[عصام الفنان]

وزير التربية والتعليم: وقت الفوضى بالمدارس انتهى.. وسنعاقب المضربين



قال الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، إن الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ليس تهمة حتى ننكرها، لكنه شرف لا ندعيه.. فهى فصيل وطنى مثل أى فصيل آخر موجود على الساحة السياسية وأثبت جدارته فى الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية، وأخرج عالماً ليتولى رئاسة الجمهورية.
وأضاف، فى حوار مع «المصرى اليوم»، أن مناهج التعليم لها قدسية ومكانة دساتير الدول، وتطوير التعليم له مراكزه المتخصصة ولا دخل لنا فى السجالات السياسية، فنحن مؤسسة تربوية عريقة ملك لكل الشعب المصرى العظيم.
وتابع أن الوزارة تقر وتقدر مطالب العاملين ونحاول التجاوب معها قدر الاستطاعة ونطلب منهم قليلاً من الصبر وكثيراً من العمل.. نحن شركاء وطن وثورة ومستقبل قادم ومشرق، مشيرا إلى أنه لن يتم السماح بتعطيل العمل، وستتم معاقبة المضربين، لأن وقت الفوضى انتهى، وإلى نص الحوار:
■ هناك انتقادات موجهة للحرية والعدالة بأنهم يسعون للترويج لفكرهم عن طريق تعيين وزراء ينتمون للإخوان فى وزارات لها علاقة مباشرة بالنشء والشباب مثل وزارة التربية والتعليم فما هو ردك؟
- الانتماء للإخوان ليست تهمة حتى ننكرها، لكنها شرف لا ندعيه، فهم فصيل وطنى مثل أى فصيل آخر موجود على الساحة السياسية وأثبت جدارته فى الانتخابات، سواء البرلمانية أو الرئاسية.
■ هل هناك مناقشات تدور داخل حزب الحرية والعدالة تطالب بتغيير المناهج بحيث يصبح الطلاب أكثر قربا من الفكر الإسلامى أو فكر الإخوان المسلمين؟
- نحن فى الوزارة أعيننا على القيم الوطنية الأصيلة فى الداخل وعلى المجتمع فى الخارج بمعنى التركيز على قيم قبول الآخر وكيفية قبوله.. بمعنى آخر قضية الوزراء الموجودين والمحسوبين على تيار الإخوان المسلمين فهم حاصلون على أعلى الشهادات من أعرق الجامعات، حتى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، حاصل على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، لكن خوفنا من الإخوان هاجس صنعه النظام السابق وأنا أتصور لو أن النظام السابق قد رفع سقف الحرية قليلاً لأصبح حالنا مختلف عما نحن فيه الآن تماما، وكنا سنستطيع التعايش مع بعضنا البعض بشكل أكبر.
■ مبارك وجميع أركان نظامه كانوا يعلنون دائما انتماءهم للحزب الوطنى فلماذا هذه الضجة المثارة للمطالبة بانفصال الرئيس محمد مرسى عن حزب الحرية والعدالة؟
- هذا أمر لا يقتصر على مصر فقط وكل الأنظمة الديمقراطية فى العالم الرئيس الفائز فيها هو الذى يشكل الحكومة.
■ لكن هل ينطبق هذا الأمر على وضع الدستور أيضا؟
- نحن لن نخترع العجلة، وأنا مع الديمقراطية مالم تمس قيماً وطنية وأنا أتابع جميع المواد الخاصة بالتعليم فى الدستور الجديد وهناك فصل كامل عن التعليم فيه.
■ هل توافق على نظام الثانوية العامة الجديد؟
- هذا هو أفضل الحلول المرحلية لكنه ليس الحل النهائى.
■ وهل لديكم حلول أخرى؟
-الحل هو أن الثانوية العامة يعاد هيكلتها تماماً ولا تصبح شهادة منتهية بمعنى أنه لو حصل أحد الطلاب على شهادة الثانوية العامة وأراد استكمال تعليمه الجامعى لكن بعد عدة سنوات مثلاً فيسمح له بذلك.
■ هل هناك نية لمشروع معد بالفعل لتطوير التعليم ما قبل الجامعى؟
-هذه وجهة نظرى الشخصية كخبير فى التعليم وليس بحكم كونى وزيراً.. أرى أن تتحول الثانوية العامة إلى نظام الساعات المعتمدة بمعنى تقسيم كل مادة إلى عدد من الساعات وإتاحة أكثر من مدرس لتدريسها وللطالب حرية اختيار المعلم الذى يقوم بالتدريس له، وفى هذه الحالة سنغلق الباب أمام المدرسين الذى يقومون بإعطاء الدروس الخصوصية وهذا الكلام ليس بجديد بل كان موجوداً فى الأزهر الشريف منذ ألف سنة، وكل العالم يعمل بنفس هذه الطريقة.
■ كيف ستتعامل الوزارة مع تهديدات موظفى الإدارات التعليمية بالإضراب فى أيام الدراسة للمطالبة بمساواتهم بالمعلمين؟
- الإداريون فى الوقت الحالى يحصلون على رواتب أعلى من المدرسين.. وأى موظف له الحق فى الطلب كما يريد، لكننا لن نسمح بتعطيل العمل وسنقوم بخصم أى يوم عمل يضرب فيه الموظف عن العمل، أسوة بما حدث فى إضراب المضيفين الجويين.. وقت الفوضى خلاص عدى وأنت حر مالم تضر ومن يرد الاعتصام فليعتصم لكن لو فى مواعيد العمل الرسمية سيعتبر غائباً.
■ سمعنا عن مشروع التعليم أساس النهضة الخاص بتطوير التعليم، والذى بدأت أولى مراحله تحت عنوان «هنطور مدارسنا» وهو إحدى آليات الحكومة الجديدة لتنفيذ برنامج النهضة للرئيس محمد مرسى والذى انتخب على أساسه.. ما أهم ملامح هذا المشروع؟
- مبادرة «التعليم أساس النهضة» مشروع ضخم يدشنه حزب «الحرية والعدالة» وينطلق من مشروع النهضة الذى جعل من بين محاوره الارتقاء بالعملية التعليمية، وتمكين المجتمع، وتفعيل دور العمل الأهلى.
وفى العام الأول لمشروع «التعليم أساس النهضة» سيتم التركيز على الارتقاء بالعملية التعليمية، خصوصا بناء المدارس فى المناطق المحرومة، وكذلك تطوير المدارس فى المناطق المحرومة، وتطوير المدارس والانضباط المدرسى ليس مسؤولية وزارة التربية والتعليم فقط وإنما مسؤولية المجتمع ككل، ويدخل فيها ولى الأمر ومؤسسات التنشئة والمجتمع المدنى والجمعيات الأهلية بجانب الوزارة المسؤولة والنقابة المختصة والمدرسة المستهدفة ورجال الأعمال.
■ ما حقيقة تغيير بعض أجزاء فى كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوى بحيث يتضمن فقرات عن جماعة الإخوان المسلمين؟
- مناهج التعليم لها قدسية ومكانة دساتير الدول، وتطوير التعليم له مراكزه المتخصصة ولا دخل لنا فى السجالات السياسية.. نحن مؤسسة تربوية عريقة ملك لكل الشعب المصرى العظيم.
■ هل هناك أى بدائل متاحة لنظام تعليم يتوافق مع احتياجات سوق العمل والتطور العلمى والتكنولوجى؟
- التعليم المصرى تحمل عبئا كبيرا وتجارب غير علمية طوال العقود الماضية ومع ذلك لدينا نماذج مميزة وكثيرة من نظم التعليم المطبقة عالميا ندرسها لنخرج بنظام يناسب ظروفنا المصرية ويحقق طموحات شعبنا العظيم، وسنطور بتدرج ووعى ولن نتعجل لأننا نريد أن ننجح ولا نعرض الأسرة المصرية لتجارب أخرى غير ناجحة.
■ كثيرا ما سمعنا عن تطوير التعليم الفنى لكن على أرض الواقع لم يحدث أى تغيير فمتى تهتم الوزارة به وتضعه على قدم المساواة بالتعليم العام؟
- لدينا مشروع واضح وطموح للنهوض بالتعليم الفنى «الهيئة القومية للتعليم الفنى والتدريب المهنى» لتخريج العمالة المهرة لسوق العمل المحلية والإقليمية والمبشر أن هناك عدداً غير قليل من رجال الأعمال الشرفاء سيدعمون هذا النوع من التعليم المطلوب لسوق العمل محليا وإقليميا.
■ بعض الكتب الخارجية ظهر عليها صور لمحجبات وأصحاب لحى.. هل هذا يعتبر مؤشراً على أخونة التعليم أم أن تلك الكتب تغازل مؤسسات الدولة حتى لا تفرض عليها قيوداً مثلما فرض عليها من قبل؟
- الكتب الخارجية تطبع خارج الوزارة وما عليها من رسومات مقبول طالما لم يصطدم مع منظومة القيم المصرية الحضارية واللحية والحجاب جزء من ثقافة الشعب المصرى المتدين بفطرته، أما ما يسمى أخونة التعليم فهى مصطلحات سياسية لا شأن لنا بها.
■ وزارة التعليم مثلها مثل معظم الوزارات تعانى من وجود مشاكل كثيرة للموظفين داخلها.. فهل سيؤثر ذلك على قدرتها على التعامل مع المشاكل الخارجية مثل اضرابات المعلمين ومشاكل المدارس؟
- نحن نقر ونقدر مطالب العاملين ونحاول التجاوب معها قدر الاستطاعة، ونطلب منهم قليلاً من الصبر وكثيراً من العمل.. نحن شركاء وطن وثورة ومستقبل قادم ومشرق بإذن الله.
■ لماذا هذا الجدل المثار حول كادر المعلمين الجديد من جانب المدرسين من جهة والوزارة والحكومة من جهة أخرى ولماذا لم يتم إقراره حتى الآن؟
- الكادر أقر بالفعل من الدكتور مرسى رئيس الجمهورية، وستنفذ المرحلة الأولى بنسبة 50% فى أول أكتوبر القادم بعد أيام والمرحلة الثانية بنسبة 50% أخرى فى يناير القادم بعد عدة شهور وقد دبرت الوزارة من ميزانيتها الخاصة هذه المبالغ دون تحميل موازنة الدولة أى أعباء جديدة، أما موضوع الدروس الخصوصية فله حديث آخر ومطول، ووزارة المالية تواجه صعوبات وسببها عجز الموازنة العامة للحكومة وحاولنا وضع بعض الحلول للخروج من هذه المشاكل.
■ ما رأيك فى تظاهرات المعلمين وقيامهم بقطع الطريق للعام الثانى على التوالى؟
- التظاهر والاحتجاج حق مشروع وقطع الطريق مخالفة وضرر يؤذى الآخرين وشعارنا «أنت حر ما لم تضر» وسنقوم بإبلاغ وزارة الداخلية عن قطع الطرق وهى التى تتعامل معه على الفور وقانون العقوبات ينص على عقوبة بالحبس 3 سنوات بحد أدنى لأى شخص يقوم بقطع الطريق.
■ البعض اتهم الرئيس مرسى بإعطاء توجيهات لاختيار بعض الوزراء الإخوان فى الوزارات التى تتدخل فى تربية النشء مثل التعليم والشباب فما ردك؟
- سيادة الرئيس يمارس صلاحياته لأنه المفوض ديمقراطيا من قبل الشعب فى انتخابات حرة ونزيهة لم تشهدها المنطقة من قبل، وخياراته وتوجيهاته من صميم صلاحياته وهذا طبيعى للغاية فى النظم الديمقراطية، والإخوان فصيل وطنى محترم له تاريخ مشرف ومعلوم للكافة، وقد أخرجت عالماً جليلاً مثل دكتور مرسى أصبح رئيس للجمهورية، إذاً أين المشكلة؟
■ ماذا عن حقيقة ما تردد عن خصخصة التعليم وماذا عن الاستعانه ببعض رجال الأعمال الإخوان للنهوض بالتعليم؟
- غير صحيح موضوع الخصخصة، والحكومة ملتزمة بالتعليم المجانى والمدارس الخاصة اختيارية وللقادرين إن شاءوا، والحكومة لن تنهض وحدها، دون مساعدة القطاع الخاص، ولا عيب فى الاستعانة برجال أعمال إخوان، وسأستعين بكل من يريد أن يضيف من أجل مصر، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين لتطوير منظومة التعليم فى مصر وتصحيح مساره