المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الملك سعود
كلية التربية
الفلسفة اللامدرسية
إعداد الطالب : بدر حمود عبدا لله التو يجري
إشراف الدكتور: عثمان محمدعثمان المنيع
بسم الله الرحمن الرحيم
الفلسفة اللامدرسية
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الأصوات التي نادت بإلغاء المدرسة ونادوا بتطبيق فكرة اللامدرسية باعتبارها اتجاه حتمي للتطور الاجتماعي والتربوي .
الفكرة الرئيسية :
تنادي الفلسفة اللامدرسية بعدم الاعتماد الكلي على المؤسسات التعليمية في عملية القيام بمهمة التربية والتثقيف .وهناك أراء تدعو إلى تصفية المدرسة كمؤسسة اجتماعية وتجريد المجتمع من المدرسة ,وإلغاء التعليم الإلزامي , وإحياء شبكات معرفية جديدة .
النشأة وأهم العلماء:
-من الإنصاف أن ننبه إلى أن موجة الهجوم على المدرسة كانت لها إرهاصاتها في القرن الثامن عشر على يد المفكر الشهير (جان جاك روسو) 1712-1778م فقد رأى أن التعليم النظامي الذي تقدمه معاهد التعليم يفسد الأطفال بما يبثه فيهم من قيم اجتماعية هي في معظمها لاتشكل صفاء الحياة الاجتماعية من الكذب والغش والنفاق والإتكالية والمداهنة والخداع وإن أفضل مايمكن أن نؤديه من خدمة لأطفالنا أن ندعهم يواجهون الطبيعة مباشرة .
-وفي سنة (1921)م ولد باولو فريري في البرازيل وهو من دعاة التعليم اللامدرسي .
- وفي سنة (1926)م ظهر أشهر دعاة اللامدرسية وهوايفان إليتش , والذي دعا إلى إلغاء المدرسة وهو الاتجاه الذي ينادي بإلغاء هذه المؤسسة النظامية ليكون المجتمع كله هو المدرسة الكبرى للجميع. وقد أنتج كتابان في ذلك وهما ( مجتمع بلا مدارس ),(ماذا بعد اللامدرسية ) .
- ومن علماء اللامدرسية ( ايفرت ديمر) وله كتاب باسم ( وفاة المدرسة ), ومايكل هوبرمان ,
و(جاستون تاسيناري) من إيطاليا, و(جورجين زيمر)من ألمانيا الغربية.
- وتتلخص اللامدرسية عند إليتش في علمنة العملية التعليمية (التدريب والتعليم) بحيث تصبح إبداعية استكشافية تهتم بالنموالشخصي تلقائية اختيارية وليست تحكمية تتم عن طريق التعلم العرضي أو غير الشكلي .
لماذا طالب إليتش بإلغاء المدرسة :
يهاجم إليتش ب*** المدرسة ونظم التعليم التقليدية السائدة, ويقول إن المدرسة كما يعرفها (مؤسسة تتطلب حضورا متفرغا لمجموعة عمرية معينة ,في فصول دراسية يشرف عليها مدرسون لدراسة مناهج متدرجة ) وتدعى المدرسة التي تقوم بأربع وظائف : الرعاية والانتقاء الاجتماعي والتلقين والتعليم . ولكن المدرسة عندما تقوم بالوضائف الثلاث الأولى تقضي على أمل تحقيق الوظيفة الرابعة . وبعبارة أدق فإن المدرسة لاتقوم بالوظيفة الأساسية التي تتصورأنها قد وجدت من أجلها وهي "التعليم" وإن أهم مايستطيع الإنسان أن يفعله في الوقت الحاضر هو أن يسترد مسؤولية تربية أبنائه وأن يقوم بمكافحة المدرسة.
وهناك عدة أسباب لإلغاء المدرسة وهي كالتالي :
1- ضخامة الإنفاق على التعليم وعدم اتفاقه مع العائد.
2- التعليم المدرسي لايحقق العدالة الاجتماعية: يتحيز التعليم المدرسي عادة ضد الفقراء , ويفيد منه أبناء الأغنياء بدرجة أكبر .
3- المدرسة لا تحقق التعلم : كما أن المدرسة لا تحقق العدالة الاجتماعية فإنها لاتحقق التعليم . ماتفعله المدرسة هو تقسيم عملية التعليم إلى مراحل تعطى في نهايتها شهادات ويتم توزيع الأدوار الاجتماعية على أساس الحصول على هذه الشهادات . معنى هذا أن تحديد الأدوار الاجتماعية (مكانة الإنسان ووظيفته في المجتمع لا يتم في الحقيقة على أساس المعرفة والتعلم ,وإنما على أساس الشهادة التي نحصل عليها).
4- كفاءة وأساليب التعليم غير المدرسي .
5- نحن نعيش عصر المدرسة : فجميع وسائل التوجيه الاجتماعي تشحن الجميع للالتحاق بالمدرسة والحصول على أعلى الدرجات , ثم على الشهادات , والتضحية بقيم وميول وقدرات واهتمامات في سبيل الكتاب والشهادة من جهة, وفي سبيل الفوز برضى الأهل والمجتمع من جهة أخرى ,وقد تأتي النتائج العملية مخيبة لكل هذا الجهد والعناء.
6- المدرسة أنشئت للطلاب متوسطي التحصيل : ومن هنا فالفئات التي تتضح فيها مظاهر النبوغ الرياضي والعلمي , لا ترضى عنهم المدرسة , فيضطرون للتسرب منها.
7- الطابع التكراري النمطي الممل للحياة المدرسية.
وسائط التربية اللامدرسية التقليدية :
1- الأسرة كمؤسسة تربوية0
2- دور العبادة0
3- جماعة الأقران 0
4- المؤسسات الإعلامية ودورها التربوي .
5- المكتبات العامة والمعارض والمتاحف.
النقد الموجه للامدرسية :
1- أراء بعض زعمائها أقرب إلى الفوضوية التي ترجع أصولها إلى أراء تنادي بمجتمع بلا حكومة ونشاط إنساني بلا مؤسسات .
2- حكمت على المدرسة بالإعدام بدل أن تنادي بإصلاحها .
3- دعوة وهمية غير قابلة للتطبيق .
4- بعض الأطفال تعوزهم البصيرة لتعلم الأشياء التي سوف يحتاجون معرفتها في حياتهم بعد الكبر.
5- بعض الأطفال ليس لديهم حافز لتعلم أي شيء , وفي الغالب سوف يقضون أوقاتهم في مساعي غير تعليمية.
6- ارتكازالنموذج المقترح لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة يحتاج إلى متخصصين ذوي مهارات عالية وهم عملة نادرة في المجتمعات النامية التي تحتاج قبل غيرها إلى تطور أنظمتها التعليمية بل قد يؤدي استخدام مثل هذه الأجهزة إلى نوع من السيطرة تمارسه الدول المنتجة لهذه التكنولوجيا على الدول المستوردة لها.
الخاتمة :
يتضح لنا مما سبق أن اللامدرسين قد حاولوا كشف الواقع التعليمي المعاش بيننا بعرض سلبياته ومساؤه وعرض البديل لتلك المدرسة التي قد تحتوي على بعض العيوب التي هاجمتها اللامدرسية مثل سيطرة بعض الأراء على مايفرض في الواقع التعليمي , فدعوة اللامدرسيين لإلغاء المدرسة ونسفها أمر غير مقبول تماما فالمدرسة وإن حدث فيها بعض العيوب فإن الحل ليس بنسفها بل بتطويرها وإخضاعها لما يريده المجتمع وتوفير الفرص الديمقراطية للجميع للتعلم فمن الممكن أن تسمح المدارس بفتح معاملها ومرافقها المختلفة بعد نهاية اليوم الدراسي لمن يريد الاستفادة , وكذلك تعيين معلمين مرشدين لتوجيه الطلاب لما يرغبون به والاهتمام بقضية التعلم الذاتي .
المراجع:
1- فلسفات تربوية معاصرة , تأليف :د- سعيد إسماعيل علي .
2- دراسات في فلسفة التربية , تأليف : د- سعيد إسماعيل علي ,ومحمد نبيل نوفل , حسان محمد حسان .
3- أصول التربية , تأليف : أحمد علي الحاج محمد.
4- الأصول الفلسفة للتربية , قراءات ودراسات , تأليف : د- علي خليل مصطفى أبو العينين , ومحمد عبد الرزاق ويح , هاني محمد يونس بركات .
|