[مروان النجم]

من الواضح للجميع إن البنية التحتية لمصر في إنهيار في الستة أشهر الاخيرة منذ تولي مرسي، متمثلة في حوادث طرق و قطارات و سقوط عمارات و مشاكل في الكهرباء وغيرها.

و من الواضح أيضاً للعقلاء إن هذا الإنهيار هو نتيجة إدارة سيئة للدولة على مر ما يزيد على ثلاثين عاماً، و تأزم الوضع أكثر في السنة و نصف التي عقبت الثورة تحت القيادة الرشيدة للمجلس العسكري.

يعني ببساطة هذا الإنهيار كان متوقعاً، و الفترة القادمة قد تكون أسوأ .

قبل تولي مرسي السلطة، الكثير من الخبراء المخلصين حذروا مرسي و الاخوان من هذا الإنهيار المتوقع. بل و إقترحوا عليهم العدول عن الترشح للرئاسة والبحث عن مرشح قادر على جمع المصريين بقلب رجل واحد بعيدا عن الاستقطاب الذي قد يشق الصف المصري، ثم بعد ذلك طلبوا منهم العدول عن الوعود الانتخابية البراقة والمشاريع الحالمة مثل مشروع النهضة.

بعد تولي مرسي السلطة، نفس الخبراء طلبوا من مرسي و الاخوان والحكومة أن يصارحوا الناس بحقيقة الوضع و يوضحوا لهم أن الفترة القادمة صعبة و يبرأوا ذمتهم من أخطاء النظام السابق التي ستؤدي لحدوث إنهيارات قادمة بالتأكيد.

طبعاً في كل مرة كان يوصف هؤلاء الخبراء بـ "المتشائمين" و "أصحاب النفوس الضعيفة" و"محدودي الأفق".

بما إن الناس بدأت تشعر بالإنهيار، ليس عندي شك إن الاخوان إستلموا البلد في أسوأ حال و إن الإنهيار سيزيد و يصبح أكثر تأثيراً على نواحي الحياه المختلفة.

الأسئلة:

١) الخبراء اللي كانوا بيحذروا مرسي و الاخوان كانوا "متشائمين" أم كانوا "أمناء في رصد الواقع"؟

٢) ألم يحن الوقت لمرسي أن يصارح الناس بحقيقة الوضع و يعمل على طرح "برنامج إنقاذ للبلد" قبل فوات الاوان؟

٣) هل الافضل للناس إن الواحد يقول لهم إن كل حاجة زي الفل و يخدعهم فيكونوا مبسوطين شوية ثم يفيقوا على كارثة كل شوية أم يصارحهم بالحقيقة حتى يساعدوه على الخروج من هذه الأزمة؟

أتصور أن من في السلطة يحتاج أن يفكر في هذه الاسئلة البريئة، فقد تساعده على تغيير مساره.

في الوضع الحالي، ليس امامنا حل غير مساعدة من في السلطة للخروج من الازمات الحالية و المقبلة و لكن الاجابة على هذه الاسئلة البريئة هي التي ستحدد إمكانية حدوث ذلك من الأساس

( منقول عن صفحة كلنا خالد سعيد )