عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-02-2013, 05:41 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي التابعين والدعاء



وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ




وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ



جاء رجل من الصحابة وسأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يارسول الله, أبعيد ربنا فنناديه أو قريب فنناجيه ؟ فنزلت

الآية : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)

كان من عادته رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يسألهم احدهم سؤالاً في الدين يطلب منه أن يمهله ليسأل ربه عنه ,

ولكن هنا نزلت الآية القرآنية بسرعة رداً على هذا السؤال .

وتعني : إذا سألك عبدي عني فإني قريب ,ولم يقُل : قل بمعنى أمَر , ولكن أخبر : ( فإني قريب ) , ولعل أقرب لحظات

القُرب من الله حين ترفع يديك لترجوه بالطلب والخشوع والدموع بالدعوة والإلحاح بالطلب .

لذلك يرد الله عليه بأني قريب سأُجيب دعوتك ودعوة من دعاني بهذه الدعوة , أي : أن الله سيستجيب لعبده ساعة يدعوه

سواء كان دعاء العبد في الليل أو في النهار , أي : أنَ الإجابة مضمونة , لأنه يُجيب الدعوة .

يقول الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ,

أي : إذا طلب مني أو دعاني فإني سأُجيب دعوته ثم قال : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ

عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) أي : الذي يتكبر عن عبادتي ولا يدعوني فهو في جهنم , أما الذين يدعوني

فإني أستجيب له .


- يقول الحديث القدسي , وقد رواه أنس بن مالك , وكان أنس يقول هذا الحديث وهو يجثو على ركبتيه :
( ياعبادي ,كلكم ضال إلا من هديته فاستهد وني أهدكم , ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته , فاستطعموني أطعمكم , ياعبادي كلكم

عارٍ إلا من كسوته , فاستكسوني أكسكم , ياعبادي , إنكم تخطؤن بالليل وبالنهار , فاستغفروني أغفر لكم )


ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو مُخ العبادة ) , ويعني : التذلل لله , والعبد : هو الخاضع بين يدي مولاه .


عندما ترفع يديك لله وتقول له : إني محتاج إليك , فليكن دعائك له بالتذلل والخشوع والخضوع والدموع , هذه أسمى

لحظات العبودية , وهي التي تشعرك بأنك بحاجة إلى الله , أي : إنك تقول له : ليس لي سواك يستجيب لي وأنت القادر على كل شي .

حتى وإن لم تكن بحاجة إلى طلب شيء معين , فالدعاء هو أيضا مطلوب والتذلل في عبودية الله .
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

الدعاء مسألة وعبادة :

وتعني :إنك هنا تعبد الله بالدعاء , يقول أحد التابعين : الدعاء ليلة القدر أحب إلي من الصلاة .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :

( لا تعجزوا من الدعاء , فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد )

ويقول جل وعلا : ( أنا عند ظن عبدي بي ) , وتعني :إن ظن الله بك تماماً مثل ظنك أنت به , ومثلما يكون ذلك الظن

يكون الدعاء .

وليكن الدعاء موجه للمجتمع والأفراد بشكل عام , وللأمة الإسلامية بشكل خاص , قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله

يستحي , إن الله حيي كريم , أن يرفع العبد يديه ويقول يا رب ويرده خائباً ) .

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة

- الإخلاص لله تعالى.

- أن يبدأ لحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي ويختم بذلك.

- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.

- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.

- حضور القلب في الدعاء.

- الدعاء في الرخاء والشدة.

- لا يسأل إلا الله وحده.

- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.

- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.

- الاعتراف بالذنب، والاستغفار منه، والاعتراف بالنعمة، وشكر الله عليها.

- تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنام الأحوال والأوضاع والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.

- عدم تكلف السجع في الدعاء.

- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.

- كثرة الأعمال الصالحة، فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.

- رد المظالم مع التوبة.

- الدعاء ثلاثاً.

- استقبال القبلة.

- رفع الأيدي في الدعاء.

- الوضوء قبل الدعاء إذا تيسر.

- أن لا يعتدي في الدعاء.

- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.

- أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجل صالح له.

- التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض، وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.

- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.

- أن يدعو لإخوانه المؤمنين، ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء، وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم

صلاح للمسلمين كأولياء الأمور وغيرهم، ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين.

- أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة.

- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

- الابتعاد عن جميع المعاصي.

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
أوقات وأحوال وأماكن وأوضاع يستحب فيها الدعاء


- ليلة القدر.

- جوف الليل الآخر ووقت السحر.

- دبر الصلوات المكتوبات ( الفرائض الخمس)

- بين الأذان والإقامة.

- ساعة من كل ليلة.

- عند النداء للصلوات المكتوبات.

-عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء المأثور في ذلك وهو قوله: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شئ قدير،

الحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي ـ أو دعا ـ استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) .

- إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا.

- عند الدعاء بـ ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

وها نحن ياأعزائي على أبواب شهر الدعاء والرحمات ,, فلنتذلل له بالدعاء ,, ونحمده أن بلغنا هذا الشهر الكريم ونبدأ

دعائنا بالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ,, ونستغفره ونتوب إليه ونخفض رؤؤسنا

ونخشع قدر استطاعتنا ,, ونناديه بأسمائه الحسنى وبإذنه تعالى لن يرد لنا دعاء ..

ولا يقول أحدكم : لا أعرف كيف أدعو , أُدع بأي طريقة , بالإحساس الذي بداخلك فقد جاء صحابي إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال له : أنا لا أعرف كيف أُدندن مثلك ومثل معاذ , فيسأله الرسول صلى الله عليه وسلم : (ماذا تقول ؟! )

فيقول : اللهم أدخلني الجنة ونجني من النار , فيقول له صلى الله عليه وسلم : ( حولها أُدندن أنا ومعاذ )


وهذه أثمن ثلاث ساعات يُستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى :

الساعة الأولى : أول ساعة من النهار - بعد صلاة الفجر

أخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ).

رواه الترمذي وقال حديث حسن .

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء .

- ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :

( اللهم بارك لأمتي في بكورها)

لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تُقسم فيها الأرزاق

فلا ينبغي النوم فيها بل إحيائها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان

الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب .
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

الساعة الثانية : آخر ساعة من النهار ( قبل الغروب )

- هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيؤ له وهذا لا ينبغي لمن حرص

على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية .. هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى , فهي من أوقات الاستجابة .

- كما جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث مستجابات : دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر )رواه الترمذي.

- وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله .
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

الساعة الثالثة : وقت السحر

- السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر قال تعالى : ( والمستغفرين بالأسحار).

- فاحرصوا أيها الصائمون على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر ،

وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى.

- قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح والتهليل :

(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ).

- وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ).

- قال الحسن البصري رحمه الله :
( الدنيا ثلاثة أيام أما أمس فقد ذهب بما فيه ، وأما غداً فلعلك لا تدركه ، وأما اليوم فلك فاعمل فيه.
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
اللهم بلغنا رمضان هذا العام , اللهم اجعلنا من عتقاءك هذا العام , اللهم بلغنا ليلة القدر , اللهم اجعلنا ممن يصومون رمضان ايمانا

و احتسابا و يقومون رمضان ايمانا و احتسابا ويقومون ليلة القدر ايمانا و احتسابا ..

يارب العالمين .

اللهم تقبل منا انك أنت السميع العليم , و تب علينا انك أنت التواب الرحيم ,

وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. والحمد لله رب العالمين