
30-11-2012, 10:32 AM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
البدايات
في عام 1904 قام الطبيب الألماني ألفريد بلويتز Alfred Ploetz (1860 - 1940) بنشر أفكاره عن ما أسماه تحسين النسل البشري عن طريق تغييرات اجتماعية بهدف خلق مجتمع أكثر ذكاءا وإنتاجية لأجل الحد من ما أسماه "المعاناة الأنسانية". بعد 16 سنة من هذه الكتابات نشر كتاب باسم "الرخصة للقضاء على الأحياء الذين لايستحقون الحياة" Die Freigabe der Vernichtung Lebensunwertem Lebens للكاتب والقانوني كارل بايندنك Karl Binding الذي كتب الكتاب بالاشتراك مع الطبيب النفسي ألفريد هوج Alfred Hoche وكان الكتاب عن فكرة القيام بتعجيل القتل الرحيم للمصابين بالأمراض المستعصية علاجها، ولم يتم في هذا الكتاب على الإطلاق ذكر إبادة أي عرق أو مجموعة بسبب انتماءهم إلى دين معين.
يعتقد البعض أن المنشورات المذكورة أعلاه استخدمت فيما بعد من قبل النازيين إلى استكمال خطتهم الشاملة لإبادة اليهود والمعروفة بالحل النهائي أو حل أخير Endlösung der Judenfrage. في 1 أبريل 1933 أي بعد فترة قصيرة من صعود النازيين للحكم في ألمانيا قام الحزب بالقيام بإعلان مقاطعة كاملة ليوم واحد للأعمال والمنتجات التجارية التي يملكها اليهود في ألمانيا وتلى هذا الإجراء قرارات من قبل سلطات الرايخ الثالث في 7 أبريل 1933 بطرد اليهود من الدوائر والمؤسسات الحكومية، وفي عام 1935 صدر قرار يمنع اليهودي من الزواج من غير اليهودية وبالعكس وتم سحب ال***ية الألمانية من اليهود وسحب منهم أيضا حق التصويت في الانتخابات، وفي 15 نوفمبر 1938 تم إصدار قانون يمنع التلاميذ اليهود من دخول المدارس الألمانية العامة [2].
مصطلح الحل النهائي أو حل أخير تم استعماله لأول مرة من قبل أدولف أيخمان والذي أشرف على عمليات الهولوكوست وتمت محاكمته وإعدامه من قبل محكمة إسرائيلية في 1 يونيو 1962 في سجن الرملة. تمت مناقشة خطة الحل النهائي في مؤتمر داخلي للحزب النازي عقد في منطقة وانسي Wannsee جنوب غرب برلين في 20 يناير 1942 والذي نوقشت فيه آلية إبادة %64 من يهود أوروبا، وحضر ذلك الاجتماع هينريك هيملر أيضا والذي كان من أقوى رجال أدولف هتلر وأكثرهم شراسة. ونصت مختصر محضر الاجتماع أن الأسلوب السابق في تشجيع اليهود على الهجرة من ألمانيا قد تم تغييره إلى الاستبعاد القسري [3].
عملية الهولوكوست وبنود الحل الأخير بررتها الفلسفة النازية بكونها طريقة للتخلص ممن اعتبرتهم "تحت البشر" Untermensch وأن الأمة الألمانية لكونها عرق نقي Herrenvolk لها الحق في حكم العالم، وأن العرق الآري يفوق في جودته الأعراق الأوروبية الخليطة مثل الغجر والبولنديون واليهود والسلافييون والألطيون والأفريقيون، وأن بعض فصائل المجتمع حتى إذا كانوا من العرق الآري مثل المثليين ***يا والمجرمين والمعاقين جسميا أو عقليا والشيوعيون والليبراليون والمعارضون لفلسفة النازية وشهود يهوه كانوا حسب الفكرة النازية من طبقة "تحت البشر" [4].
تمت بالإضافة إلى اليهود إبادة 100،000 شيوعي و 15،000 - 25،000 ممن اعتبروا مثليين ***يا و 1،200 - 2000 من شهود يهوه، وتمت إجراءات جراحية أو طبية لمنع 400،000 معاق عقليا, ومريض نفسي من الإنجاب واستعملت أساليب القتل الرحيم والتي سميت Tiergartenstraße 4 أو T4 لإنهاء حياة 200،000 - 300،000 من المصابين بعاهات لاأمل للشفاء منها, ومعاقين, و مرضي نفسيين [5]
يعتقد معظم المؤرخين أن البداية الفعلية للهولوكوست كانت ليلة 9 نوفمبر 1938 حيث اجتاحت مظاهرات غاضبة ضد اليهود العديد من المدن في ألمانيا وتم كسر وتخريب المحلات التجارية لليهود وقتل في تلك الليلة 100 يهودي واعتقل 30،000 وتم إتلاف 7000 محل تجاري و 1،574 معبد يهودي وسميت تلك الليلة، Kristallnacht بمعنى ليلة الزجاج المهشم [6]
|