عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-10-2012, 02:54 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New

الإسلام يصحح مسيرة البشرية:
لما أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم هداية للبشرية و رحمة و إنقاذا لهم من براثن الضلال و الوثنية، لم يكن من الممكن أن يتركهم على الحال التي كانوا عليها من الشرك و الوثنية و الجاهلية، كما لم يكن ممكنا أن يزيل كل ما هم عليه من حق و باطل معا، بل أبقى الحق الباقي من تراث الأنبياء السابقين، و أزال ما دخل على دينهم من الباطل و التحريف.
الحج في الإسلام و الديانات ص411: و لما كرم الله البشرية برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فرض الحج بشروطه و أركانه و واجباته و سننه.
و لم تكن الفريضة ابتداء، و إنما كانت تجديدا و تطهيرا، فالحج قديم أقدم من الإسلام بحوالي عشرين قرنا قبل الميلاد، و قد دخل فيه من الشرك و الوثنية ما خرج به عن حقيقته و جوهره، فلما بعث الله محمدا عليه صلوات الله و سلامه أبقى الحج و طهره مما كان قد دخله.
و الإسلام لا يلغي ملكات العبادة و إنما يبقيها ثم يطهرها من الأدران و الوثنيات و الشركيات، لأن الإلغاء محو و إزالة، و الإسلام لا يريد أن يزيل الملكات و الغرائز، بل يزيل ما علق بها مما لا يرضى عنه. و يوجهها إلى الخير و الفضيلة و الحق و الجمال.
و هذا ما صنعه بالحج، فقد أبقاه بعد تجريده مما علق به، و تطهيره مما لا يتفق مع الطهر و النقاء.
ص422: و لهذا لم يقض الإسلام على الشعائر الدينية و الخلائق الفاضلة و الطبائع الطيبة، بل أبقاها على فطرتها، ثم تناول ما جد عليها من المعتقدات الباطلة، ليضع في النفس الإنسانية ما يريد من العقيدة الصحيحة مكان تلك العقيدة.
ص425: و مزية الإسلام أنه أبقى طبيعة الخير و ملكة التدين، و أزال الشرك و الوثنية، حتى لكأن الحج جديد في كل مظاهره و أسراره و حكمه و مزاياه.
يقصد أن الأشياء التي قام الإسلام بتغييرها في الحج الجاهلي- و التي سندرسها بالتفصيل بإذن الله- لكثرتها و تعددها، يكاد يكون قد جاء بحج جديد تماما في كل نواحيه.
الحج في الإسلام و الديانات ص104: الطواف: الطواف الدوران حول الكعبة المشرفة، و منذ قامت و الطواف مقترن بقيامها في جميع العصور و العهود، حتى إذا جاء الإسلام نقاه من الشرك و الوثنية، و مما لا يتفق مع جلال البيت من آداب، فطهر رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت من الأوثان و الأصنام و الرجس كله، و حرم أن يطوف بالبيت مشرك أو عريان، و أعاد إلى الطواف صفاءه و نقاءه و جلاله و قداسته.
الأركان الأربعة ص287: دور الإسلام الإصلاحي في تشريع الحج: و قام الإسلام- شأنه في الأركان الثلاثة الأخرى- بدوره الإصلاحي التجديدي في الحج، و قد كان أهل الجاهلية قد أدخلوا في الحج عادات جاهلية و أمورا ابتدعوها، ما أنزل الله بها من سلطان، و اصطلحوا على أشياء و تواضعوا عليها من الزمن القديم، فكان تحريفا في الحج الذي شرعه الله على لسان إبراهيم، و توارثته قبائل العرب جيلا بعد جيل، جنى على كثير من مقاصده و فوائده، و كانت الحمية الجاهلية و النخوة القبلية، و ما كانت عليه قريش من التفاخر و الكبيراء و حرصهم على التميز هو الباعث الأكبر على هذه الزيادات و التحريفات، فجاء القرآن و التشريع الإسلامي بإزالة هذه البدعة و التحريفات و إبطالها، و قد تصدى القرآن الحكيم لكل بدعة من هذه البدع، و لكل موقف من مواقف الجاهلية الدخيلة، فاجتثه و استأصل شأفته و أبدله بخير منه.
الحج في الإسلام و الديانات ص417: و إذا كانت فكرة الضحية في الديانات السابقة مقصورة على القربى من الإله المعبود لديها، فإن الضحية في الإسلام تغيرت في مقاصدها و حِكًمها، فالله عز و جل يقول:”لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم” فالضحية نفسها لحما و دما لن تصل إلى الله، و لكن الطاعة هي الواصلة إليه، و لا يقتصر نفعها على الطاعة وحدها، بل يتجاوزها إلى الناس، إذ يجدون فيها سعة في الحياة، و يشارك الفقراء إخوانهم الأغنياء في اليسر و السعة في تلك الأيام العظيمة و في العيد المسمى الأضحى.
فهذه النقلة التي أجراها الله على يد أبي الأنبياء هي نقلة بالغة العظم و الظهور في تاريخ الإنسان و الوحدانية و تاريخ الحضارات، و انتهت إلى الإسلام على خير ما تنتهي العقيدة، فحرمت الضحية البشرية، و أحل الانتفاع بالضحية من الحيوان.اهـ
و إذا كان بعض الدارسين يلاحظون التشابه بين الحج الإسلامي و بين بعض النصوص في الكتاب المقدس بعهديه، فهذا مما أبقاه القوم من تراث أنبيائهم.
الحج في الأديان ص128: و إن ما يحاول تأكيده المستشرق هوف في إثبات الدعوى بالرجوع إلى الأصل اليهودي في الحج من خلال المشابهة و الموازنة بين الشعائر و الطقوس عند المسلمين و اليهود، هي محاولة زرع الشك في تعاليم الإسلام. و أنها تعاليم مقتبسة من التوراة، متناسين أن أداء المسلمين لهذه الفريضة يختلف روحا و شكلا عما عند اليهود، و من عدة نواح، منها:
و سوف ندرس بالتفصيل أوجه الاختلاف بين الحج الإسلامي، و بين شعائر اليهود، مع بيان صلة هذه الأخيرة بالوثنية التي اقتبسها اليهود من الأمم المحيطة بهم.
الحج في الإسلام و الديانات ص418: و المقصد الأساسي من الحج الإسلامي قائم على طاعة الله، و على إفراده بالعبادة، و الإنابة إليه وحده، و بالخضوع له دون سواه.
__________________
رد مع اقتباس