جزيل الشكر و التقدير لحضرتك على هذا المقال القيم ، و ان كنت أرى أن المبادئ كلمة أعم و أشمل من العلم نفسه فمبادئ الطب كما يذكر الكاتب هى مجموعة الكليات التى تنظم عمل الطب ، فان تجاوزها الممارس لهذه المهنة يكون خارجا عن المهنة ، و بالطبع فليس كل المصريين اطباء و لذلك فلا أحد يقول أن من يتعلم المبادئ يستطيع مزاولة المهنة ، فمزاولة المهنة تقتضى دراسة كل تفصيلات العلم و ليس الاكتفاء بمبادئه .
و بناءا عليه فأنا أرى أن كلمة مبادئ الشريعة الاسلامية قد تكون كافية فى هذه المرحلة ، حيث أن كلمة مبادئ يقصد بها المقاصد الكلية للشريعة و القطعية الثبوت و الدلالة بحيث نضمن ألا نحلل حراما ، أما عن تفصيلات الشريعة فهناك أمران : الأول أنها مجال فقهى فىه الكثير من الاختلاف وفقا للمدارس الفقهية المتنوعة ، و الأصل فى الاسلام ألا يخضع تفسيره لمذهب فقهى واحد الى جانب أن الفقه علم يجب ان يكون متطورا مع الأحداث المتغيرة و الجديدة و التى لم يتناولها الفقه القديم ،و كما نعلم جميعا أن الامام الشافعى على سبيل المثال قد غير الكثير من فتاواه لتغير المكان من العراق الى مصر ، فالأولى أيضا ان الفتاوى ستتغير وفقا لتغير الزمان مابين القرون الأولى و القرن الحادى و العشرون ، و سيكون الرأى الأرجح دائما هو تنوع الفقه و اختلافه شريطة ألا يحلل حراما و أن يعتمد فى المقام الأول على ماهو قطعى الثبوت و الدلالة ، و بذلك فمبادئ الشريعة الاسلامية قد تكون هى التعبير الأمثل و الأصح فى هذا التوقيت .
يقول الكاتب
اقتباس:
|
والذي لا يعلمه قادتنا ( المنتخبين ) ان الشريعة الاسلامية ليست هي الاحكام وليست الحدود وليست حتى القوانين ... بل هي ثقافة بالمعنى الصحيح للكلمة .. وهي الحضارة بالمعنى الصحيح ايضا وهي منظومة الافكار المكونة للعقل البشري والموجهه له لبناء المجتمع الاسلامي ومكوناته المتعددة ....
|
و أنا أتفق مع الكاتب فى هذه العبارة ، فالشريعة الاسلامية هى ثقافة و حضارة و هى منظومة الأفكار المكونة للعقل البشرى و الموجه له لبناء المجتمع ، و من هنا نجد مدى التنوع و الثراء فى الحضارة الاسلامية التى قامت و أذهلت العلم كله و لم تكن حكرا على تفسير واحد أو فقه واحد للاسلام .
و تظل مسألة أحكام الشريعة و الحدود مطلوبه بذاتها فى المجتمع الاسلامى و هى تحتاج الى تدرج لتحقيقها ، و الغريب أن من يطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية يتفقون حول هذا التدرج و ضرورة تأهيل و تهيئة المناخ اللازم لذلك .
و بناءا عليه فأنا أرى أن الخلاف فى حقيقته هو خلاف سياسيى و ليس خلاف عقائدى ، فمبادئ الشريعة الاسلامية ليست كفرا أو تضليلا و لكنها المقاصد العامة للشريعة الاسلامية
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك