[فكري ابراهيم]

الرؤية والرسالة .. توضيح مفاهيم


كنت فى لقاء مع أحد مديرى المراكز التدريبية منذ فترة قصيرة، وكنت قد صممت له موقعاً جديدا على الإنترنت، ولم يبق إلا ملأه بالمحتوى.
وبينما كان يسألنى عن ماذا يضع فى الصفحة الرئيسية، أجبته أن أفضل شىء تضعه فى الصفحة الرئيسية هو الرؤية والرسالة، وكنت أناقشه فى الرؤية الخاصة بمركزه التعليمى.

فهالنى ما رأيت ..
لم يكن – للأسف – يعى الفرق بين الرؤية والرسالة، ولا لوم عليه، فقد لاحظت أن الأمر منتشراً كثيراً بين الناس، وللأسف وجدته منتشراً أكثر بين الفئة التى أحب التعامل معها كثيراً من الناس .. المتعلمين والمثقفين.
لذا، ولما لى من بسيط معرفة بمثل هذه الأمور وجدت أنه من الأفضل أن أوضح هذين المفهومين لمن يرغب فى معرفة الفرق بين الرؤية والرسالة.
الرؤية:
الرؤية هى لحظة وصول .. هى غاية تُدرك .. هى هدف تبحث عنه، وفى المفهوم العلمى الرؤية يجب على من يكتبها أن يكتب فيها اللحظة التى يتمنى الوصول إليها بكل مؤثراتها السمعية والبصرية والحسية.
اللحظة يجب أن تُسجل فيها ما تراه فى تلك اللحظة بعد عدة سنوات أو لحظات، يجب أن تسجل ما تسمعه، يجب أن تسجل ما تشعر به.
مثلاً ..
رؤيتي/هدفي بعد 5 سنوات من الآن أن أناقش رسالة دكتوراة فى كلية التجارة، جامعة عين شمس، ويكون عنوان الرسالة (نحو مجتمع متطور فى ظل اقتصاد إسلامى جديد)، وسيحضر هذا الاحتفال، أمى وزوجتى وابنتى وصديقىّ العمر سامح وإيهاب، وسأرى بعينى السعادة على وجه أمى وزوجتى وصديقىّ وهما يصفقان لى مع الجمهور الذى سيحضر الاحتفال.
أو مثلاً ..
رؤيتي/هدفي فى 1/10/2013 أن أمتلك شقة فى منطقة حدائق القبة، ويكون لدى سيارة بى إم دابليو 523i كحلى، وتكون شقتى تطل على مشهد هادئ، كحديقة مثلاً وهوائها بحرى، كما سيكون لدىّ شقة فى الإسكندرية فى منطقة ميامى تطل على البحر مباشرة، أنام وأستيقظ على صوت مياه البحر.
هذه أمثلة مبسطة للرؤية:
الرسالة مختلفة بعض الشىء ..
فهى تعبر عن شىء تمارسه ليس له حدود أو نهاية، تظل تمارسه طوال عمرك بدون أن تبلغ فيه غاية محددة. ربما تزداد خبرة ولكن ستظل تفعل نفس الشىء بمختلف مستوياته، سواء أكان مرتفعاً أم منخفضاً.
مثلاً ..
رسالتى فى الحياة إسعاد نفسى والآخرين بتعليمهم علوم التنمية البشرية بإسلوب متطور ذو مرجعية إسلامية إلى الكتاب والسنة، لأخلاق النبىّ – صلى الله عليه وسلم – والصحابة والتابعين والأعلام.
أو مثلاً ..
رسالتى فى الحياة .. إسعاد نفسي وزوجتى وأبنائي وأن أكون أباً مثالياً يمنح القدوة والقيم لأبناءه، يحسن تربيتهم وتعليمهم أمور دينهم، وأن تكون لحظة دخولى إلى المنزل كل يوم هى لحظة بهجة وسعادة لكل من فى البيت.
وعلى هذا طبق رؤيتك ورسالتك المختلفة في جميع نواحى حياتك.
وليس شرطاً أن تكون رسالتك دينية فحسب، أو دنيوية فحسب، يمكنك أن تخلط بين الاثنين. وليس شرطاً أن تكون رسالتك بعيدة المدى، فيمكنك أن تصنع رؤية للحظة إحضار نتيجة الشهادة الثانوية مثلاً لابنتك وما تنوي أن تفعله وإحساسك لحظتها ومن سيكون معك ليعيش معك هذه اللحظة.