
22-11-2012, 10:13 AM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
|
|
توطئة للآيات الكونية الباهرة الدالة على عظمة الله:
1- كيف يشهد الله لنبيه بصدق رسالته:
إن الله عز وجل حينما يبعث رسولاً ومعه منهج، معنى منهج افعل ولا تفعل، فيه أمر ونهي، فيه حرام وحلال، فيه واجب وفرض، فهذا النبي الكريم والرسول الكريم معه منهج، والمنهج فيه تقييد، والإنسان المتفلت من أي منهج لا يروق له أن يخضع لمنهج، لذلك رد فعل الناس حينما يأتيهم رسول معه منهج أن يكذبوه، قال تعالى:
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
( سورة الرعد )
فلا بد من أن يشهد الله لخلقه أن هذا الإنسان الذي أرسله هو رسوله، كيف يشهد ؟ الحقيقة الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولكن تصل إليه العقول لا أقول تحيط به، قال تعالى:
﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾
( سورة البقرة )
2- خرق نواميس الكون:
ولكن الله عز وجل يجري على يد هذا الرسول خرقاً لنواميس الكون، هذا الخرق لا يخلقه إلا خالق السماوات والأرض، إذاً: خرق النواميس شهادة الله لهذا الرسول أنه رسوله، هذا جرى مع الأنبياء السابقين، لأن كل نبي له قوم، فالمعجزة حسية، وهي كعود الثقاب، تألقت وانطفأت، وأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه، ويكذبه من يكذبه، ولكن بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام بعثة عامة لكل الأمم والشعوب على مدى القرون، ولنهاية الدوران، وكتابه كتاب خاتم، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وكتابه خاتم الكتب.
3-الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:
إذاً: لا يمكن أن تكون المعجزة خرقاً للنواميس حسية تقع مرة واحدة، وتنتهي، فتصبح خبرا يجرؤ كل واحد على تكذيبه، إذاً: لا بد من أن تكون معجزة النبي عليه الصلاة والسلام، ونحن في حلقة عنوانها العقيدة والإعجاز، لا بد من أن تكون معجزة النبي عليه الصلاة والسلام معجزة مستمرة، ولن تكون مستمرة، لأن النبي سيرتحل إلى الرفيق الأعلى، ولن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية، من هنا يكون الإعجاز في القرآن والسنة.
4-النبي لم يشرح الآيات الكونية:
في القرآن عدد كبير جداً يقترب من ألف أو يزيد من الآيات الكونية، وفي هذه الآيات سبق علمي، أي إشارة إلى حقيقة لم تكن معروفة من قبل، وسيمضي سنوات وسنوات وعقود وحقب، وهذه الحقيقة لا يعرفها أحد، إلى أن يظهر التطور العلمي الجديد، فإذا بالعلم يكشف عن هذه الحقيقة، إذاً: الإعجاز في القرآن الكريم آيات تشير إلى حقائق لم تكن معروفة على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، والذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يشرح هذه الآيات، لماذا ؟ الله أعلم، أنا أرجح أنه لم يشرحها بتوجيه من الله، أو باجتهاد منه، وحكمة عدم شرحها أنه لو شرحها شرحاً مبسطاً يتناسب مع أفهام من حوله لأنكرنا نحن عليه، ولو شرحها شرحاً عميقاً، لأن الله أراه آياته كلها، لو شرحها شرحاً عميقاً لأنكر عليه أصحابه، فتُركت هذه الآيات كإعجاز لهذا القرآن، وكشهادة الرحمن على أن محمد عليه الصلاة والسلام رسوله.
إذاً: الإعجاز محوره الأساسي أنت تقرأ الآية، فإذا بأحدث بحوث علمية تؤكدها، ولم يكن هذا معروفاً من قبل، إذاً: الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن، قال تعالى:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة ).
جواب القسم، قوله تعالى:
﴿ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة ).
وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه.
|