عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-02-2013, 09:55 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New م***ة الحرم الإبراهيمي

مدينة الخليل
تُعَدّ مدينة الخليل مركزًا لبعض المتطرفين من المستوطنين اليهود، نظرًا لأهميتها الدينية. وإن جاز القول فالخليل ثاني مدينة مقدَّسة في أرض فلسطين بعد القدس الشريف.

كانت مدينة الخليل من ضمن المدن الواقعة تحت نير الاحتلال اليهودي بعد حرب الأيام الست المشئومة، وكان هذه المدينة ذات كثافة سكانية عالية، وكل أهلها مسلمون، فعمدت السلطات الغاشمة اليهودية على وضع خنجر داخل قلب هذه المدينة الضخمة، يكون ذريعة للتدخل اليهودي ليل نهار داخل المدينة، هذا الخنجر متمثل في مستوطنة "كريات أربع" التي بناها اليهود داخل مدينة الخليل، ويقدر عدد سكانها بأربعمائة خنزير يهودي، تم استيرادهم من حثالة شعوب العالم شرقًا وغربًا، وهؤلاء المستوطنون أغلبهم متدينون شديدو البغض والكره للمسلمين بصورة تفوق نظرائهم اليهود العاديين.
باروخ جولدشتاين
تاريخ المذابح اليهودية للمسلمين طويل وأليم وشديد البشاعة والفظاعة، وكان كل زعيم صهيوني يتولّى رئاسة الكيان الصهيوني لا بدَّ له من مجزرة تكون في سجله المشرف عند اليهود، فشارون صاحب م***ة صبرا وشاتيلا، وبيجن صاحب م***ة دير ياسين وكفر قاسم، وشامير صاحب م***ة فندق الملك داود بالقدس، وبيريز صاحب م***ة قانا، فكل كلب يهودي له من دم المسلمين نصيب، وأحيانًا المذابح كانت تأتي بشكل فردي يقوم بها كلب يهودي بشكل فردي، ولكن بالقطع بمباركة أسياده اليهود، وصفحتنا هذه صورة من هذه المذابح البشعة في حق المسلمين.

والمستوطنات الصهيونية تكون عادة بؤر للإرهاب الصهيوني، ومدارس لزرع الكراهية والبغض في قلوب اليهود ضد الناس عامة والمسلمين خاصة، ومن هذه البؤر النجسة تخرج رجل أمريكي الأصل، يهودي الديانة، صهيوني العقيدة، اسمه باروخ جولدشتاين.
باروخ جولدشتاين؛ وهو أمريكي الأصل وكان يعمل في أمريكا طبيبًا، فترك ذلك كله وهاجر لدولة الكيان الصهيوني، وأقام في مستوطنة كريات أربع، وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية، وكان غولدشتاين معروفًا لدى المصلين المسلمين؛ حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدونه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي.
وكان هذا الهالك قد أصرَّ على *** أكبر عدد من المصلين، وأعد الخطط لذلك وكان هدفه الوحيد هو ا***اع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل.
وإنما جاء من أمريكا لهدف معين يدور في عقله الخبيث، ألا وهو الشرب من دماء المسلمين، وأخذ يخطط لتلك الم***ة وكيفية تنفيذها وأفضل مكان وزمان لتنفيذ هذه الم***ة(1).
مجزرة الحرم الإبراهيمي
دلَّ شيطان باروخ جولدشتين على أفضل مكان وزمان يوقع فيه أكبر عدد من الضحايا، وذلك في شهر رمضان في بيت من بيوت الله، لكثرة اجتماع الناس للصلاة في هذه الأيام، واتفق الخنزير باروخ جولدشتين مع بعض جنود الاحتلال على أن يمدوه بالسلاح اللازم في تنفيذ تلك المجزرة، مع توفير الحماية له من الخلف، وبالفعل في صلاة الفجر يوم الجمعة 15 رمضان سنة 1414هـ الموافق 25 فبراير عام 1994م، دخل باروخ المسجد الإبراهيمي والناس سجود لربهم جل وعلا والناس صوام.

وقد وقف جولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد، وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم، وراح ضحية المجزرة 29 مسلمًا مصليًّا صائمًا ساجدًا لله، في خير البقاع وخير الشهور وخير الصلوات، وأصاب العشرات بجروح من بين (500) مصلٍّ كانوا يتعبدون في الحرم الإبراهيمي، واستطاع باقي المصلين أن يفتكوا بباروخ جولدشتاين قبل أن يهرب بجريمته البشعة.
وعند تنفيذ الم***ة؛ قام جنود الاحتلال الصهيوني الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدًا قُتِل 29 منهم داخل المسجد.
ولقد تردَّد أن أكثر من مسلح إسرائيلي شارك في الم***ة؛ إلا أن الرواية التي سادت تذهب إلى انفراد جولدشتاين بإطلاق النار داخل الحرم الإبراهيمي، ومع ذلك فإن تعامل الجنود الصهاينة والمستوطنين المسلحين مع ردود الفعل التلقائية الفورية إزاء الم***ة التي تمثلت في المظاهرات الفلسطينية اتسمت باستخدام الرصاص الحي بشكل مكثَّف، وفي غضون أقل من 24 ساعة على الم***ة سقط 53 شهيدًا فلسطينيًّا أيضًا في مناطق متفرقة ومنها الخليل نفسها.
وبعد تنفيذه للمجزرة؛ دُفِن هذا الهالك جولدشتاين في مكان قريب من مستوطنة كريات أربع، ولا يزال يعامله المستوطنون على أنه قديس؛ حيث أحرز قصب السبق ب*** العشرات من الفلسطينيين بصورة شخصية بالرغم من حصوله على مساندة الجيش والمستوطنين من أحفاد حركة كاخ المتطرفة، ويأتي آلاف المستوطنين من سكان البؤر الاستيطانية داخل وخارج البلدة القديمة في الخليل وهم يرقصون احتفالاً بهذا المجرم، وقد تحوَّل قـبر جــولدشتاين إلى مزار مقــدَّس للمسـتوطنين الصهـاينــة في الضـفة الغربية!(2).
رد الفعل تجاه م***ة الحرم الإبراهيمي
لقد لاقت م***ة الحرم الإبراهيمي تأييدًا من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني، وعندما سئل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من ***هم غولدشتاين، ردَّ قائلاً: "إن م*** العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني م*** ذبابة". (ذكر ذلك الكاتب اليهودي يسرائيل شاحاك في كتابه الشريعة اليهودية).

هذا ويعتبر اليهود جولدشتاين بمثابة قديس، كما وجعلوا من قبره مزارًا، وقد خصص الكيان الصهيوني عددًا من جنود حرس الشرف الذين يؤدون له التحية العسكرية كل صباح وإلى يومنا هذا.
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك -في كتابه المذكور- أن الشريعة اليهودية (هالاخا) تطالب في الحقيقة كل يهودي القيام بنفس ما قام به غولدشتاين، ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها جولدشتاين بالمؤمن التقي، وأن ما فعله كان من أجل الرب وباسمه(3).
ولما هاجت البلاد والشعوب المسلمة وقامت المظاهرات في شتى أنحاء البلاد، ولكن انفضَّ كل شيء بعد ذلك، وذهبت دماء الضحايا هباءً وتحجَّج الكيان الصهيوني بأن باروخ جولدشتاين هذا كان مجنونًا يعالج نفسيًّا وغير مسئول عن أفعاله، وهكذا يتم استغفال الشعوب وخداعهم بفضل وسائل الإعلام المنحازة التي لا تعرف الحقيقة إلا من خلال المنظار الصهيوني فقط.
لجنة العار (لجنة شمغار)
وفي نفس اليوم تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال 60 شهيدًا وللعمل على تهدئة الوضع، عيّنت حكومة الإرهاب الصهيونية لجنة لتقصي الحقائق أطلق عليها اسم لجنة (شمغار)، وقد ضمت عددًا من الشخصيات الصهيونية ومؤسسات إنسانية أخرى، وقد خرجت اللجنة بعد عدة أشهر على تشكيلها بقرارات هزيلة تدين الضحية، وبعد إغلاق البلدة القديمة في الخليل لأكثر من ستة أشهر تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين يسيطر اليهود فيه على القسم الأكبر فيما يخصص جزء منه للمسلمين، ويستخدم المستوطنين المسجد بكامله خلال الأعياد الصهيونية ولا يسمح فيها برفع الآذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين.

نتائج م***ة الحرم الإبراهيمي
كان لم***ة الحرم الإبراهيمي نتائجها وآثارها السيئة على الفلسطينيين، فبعد المجزرة تعطلت الحياة الفلسطينية العامة في العديد من الأحياء والأسواق القديمة، ومنها سوق الحسبة والذي استولى عليه المستوطنين كليًّا، والسوق القديم (العتيق)، وسوق القزازين وخان شاهين وشارع السهلة والشهداء، وشارع الإخوان المسلمين، وشارعي الشلالة القديم الذي يحتوي على السوق الأهم في المدينة، وشارع الشلالة الجديد وسوق اللبن وطلعة الكرنتينا وغيرها.

وهناك حالة إرباك شديد في المدارس الفلسطينية التي تقع داخل البلدة القديمة في الخليل، والتي يصل تعدادها إلى أكثر من 30 مدرسة؛ حيث يتم تعطيل الدراسة فيها خلال الأحداث التي تشهدها المدينة وخلال أعمال ال*** التي يقوم بها المستوطنون وخلال عمليات فرض نظام منع التجول، وتمنع سلطات الاحتلال وصول المدرسين خلال تلك الأحداث، وتعتدي على عدد غير قليل منهم حتى خلال الأيام التي تتسم بالهدوء.
وخلال السنوات العشر الماضية عمل المستوطنون الصهاينة -الذين تدعمهم جمعيات صهيونية خارج وداخل فلسطين المحتلة- على خلق واقع ما يسمى التواصل الإقليمي بين البؤر الاستيطانية ومستوطنة كريات أربع؛ حيث لا يستطيع المواطن الفلسطيني استخدام هذه الشوارع والأسواق لقضاء مهماته وحاجياته كما كان سابقًا.
كما تمنع سلطات الاحتلال المصلين من التوجه لأداء الصلاة في أكثر من 20 مسجدًا في البلدة القديمة أثناء عمليات الإغلاق، فيم تم إغلاق عدد منها إغلاقًا تامًا كما حدث مع مسجد الأقطاب داخل السوق القديم.
(1) عبد الوهاب المسيري: اليهود واليهودية والصهيونية – م***ة الحرم الإبراهيمي. م***ة الحرم الإبراهيمي: موقع مفكرة الإسلام. عشرة أعوام على مجزرة الحرم الإبراهيمي- المركز الفلسطيني للإعلام.
(2) عبد الوهاب المسيري: اليهود واليهودية والصهيونية – م***ة الحرم الإبراهيمي. م***ة الحرم الإبراهيمي: موقع مفكرة الإسلام. عشرة أعوام على مجزرة الحرم الإبراهيمي- المركز الفلسطيني للإعلام. المذابح الإسرائيلية في فلسطين: موقع الجزيرة نت.
(3) في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي. شبكة فلسطين للحوار.
(4) م***ة الحرم الإبراهيمي: موقع مفكرة الإسلام. عشرة أعوام على مجزرة الحرم الإبراهيمي- المركز الفلسطيني للإعلام.
__________________
رد مع اقتباس