الموضوع: الأندلس
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 04-01-2013, 08:18 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

إتمام فتح الأندلس

بعد هذا النصر الكبير الذي حققه طارق في معركة شذونة فتحت أبواب الأندلس للمسلمين فتح طارق شذونة ثم مر بمدينة مورو وهي مدينة قربية من قرطبة عاصمة الأندلس حينذاك وبعد ذلك بمدينة قرمونة واستولى على لقة وارسل قسم من جيشة ففتحوا إلبيرة بعد حصار طويل وأخضع أورايهويلا ثم وصل إلى أشبيلية عاصمة الجنوب ورأى أهلها أنهم لا يستطيعون رد جيوش المسلمين فطلبوا من طارق الصلح فصالحهم على أن يدفعوا الجزية في ذلك الوقت أرسل طارق أقساما من جيشه إلى المناطق الجانبية في الأندلس, اتجه قسم إلى قرطبة بقيادة مغيث الرومي مولى عبد الملك بن مروان ومعه سبعمائه رجل، فاستولى عليها بعد حصار دام ثلاثة أشهر, ومن الجدير بالذكر أن طارق وجد وقادته عونا من اليهود المقيمين في إسبانيا بسبب اضطهاد القوط لهم ولذلك اعتمد طارق عليهم في حفظ المناطق المفتوحة في أنحاء البلاد[11]. بعدها تجمع القوط في منطقة حصينة جدا تدعى إستجة واستطاع طارق أن يباغت قائدها خارج الحصن وأن يأسرة فقرر أن يصالحه فأطلق صراحه وبفتح أستجة خضع الجنوب الأندلسي لطارق بن زياد [12]. استمر طارق بزحفه نحو الشمال ففتح مدينة جيان أو كما يطلق عليها الآن مدينة خاين حتى وصل العاصمة طليطلة ففتحها دون مقاومة تذكر [13].إذ كان حكامها وأهلها قد هربوا منها, فكانت المدينة شبه خالية تقريبا[14], فغنم المسلمون من كنائس المدينة وقصورها ذخائر وكنوزا كما تشير المصادر العربية.
ثم خشي طارق بن زياد من أن يقطع عليه القوط الطريق في تلك المناطق الجبلية الوعرة, لأن فصل الشتاء قد اقترب وتعب الجيش الإسلامي من الجهود التي بذلها, والغنائم التي ثقل بها, فكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه العون, فقرر موسى أن يدخل الأندلس بنفسة وولى إبنة عبد الله على القيروان عاصمة الشمال الأفريقي آنذاك وفي شهر رمضان عام93 هـ يونيو 712م, تجمع لموسى القادة في الجنوب الأندلسي في مدينة سبتة في جبل إسمة جبل موسىٍوحين إستكمل ترتيباتة بنى مسجدا في المكان نفسه ضبط قبلتة التابعي حنش بن عبد الله الصنعاني وسمي بمسجد الرايات وقد دمرة القوط فيما بعد فيما يسمى حرب الاسترتاد ولا تزال آثاره موجوده إلى الآن [13]. عبر موسى مضيق جبل طارق بجيش كبير من 18 ألف محارب, معظمهم من العرب بعصبياتهم القيسية واليمنية, ومن بينهم عدد من التابعين ومعه صحابي واحد هو المنيذر الأفريقي [13]. وقد عرف هذا الجيش العربي الأول بطالعة موسى[15]. عندما دخل موسى بن نصير إلى الأندلس وجد أن المدن التي كان يفتتحها طارق تنقض على المسلمين واحدة تلو الأخرى إذ لم يكن باستطاعة طارق أن يترك في كل مدينة يفتحها حامية لتحميها بسبب قلة عدد جيش طارق فتحرك موسى ليعيد إخضاع الجنوب فأخضع شذونة ثم أفتتح مدينة قرمونة مرة أخرى فحاصرها وعلم أنها من أمنع الحصون في الأندلس فعمل حيلة ليفتحها فاتفق مع جماعة من أصحاب يوليان القائد الأسباني على أن يفروا من أمام جيش موسى ويتوجهوا للأحتماء بالحصن فأدخلهم أهل الحصن ولما قدم موسى فتح له أصحاب يوليان الأبواب فأتم موسى فتح الحصن [13]. ثم توجة نحو أشبيلية فحاصرها موسى أشهرا ثم أخضعها ثم فتح مدينة باجه ((Beja وهي أقليم حالي في البرتغال قريب من مدينة إشبيليه)) هرب إليه حايه إشبيليه ثم توجة إلىماردة وهي مدينة حصينة لها حصن لم يبن الأنسان نفسه حاصر المسلمون المدينة ولم يستطيعوا القفز من فوق الأسوار أو خرقها فأمر موسى بصناعة الدبابة وكانت آلة مصنوعة من الخشب مغطاة بالجلود وبالأقمشة المبللة لا تخرقها النبال وتطفأ النيران أن صبت عليها هاجم مجموعه من الجيش بالدبابة يحتمون بها فعملوا لأيجاد ثغرة في السور فاعترضتهم صخرة صماء فأتعبتهم فلم يستطيعوا خرقها فاغتاظ القوط من فعلهم فصبوا عليم النيران وألقوا عليهم الحجارة وهاجموهم من كل جهة حتى أستشهدت الجماعة تحت لا يزال يسمى اليوم ببرج الشهداء إلى اليوم، رأى أهل ماردة أصرار موسى على الفتح فأرسلوا يطلبون إليه الصلح فأجابهم وصادف ذلك عيد الفطر من عام 94 هجرية فكان العيد عيدين عيد الفتح وعيد المسلمين ثارت إشبيليه مرة أخرى فأرسل موسى أبنة عبد العزيز بن موسى بن نصير فدخلها وحطم قوتها وهزم قوة أخرى تجمعت في مدينة لبلة ثم أجتمع عبد العزيز مع والدة موسى.[13]. أرسل موسى إلى طارق بن زياد حين تحرك إلى مدينة طلبيرة يدعوة إلى لقائة فالتقى القائدان في مدينة طلبيرة في ذي القعدة عام 94 هجرية. أرسل موسى بأخبار الفتح وتفصيلاتة إلى الوليد بن عبد الملك وكان رسولة إلى الوليد التابعي : علي بن رباح. دخل علي بن رباح على الوليد بن عبد الملك فقال له : إني تركت موسى بن نصير في الأندلس وقد أظهره ونصره وفتح على يديه ما لم يفتح على أحد ثم رفع إلية الكتاب المرسل من موسى بن نصير فقرأه الوليد فلما أتى على أخره خر ساجدا لله تعالى شاكرا لأنعمه . كان الفصل في الأندلس هو فصل الشتاء قرر موسى أن يرتاح هو وطارق ولينظما جيوشهما والاستعداد لاستكمال الفتح بعد الشتاء، وللعمل على استقرار المنطقة، ونشر الدين الإسلامي فيها، قام موسى بصطك العملة (الدراهم والدنانير الإسلامية) وذلك في بداية عام 95 هجربة.[13]. ثم تابع القائدان سيرهما نحو الشمال باتجاه مدينة سرقسطة عاصمة الشمال وجعل موسى طارقا في مقدمة الجيش واففتح المدينة بسهولة ويسر دون مقاومة تذكر. وبعد استقرار الجيش في مدينة سرقسطة أمر موسى بن نصير التابعي الجليل عبد الله بن حنش الصنعاني ببناء مسجد سمي بسجد سرقسطة.[13].
ثم فتحت المناطق التابعة لسرقسطة وما حولها من المدن التالية: وشقة، لاردة، طرّكونة، وبرشلونة دون جهد أو قتال يذكر، وبعد إقامته مدة في (سرقسطة) أراد موسى أن يجتاح أوروبا بجيشة المرتفع المعنويات وأن يفتح القسطنطينية ويرجع إلى دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية عن طريق البحر الأسود فهم بالدخول إلىبلاد الغال أو كما يطلق عليها حاليا فرنسا عبر جبال البرانس ففتح مدينة قرقشونه وحصن لوذون وصخرة أبنيون ومدينة أرغون وكاد يسيطر على جنوب فرنسا فنصحة أحد الجند يقال له حبان بن أبي جبلة -وهو تابعي جليل دفن في مدينة قرقشونة - أن يحمي ظهرة قبل أن يتوغل في بلاد الغال.[13]. عاد موسى بن نصير إلى الأندلس واتجه نحو الشمال الغربي من الأندلس واتجه نحو مدينة خيخون ولما كان بالقرب من المدينة أتاه مغيث الرومي وكان مرسول من خليفة المسلمين الوليد بن عبد الملك يأمره بعدم التوغل في الأندلس والعودة إلية في دمشق فاستلطف موسى مغيث وسأله أن يكمل معه الفتح فاستجلب له مغيث الرمي فتوجها نحو خيخون ففتحاها وفتحا مناطق بالقرب من مدينة خيخون إلا صخره بلاي ثم توجها إلى مدينة جيليقية أو كما تسمى حاليا مدينة منطقة غاليسيا ففتح فيها عدة مناطق ثم أتى الرسول الثاني من الخليفة أسمة أبو نصر فأمسك بعنان فرس موسى ونقل له أمر الخليفة يأمره بالرجوع إلى دمشق.[13]. رجع موسى هو وطارق ألى إشبيليه وتركا عملية الفتوح في الشمال ورتبا أمور الأندلس وجعلا العاصمة في إشبيليه لموقعها في وسط الأندلس وخلف موسى أبنه عبد العزيز بن موسى بن نصير واليا على الأندلس. وصل موسى بن نصير وطارق إلى دمشق سنة 96 هجرية فكان الخليفة الوليد بن عبد الملك مريضا ثم توفي بعد أربعين يوما من وصولهما.[13].
لم يتبقى من الأندلس سوى بعض المناطق الشرقية والشمالية الغربية, أما شرق الأندلس فقد فتحها الأمير عبد العزيز بن موسى بن نصير، تركزت المقاومة في كورة تدمير (مرسية حاليا) وكانت لها قاعدة حصينة وهي أريولة, سميت هذه الولاية بهذا الاسم نسبة إلى اسم حاكمها الأمير القوطي تيودمير الذي عقد معه عبد العزيز معاهدة أريولة التي احتوت على شروط ضمنت له أن يحكم ولايته مقابل جزية سنوية.
أما الجزء الشمالي الغربي من الأندلس, وهي المنطقة المعروفة بأستورياس Asturias في جليقية أو غاليسيا Galicia, فإن الأمويين لم يفرضوا عليها سيطرتهم بالكامل, بسبب برودة مناخها ووعورة طرقها, فأهملوا هذا الجانب استهانة بشأنه, نتيجة لذلك تمكن بعض من تبقى من الجيش القوطي المنهزم بزعامة القائد المعروف باسم بلاي أو بيلايو Pelayo, لجأ هؤلاء القوط إلى الجبال الشمالية في تلك المنطقة, وهي ثلاثة جبال عالية, تسمى القمة الغربية منها باسم أونغا onga فيها كهف يعرف باسم كوفادونغا Covadonga, أما العرب فيسمونها باسم صخرة بلاي لأن بيلايو اختبأ فيها عندما حاصرهم المسلمون وعاشوا على عسل النحل الذي وجدوه في خروق الصخور, عندما عرف المسلمون أمرهم, تركوهم استهانة بأمرهم ووانسحبوا وقالوا: " ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم؟ "[16].
المصادر الإسبانية تعتبر انسحاب المسلمين من كوفادونغا نصرا عسكريا وأيضا نصرا قوميا للإسبان, وتقول أن العون الالهي كان قد وقف إلى جانبهم, أما المصادر العربية فهي تعترف بانسحاب المسلمين عن هذه المنطقة الباردة والقاحلة لكنها لا تذكر شيئا عن قيام معركة ولا عن القائد علقمة اللخمي الذي قاد الجيش هناك ذلك الوقت. وعلى إثر انسحاب المسلمين قامت في تلك المنطقة (شمال غرب إسبانيا) مملكة أستورياس.
__________________
رد مع اقتباس