الموضوع: دلائل النبوة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-03-2013, 10:21 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العقبة الأولى وما جاء في بيعة من حضر الموسم
من الأنصار رسول الله على الإسلام
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثني جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري في قصة خروج النبي إلى الطائف قال فرجع رسول الله إلى مكة فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار فيهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ورافع بن مالك وذكوان وعبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن بن ثعلبة وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره والذي اصطفاه الله به
من كرامته ونبوته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أيقنوا به واطمأنت قلوبهم إلى ما سمعوا منه وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من صفته فصدقوه واتبعوه وكانوا من أسباب الخير الذي سبب له
ثم قالوا قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الاختلاف وسفك الدماء ونحن حراص على ما أرشدك الله به مجتهدون لك بالنصيحة وإنا نشير عليك برأينا فامكث على رسلك باسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله عز وجل أن يصلح ذات بينهم ويجمع لهم أمرهم فإنا اليوم متباغضون متباعدون وإنك إن تقدم علينا ولم نصطلح لا يكون لنا جماعة عليك ولكنا نواعدك الموسم من العام المقبل
فرضي بذلك رسول الله فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به وتلوا عليهم القرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد اسلم فيها ناس ثم بعثوا إلى رسول الله معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يفقهنا ويدعو الناس بكتاب الله فإنه قمن أن يتبع
قال فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ابن قصي فنزل في بني تيم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرا ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم مع ذلك شديد استخفاؤهم
ثم إن أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر بني مرق فجلسا هنالك وبعثا إلى رهط من الأنصار فأتوهما مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ ويقول بعض الناس بل أسيد بن حضير فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال لأبي أمامة علام تأتينا في دورنا بهذا الوحيد الغريب الطريد
يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه لا أراك بعدها تسيء من جوارنا فقاموا ورجعوا
ثم إنهم عادوا مرة أخرى لبئر بني مرق أو قريبا منها فذكروا لسعد بن معاذ الثانية فجاءهم فتواعدهم وعيدا دون وعيده الأول فلما رأى اسعد بن زرارة منه لينا قال له يا ابن خالة استمع من قوله فإن سمعت منكرا فاردده بأهدى منه وإن سمعته حقا فأجب إليه
فقال ماذا تقول فقرأ عليه مصعب بن عمير (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
فقال سعد بن معاذ ما أسمع إلا ما أعرف فرجع سعد بن معاذ وقد هداه الله ولم يظهر لهما إسلامه حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر لهم إسلامه وقال من شك منكم فيه فليأت بأهدى منه فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دار من دور الأنصار أسلمت بأسرها
ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو آمنا ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافها
وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم وكان المسلمون أعز أهل
المدينة ورجع مصعب إلى رسول الله وكان يدعى المقريء
وقال ابن شهاب وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
هكذا ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قصة الأنصار في الخرجة الأولى
وذكرها ابن إسحاق عن شيوخه أتم من ذكره وزعم أنه لقي أولا نفرا منهم فيهم أسعد بن زرارة ثم انصرفوا حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم أثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوه بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوه فيهم أسعد بن زرارة وعبادة بن الصامت وبعث بعدهم أو معهم رسول الله مصعب بن عمير رضي الله عنه وعن جماعتهم ونحن نروي بإذن الله عز وجل القصة بتمامها
أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وعزاز نبيه وإنجاز موعده له خرج رسول الله في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا
قال ابن إسحاق حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه
قالوا لما لقيهم رسول الله قال لهم ممن أنتم قالوا نفر من الخزرج
قال أمن موالي يهود قالوا نعم
قال أفلا تجلسون أكلمكم قالوا بلى
قال فجلسوا معه فدعاهم رسول الله إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله لهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانت الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان فكانوا إذا كان بينهم شيء قالت اليهود إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه فن***كم معه *** عاد وإرم
فلما كلم رسول الله أولئك النفر ودعاهم إلى الله عز وجل قال بعضهم لبعض يا قوم اعلموا والله أن هذا النبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه فأجابوه لما دعاهم إلى الله عز وجل وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله عز وجل أن يجمعهم الله بك وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك
ثم انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا وهم فيما يزعمون ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة وعوف بن مالك بن رفاعة ورافع بن مالك بن العجلان وقطبة بن
عامر بن حديدة وعقبة بن عامر بن زياد وجابر بن عبد الله وذكر أنسابهم إلا أني اختصرتها
قال فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله
حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم اثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوا رسول الله بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوا رسول الله على بيعة النساء قبل أن تفترض الحرب منهم أسعد بن زرارة وعوف ومعاذ ابنا الحارث ورافع بن مالك وذكوان ابن عبد قيس وعبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبة وعباس بن عبادة بن نضلة وعقبة بن عامر وقطبة بن عامر وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة حليفان لهم
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الإسفرائني قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال حدثني رجل من قومه أنه بينما نفر منهم قد رموا الجمرة ثم انصرفوا عنها اعترضهم رسول الله فقال ممن أنتم قالوا من الخزرج فذكر الحديث بمعنى رواية يونس إلا أنه عد في الستة عوف بن عفراء ومعاذ بن عفراء بدل من عوف بن مالك وعقبة بن عامر

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبدالله الصنابحي عن عبد الرحمن بن عسيلة قال حدثني عبادة ابن الصامت قال بايعنا رسول الله ليلة العقبة الأولى ونحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم فبايعناه بيعة النساء على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وذلك قبل أن تفترض الحرب فإن وفيتم بذلك فلكم الجنة وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله إن شاء غفر وإن شاء عذب
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال حدثنا مرثد ابن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت قال كنا اثني عشر رجلا في العقبة الأولى فذكر الحديث بنحوه لم يقل وذلك قبل أن تفرض الحرب
وذكره جرير بن حازم عن ابن إسحاق
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ومحمد بن نعيم ومحمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالوا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن يزيد هو ابن أبي حبيب عن أبي الخير وهو مرثد عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله وقال
بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا ننتهب ولا نعصى بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله عز وجل
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال ثم انصرفوا وبعث رسول الله ومعهم مصعب بن عمير قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله إنما بعثه بعدهم وإنما كتبوا إليه أن الإسلام قد فشا فينا فابعث إلينا رجلا من أصحابك يقرئنا القرآن ويفقهنا في الإسلام ويقيمنا لسنته وشرائعه ويؤمنا في صلاتنا فبعث مصعب بن عمير فكان ينزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان مصعب يسمى بالمدينة المقرئ وكان أبو أمامة يذهب به إلى دور الأنصار يدعوهم إلى الإسلام ويفقه من أسلم منهم
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر وعبيد الله بن المغيرة
ابن معيقيب أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير حتى أتى به دار بني ظفر ودار بني عبد الأشهل فأتاهما من كان من أهل الدارين مسلما وسمع بهما سعد بن معاذ
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال لما انصرف عن رسول الله القوم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير
قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن مصعب بن عمير كان يصلي بهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن المغيرة بن معيقيب قال بعث رسول الله مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن قال وكان عبد الله بن أبي بكر يقول ما أدري ما العقبة الأولى
قال ابن إسحاق بلى لعمري لقد كانت عقبة وعقبة
قالا وكان منزله على أسعد بن زرارة وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ فخرج به يوما اسعد بن زرارة إلى دار بني عبد الأشهل فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل وكانا ابني عم يقال لها بئرمرق فسمع بهما سعد بن معاذ وكان ابن خالته أسعد بن زرارة فقال لأسيد بن حضير إئت أسعد بن زرارة فازدجره عنا
فليكف عنا ما نكره فإنه قد بلغني أنه قد جاء بهذا الرجل الغريب معه يتسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فإنه لولا ما بيني وبينه من القرابة كفيتك ذلك
فأخذ أسيد بن حضير الحربة ثم خرج حتى أتاهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير هذا والله سيد قومه قد جاءك فابل الله فيه بلاء حسنا
قال إن يقعد أكلمه فوقف عليهما متشتما فقال يا أسعد مالنا ولك تأتينا بهذا الرجل الغريب يسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فقال أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره
فقال قد أنصفتم ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب بن عمير وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم لتسهله ثم قال ما أحسن هذا وأجمله وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين قالا تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتصلي ركعتين ففعل
ثم قال لهما إن ورائي رجلا من قومي إن تابعكما لم يخالفكما أحد بعده
ثم خرج حتى أتى سعد بن معاذ فلما رآه سعد بن معاذ مقبلا قال أحلف بالله لقد رجع عليكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به ماذا صنعت قال قد ازدجرتهما وقد بلغني أن بني حارثة يريدون أسعد بن زرارة لي***وه ليخفروك فيه لأنه ابن خالتك فقام إليه سعد مغضبا فأخذ الحربة من يده قال والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج فلما نظر إليه أسعد بن زرارة قد طلع عليهما قال لمصعب هذا والله سيد من وراءه من قومه إن هو تابعك لم يخالفك أحد من قومه فاصدق الله فيه فقال مصعب بن عمير إن يسمع مني أكلمه


فلما وقف عليهما قال يا أسعد ما دعاك إلى أن تغشاني بما أكره وهو متشتم أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما طمعت في هذا مني فقال له أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته أعفيت مما تكره
قال انصفتماني ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا فيه الإسلام قبل أن يتكلم لتسهل وجهه
ثم قال ما أحسن هذا وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين فقالا له تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين فقام ففعل ثم أخذ الحربة وانصرف عنهما إلى قومه
فلما رآه رجال بني عبد الأشهل قالوا نقسم بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل أي رجل تعلموني فيكم قالوا نعلمك والله خيرنا وأفضلنا فينا رأيا قال فإن كلام نسائكم ورجالكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتصدقوا بمحمد فوالله ما أمسى في ذلك اليوم في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما
ثم انصرف مصعب بن عمير إلى منزل أسعد بن زرارة
كذا قال يونس في روايته فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية ابن زيد وخطمة ووائل وواقف ثم أن مصعب بن عمير رجع إلى مكة

وروينا عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أن مصعب بن عمير كان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكثت حينا أسمع ذلك منه فذكرت ذلك له فقال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي في هزم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا
قلت ويحتمل أن لا يخالف هذا قول ابن شهاب وكأن مصعب جمع بهم بمعونة أسعد بن زرارة فأضافه كعب إليه والله أعلم
__________________
رد مع اقتباس