عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16-10-2012, 06:22 AM
الصورة الرمزية mohammed ahmed25
mohammed ahmed25 mohammed ahmed25 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 2,656
معدل تقييم المستوى: 17
mohammed ahmed25 has a spectacular aura about
افتراضي

* والوقفة الأولى التي أريد التنبيه عليها في الحادثين تتعلق بقول الله تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالآية الكريمة تبين أن الكافرين يتعاونون ويتناصرون فيما بينهم وخاصة وقت المحن والشدائد، فيجب عليكم أهل الإيمان أن تتناصروا وتتعاضدوا فيما بينكم، فإن ذلك فضلا عن كونه واجبا شرعيا وفرضا إيمانيا فإنه يمثل حائط الصد أمام فتنة الكافرين وفسادهم، فالله تعالى يحرضنا على الموالاة الإيمانية: إلا تفعلوا ما أمرتكم به من التعاون والنصرة على الدين تكن فتنة في الأرض، أي إن لم تجانبوا أيها المؤمنون أهل الشرك وتزايلوهم وتوالوا المؤمنين تقع الفتنة في الناس وهو التباس الأمر واختلاط المؤمنين بالكافرين وعدم تمايز أهل الإيمان عن أهل الشرك والكفران فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل، وصدق الله العظيم الحكيم فلكم رأينا من الفساد والإفساد والفتن بسبب اختلاط المسلمين بأهل الشرك وعدم تميزهم عنهم، ولذلك فإن الله تعالى نهى أهل الإيمان الصادق من مجاورة المشركين واتخاذهم أولياء من دون المؤمنين ونصرتهم على أهل ملتهم من المسلمين، وأمرهم تبارك وتعالى من الهجرة من بين أظهر الكافرين والفرار بدينهم وتوعدهم تبارك وتعالى بالعذاب الأليم إن هم نكصوا عن ذلك، وقد برئ رسولنا صلى الله عليه وسلم من كل من أقام بين أظهر المشركين وكان معهم، ولهذا الحديث موضع آخر إن شاء الله تعالى.
* ومما يدمي القلب وتدمع له العين أن مرض تضييق واجب النصرة والولاء الإيماني وقصره على الولاء الضيق للحزب أو الجماعة أو القومية قد تعدى العوام إلى طائفة من المجاهدين والمهاجرين ـ والذين يفترض أن يكونوا طليعة أمة الإسلام ـ فتجد الرجل يكون هشا بشا وخير معين ناصر لأتباع حزبه وجماعته وبني قومه غاضا النظر عمن ليسوا كذلك، بل ويجد من هم من أهل ملته ممن ليسوا في جماعته وحزبه يتعرضون لشتى أنواع الحرب من قبل أعدائهم فلا يحرك لذلك ساكنا، ناهيك عن التكافل الاجتماعي والأسري الذي غاب أو كاد بين أهل الإيمان بسبب لولاء الحزبي الضيق المقيت.
* وأما العبرة الثانية من هذه الأحداث هو النظر فيما حل بأهل الإسلام من خضوع وذلة ومهانة لترك الكفر بالطواغيت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، فحينما أسلمت وفاء قسطنطين ما سكن لكفار الشرق والغرب عضو ولا هدأ لهم جفن حتى عادت المرأة إلى بيتها ليجبروها على العودة إلى النصرانية، وقد عاونهم في ذلك أولياؤهم من سادات الحكم ووزرائه الذين تدخلوا للحفاظ على أمن مصر من أن تعصف به الفتن الطائفية كما زعموا كذبا وزورا،
__________________