم الدنيا التشريح ، حسبما قال الرئيس . و يورد لإثبات اشتغال ابن الهيثم بالطب نصاً من كتاب "ابن أبى أصيبعة" و هو الكتاب الذى انتقدته فى دراساتى السابقة ، التى لم يرها مؤرّخ الإخوان ، و أوردت كثيراً من الشواهد على أن كتابه "عيون الأنباء" ملئ بالأخطاء .
ثم يستدرك المؤرخ الإخوانى فيقول ما نصُّه : " غير أن الأمانة العلمية تقتضي أن نقول بأن بروز الحسن بن الهيثم لم يكن في الطب والتشريح بل في الهندسة والبصريات فعلا، لكن أإلى حد أن يقال "ليس له إسهام"هكذا ببساطة، وبلهجة الواثق المتمكن، فهذا أمر يخرق القدرة على الاحتمال بالفعل . . إلخ " و أقول له : تحلّى بالاحتمال قليلاً يا أخى ، فسوف أخبرك بما لم يصل لأسماعك من قبل :
هناك اثنان من العلماء يحملان لقب ابن الهيثم ، أحدهما رياضى و الآخر فيزيائى ، و بحوث
د. رشدى راشد فى التفرقة بينهما معروفة فى أنحاء العالم . و لا يجوز فى كلام الرئيس ،
سواءً قصد الرياضى منهما أم الفيزبائى ، أن ينسب لابن الهيثم أمام جمع من العلماء ، أنه علّم الدنيا التشريح . . فهذا خطأ ، و خلطٌ و تخليط . و هو ما يؤدى إليه الاعتماد على "ويكيبديا" التى يظن الجهلاء أنها مصدر من مصادر المعرفة ، فيهرعون إليها غافلين عن أن الحابل يختلط فيها بالنابل . و لذلك لا تتسامح الجامعات المرموقة مع الطالب الذى يستقى معلوماته منها . . الطالب ، فما بال الأمر مع الأستاذ و الرئيس !
. . لقد مللتُ من كتابة هذه المقالة ، و لذلك اختتمها إجمالاً بأن الكيمياء كانت علما معروفاً من قبل "جابر بن حيّان" بقرون ، و لا يصح القول بأنه مؤسسها ، و كذلك فإن "ابن خلدون" عرّف علم العمران البشرى ، الذى سيكون لاحقاً بمثابة مقدمة مبكرة لعلم الاجتماع الذى وضع تعريفه علماؤه الغربيون من أمثال إميل دوركايم . و فى النهاية أقول للذى يرد بالنيابة عن الرئيس ، و للرئيس ، و لمن كتب له الكلام الخاطئ : لستُ عدوكم ، و لا أحب أن أكون ، و لولا غيرتى على اسم مصر وحرصى على تصويب هذا الهرج ، ما كنتُ قد اهتممتُ بهذا الأمر الذى كان يجب عليكم أن تشكرونى عليه ،
لكننى فى خاتمة المطاف لا أريد منكم جزاءً و لا شكوراً . . و حسبى الله ، و هو أرحم الراحمين من جهل الجاهلين
|