أنتم يا من تقتلون أولادنا كل صباح ... هذا الوطن وطننا نحن...
أنتم يا من تقتلون أولادنا كل صباح ... هذا الوطن وطننا نحن...
السيد الفاضل الدكتور / وزير التربية و التعليم
تحية طيبة وبعد
كم يساوي ابنك لديك ؟ هل يساوي مليون دولار أم مليار دولار , أعتقد أن ابنك وابني وابنه وابنهم يساوي عندك وعندي وعندهم ( هشليار ) دولار . والرقم الجديد هشليار رقم غير محدد القيمة ولا أعتقد أن العبقري الذي وضع إمتحان الفيزياء يعلم عنه شيئ . وبهذا السعر غير المحدود تصبح حياة أولادنا أهم من كل ما في الكون لكن يبدو أن هناك من أراد إتباع نظرية المؤامرة فيأتي لنا بإمتحان في مادة هي في الأصل مادة معقدة ليزيد الطين بلة والأمر تعقيداً تحت شعار نظرية المؤامرة ليصبح الشعب مشغولاً عن أمور تجري في الخفاء علي الرغم من أننا غير مهتمين أصلاً بما يجري في العلن وبالطبع فلن نهتم بما يجري في الخفاء لكن حياة ومستقبل أبنائنا هي الأمر المهم فكيف يسمح للبعض بتدمير مستقبل أمة من خلال وضع امتحان من مقرر دراسي يدرس في كوكب آخر , لا أعتقد أن التقدم وصل في مصر إلي حد الإتصال بالكواكب الأخري , بحيث يصبح مستقبل أبنائنا ومستقبل الأمة بين أيدي تجار النعليم ليتحول العلم من أيدي العلماء إلي أيدي الأغنياء القادرين علي شراء الشهادات دون العلم ولكن لأننا في بلد لا يعترف إلا بالشهادة فسوف يصبح الغني هو العالم والعالم هو الجاهل , لقد تعرض أبنائنا لمؤامرة تستوجب التدخل السريع والحاسم لإصلاح هذا الخطأ القاتل .
تعليق علي الإمتحان :
أول تعليق علي إمتحان الفيزياء لعام 2008 هو أن عدد الأجزاء المطلوب من الطالب الإجابة عليها هو ( 42 جزئية ) ضمن أسئلة الإمتحان , ولو فرضنا أن كل جزئية تحتاج من الطالب ( 10 دقائق ) ما بين التفكير والكتابة فنحن بحاجة إلي 420 دقيقة أي 7 ( سبع ) ساعات وهي حسبة بسيطة جداً يستطيع أي كائن إدراكها .
التعليق الثاني في الفقرة ( جـ ) من السؤال الثاني يطلب من الطالب أن يحسب الفيض ....... الخ لكي يبقي سلك متصل بدائرة كهربية معلق , هذه التجربة أو المسألة خطأ من الناحية العلمية ولو أجريت عملياً ما تحققت النتيجة ولسقط السلك .
التعليق الثالث في السؤال السادس فقرة ( جـ ) نجد أن الجدول المسجل به الحجم يعرض أرقام عجيبة مثل 0.00048 وغيرها فكيف يمكن توقيع هذه الإحداثيات في ورق الرسم البياني ؟
هذه مجرد ملاحظات سريعة تضاف للملاحظة الأساسية وهي أن الإمتحان من مقرر دراسي غير معروف وبالتالي لا تصلح كلمة ( صعب ) لوصف الإمتحان ولا حتي كلمة ( مستحيل ) فالأمر خارج نطاق الوصف اللغوي , علاوة علي تسريب هذا الإمتحان . السيد الوزير نريد العدل , نريد الحق , نريد أن نشعر أننا في وطننا ولسنا لاجئين ............
نحن واثقين فيكم ونعلم كم من الجهد تبذلون وننتظر المزيد الذي يحقق استقرار الوطن والأسرة المصرية .
لكم خير تجية
الكاتب والمترجم العلمي / محمد محمد كذلك / عضو منظمة كتاب بلا حدود / عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
|