ثالثاً: ما حال الأمة مع بداية عام ونهاية عام
مع نهاية عام وبداية عام ما هو حال أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها؟
ما هو حصاد هذا العام الهجري في تاريخ أمة الإسلام؟
إن نظرة سريعة على خريطة العالم لتنظر أي البقاع أكثر حروبا سفكا للدماء اعتداءا على المقدسات.
ستجد أنك تنظر إلى سوريا فلسطين إلى العراق إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى الصومال وغيرها من بلاد الإسلام.
حتى البلاد التي تخلصت من الاستبداد والديكتاتورية وحكم الجبابرة مازالت تعاني من الفرقة والتشرذم ، وتذئب المعادين للإسلام وتطاولهم ، والكيد والتآمر ، ومحاولة الانحراف بهذه البلاد عن الحياة المستقرة.
فبلادنا أكثر البلاد التى تنهب ثرواتها، وتستنزف خيراتها، وتبدد طاقاتها، وتحارب وتشرد عقولها وإمكاناتها.
بل وتضطهد في دينها وتحارب في قرآنها وسنة نبيها وتغير دساتيرها ومناهجها بما يتمشي مع نزوات المفسدين في الأرض.
أهذه أمة الإسلام التي أراد الله لها أن تكون الأمة الوسط أن تكون خير أمة أخرجت للناس؟
فليسأل كل واحد منا نفسه ماذا قدمت لأمة الإسلام؟
عام مضى فيه من الآلام والجراح الكثير والكثير.
ولو تحرك كل مسلم حركة إيجابية لنصرة دينه وأمته على مدار عام كامل لحققت الأمة نهوضا ورقيا وذهبت آلامها، وتحققت آمالها، وتحولت الجراح إلى أفراح
ماذا أنت فاعل في عامك القادم؟
إن كنا قد ودعنا عاما بأيامه ولياليه، فقد أقبل علينا عام آخر
مد الله لنا في العمر، وأطال لنا في الأجل، وأمهلنا في الحياة حتى نستدرك ما فات, ونعوض ما قد قصرنا فيه وفرطنا.
فهل نعتبر ونأخذ من أنفسنا لأنفسنا، ونعاهد الله تعالى أن نستغفر الله تعالى فيما فات من أعمارنا من تقصير وإساءة، ونحسن فيما بقى من أعمارنا فيما بيننا وبين الله تعالى
والنبي حثنا على اغتنام الأعمار والاستفادة من الحياة
فقال : "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك" [المستدرك على الصحيحين:ج4/ص341 ح7846]
وقال كذلك: "بادروا بالأعمال سبعاً" أي أسرعوا إلى فعل الخيرات والقربات قبل أن تأتيكم سبع، يقول المصطفى : "بادروا بالأعمال سبعاً هل تنظرون إلا إلى فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرما مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر" [أخرجه الترمذي كتاب الزهد رقم 23 7 وقال حسن غريب]
وسئل النبي أي الناس خير؟ قال : "من طال عمره وحسن عمله"، قال: فأي الناس شر؟ قال: "من طال عمره وساء عمله"
فهنا ينبغي أن تكون لنا وقفات أخرى بالتوبة عما قصرنا فيه مما مضي من عمرنا. وبالاستعداد الصحيح لما بقى من أعمارنا
كيف سيكون حالنا مع الله تعالى في معرفته وطاعته ومرضاته ومحبته وتنفيذ أمره، واجتناب نهيه؟.
كيف سيكون حالنا مع دينا في معرفته وتعلمه وفهمه فهما صحيحا والعمل به والدفاع عنه ونشره بين العالمين؟.
كيف سيكون حالنا مع أمتنا في نصرتها والعمل على عزتها ورفعتها، ورفع الضر والبأساء عنها في كل مكان.؟
كيف سيكون حالنا مع كافة الناس بحسن معاملتهم والتخلق معهم بأخلاق الإسلام وإرشادهم إلى دين الله القويم الذي فيه سعادتهم في دنياهم وأخراهم.؟
كيف سيكون حالنا مع أمورنا الدنيوية وكيف سنحقق فيها إتقانا وتقدما ونفعا لأنفسنا ولأمتنا وللناس جميعا.؟
وحتي لا تكون هذه مجرد أمنيات وأحلام حبذا لو وضع كل واحد منا له أهدافا واضحة محددة ستكون برنامجه العملي للعام القادم بل لحياته بأسرها.
حتي يكون للحياة قيمة حقيقية ومعني سام.
ويصبر المسلم على ذلك ويجتهد ويعيش في كنف قول الله تعالى{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام : 162، 163]
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|