عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-03-2013, 09:57 PM
abo shahd abo shahd غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,157
معدل تقييم المستوى: 16
abo shahd is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

احب ان اعرف ما حكم الدين فى سماع القرأن أفضل أم قراءته

وما الجزاء او الثواب من سماعه


والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولا : إذا سأل سائل فلا يَسأل عن حُكم الشرع ، ولا عُن حُكم الدِّين ، ولا عن حُكم الله في مسألة مُعينة ؛

لأن الذي يُفتي في مسألة قد يُصيب حُكم الله ، وقد لا يُصِيبه ، وقد يُواِفق الشرع ، وقد لا يُوافِقه ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لا . رواه مسلم .

ثانيا : بالنسبة لِسَماع القرآن وقراءته ، لا يَظهر ترجيح القراءة على السماع ولا السماع على القراءة في كُلّ حال .
فالقراءة أفضل لِمن يتدبّر أثناء القراءة ، والسَّمَاع أفضل لِمَن يتدبّر أثناء السَّماع .

وذلك لأن قراءة القرآن بِتدبّر أفضل مِن مُجرّد السَّماع ، كَما أن القراءة في المصحف لها مزية ، والقارئ في المصحف مأجور محبوب لله عزّ وَجَلّ ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَن سَرَّه أن يعلم أن يحب الله ورسوله فليقرأ في الْمُصْحَف . رواه البيهقي في شُعب الإيمان . وقال الألباني : حَسَن .

وقد يَكون الإنسان لا يُحسن القراءة ، أو لا يستطيع لِضعف نَظر ونحو ذلك ، فيكون السَّماع في حقِّـه أفضل .

ثالثا : يُثاب سَامِع القرآن ، وهو مأجور ، خاصة إذا كان سَماعه للقرآن يُورِثه رِقّـة القلب والخشوع والإخبَات لله عزّ وَجَلّ .

قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ) .

ونبينا صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن واسْتَمع إليه ، ففي الصحيحين مِن حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : اقْرَأْ عَلَيَّ . قال : قُلْتُ : أقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ قَالَ : فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي . فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ) قَالَ : أَمْسِكْ . فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ .

وشَبَّـه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يقرأ القرآن بِما له طَعم طيب وريح طيب ، فقال : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ ، لا رِيحَ لَهَا ، وَطَعْمُهَا حُلْوٌ . رواه البخاري ومسلم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ عبد الرحمن السحيم