عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 22-11-2012, 10:38 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


نعمة وجود الشمس





الشمس آية من آيات الله الكونية الواضحة الجلية، أقسم الله سبحانه وتعالى بها في القرآن في مستهل سورة سميت باسمها. ففي بداية سورة الشمس أقسم الله تعالى بقوله: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ (الشمس:1).
لكي نفكر في هذه المنحة الربانية، ونستفيد بها الاستفادة القصوى في حياتنا.
وإذا ما تأمل الإنسان في الشمس كآية كونية تدل على عظمة الله سبحانه وتعالى، فسيجد أن الشمس ثروة للبشرية منذ بدء الخلق حتى أوقاتنا الحالية، وأن الشمس لها أفضال كثيرة على ال*** البشري. فالشمس نعمة من الله للمخلوقات، وهذه السطور محاولة للتفكر في نعمة الشمس وفضلها على حياة البشرية.
الشمس هي النجم الذي تدور حوله الأرض، والأرض أحد كواكب المجموعة الشمسية. وقد تدور الأرض حول الشمس دورة يومية حول محورها فينتج عنها الليل والنهار، كما تدور الأرض في مدارها حول الشمس دورة كاملة كل 365 يوم وربع اليوم، أي في عام كامل. فتعاقبُ الليل والنهار، والأيام والسنين، له الفضل في تعليم الحساب والأرقام للبشر: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (يونس:5).
أشعة الشمس تصل للأرض في أكثر من ثماني دقائق، حيث إن سرعة أشعة الشمس 300 كم في الثانية الواحدة، ولنا أن نتخيل المسافة بين الشمس والأرض التي تصل إلى مليارات الكيلومترات.
أشعة الشمس هي مصدر الضوء الأساسي في الأرض، ومن حكمة الله عز وجل، دوران الأرض حول محورها وتعاقب الليل والنهار؛ إذ جعل الله سبحانه وتعالى النهار لمعيشة الناس ونشاطهم، وجعل الليل وقتاً للراحة والسكن والنوم: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ (النبأ:9-11).
ولو شاء الله لذهب بضوء الشمس وجعل الحياة مظلمة، أو جعل ضوء الشمس موجوداً طوال الوقت: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ (القصص:71-72).
وحتى نور القمر مصدره ضوء الشمس، فنور القمر يحدث نتيجة لانعكاس ضوء الشمس على سطح القمر.

الأرض تمتص أشعة الشمس
الشمس مصدر الطاقة والدفء على الأرض، فلو ابتعدت الأرض قليلاً عن الشمس لتجمدت الأرض وما عليها، ولو اقتربت الأرض قليلاً من الشمس لاحترقت الأرض وما عليها.
أشعة الشمس لا تسبب الدفء وارتفاع حرارة الأرض من تلقاء نفسها، بل الأرض تمتص هذه الأشعة، ثم تبثها في الغلاف الجوي، ولذلك فإن المكان المرتفع عن سطح البحر تنخفض فيه درجات الحرارة عن الأماكن الأقل ارتفاعاً، فنجد الجبال الشديدة الارتفاع يغطيها الجليد، وقد تكون الأماكن المجاورة لها غير المرتفعة معتدلة الحرارة.
ضوء الشمس أساسي لعمليات البناء الضوئي للنباتات والطحالب وبعض الميكروبات ذاتية التغذية، فتقوم هذه الكائنات بتكوين غذائها ذاتياً باستخدام الماء والأملاح المعدنية وثاني أكسيد الكربون لتكوين غذائها. ووجودُ الشمس ضروري لإتمام التفاعلات في عملية البناء الضوئي، فهذه العملية تتوقف في الظلام.
ومن ثم تلعب الشمس دوراً رئيسياً في تغذية الحيوانات والإنسان، حيث لولا وجود النباتات ذاتية التغذية، ما كان هناك غذاء للحيوان والإنسان.

تعقيم الهواء من الميكروبات
ومن ثم فالشمس أساس تكوّن الوقود الحفري (البترول والغاز الطبيعي والفحم)، حيث إن هذا الوقود تكوّن عبر ملايين السنين نتيجة تحلل أجسام النباتات والحيوانات الميتة تحت سطح الأرض.
يستفيد البشر من الطاقة الشمسية في تعقيم الهواء من الميكروبات؛ فالأماكن المغلقة التي لا تدخلها الشمس، تكون معرضة لتكاثر الميكروبات الضارة. ومن ذلك ما كان يعرف سابقاً بـ"لعنة الفراعنة"، فمن يفتح قبور قدماء المصريين، يصاب بالأمراض ويموت نتيجة استنشاق الهواء الفاسد، وذلك بسبب تكاثر ميكروبات ضارة وإفرازها سموماً في هواء المقابر الفرعونية المغلقة منذ آلاف السنين.
وتفادى العلماء ذلك بفتح المقابر وعدم دخولها مباشرةً إلا بعد فترة يتم فيها تلقائياً تغيير هواء المقابر ودخول أشعة الشمس لها، التي تعقم المكان وتقتل الميكروبات الضارة، ولذلك فمن الضروري فتح نوافذ الغرف والشقق حتى تدخل أشعة الشمس وتطهر البيوت من الكثير من الميكروبات الضارة، ولذلك فهناك حكمة قديمة تقول: "البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب" كنايةً عن عدم وجود أمراض.
وكذلك بالنسبة للملابس بعد الغسيل، يتم نشرها في الشمس فتكون هناك فائدتان، الأولى تجفيف الملابس، والثانية تعقيم وتطهير الملابس من الميكروبات الضارة، ولذلك تجد الملابس التي تجف في مكان مظلم بعيداً عن ضوء الشمس، ذات رائحة عفنة نتيجة تكاثر ميكروبات تفرز مواد ذات رائحة عفنة.
وكذلك أشعة الشمس، تعقم وتقتل الميكروبات الضارة في الأراضي الزراعية، فأحد فوائد تقليب وحرث وعزق الحقول الزراعية، هو تعقيم التربة بواسطة أشعة الشمس، وقتل العديد من الميكروبات الضارة بالنبات. وتعقيم التربة الزراعية بأشعة الشمس هو ما يعرف بـ"التشميس" (Solaraization) .
__________________
رد مع اقتباس