عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 15-09-2012, 11:58 PM
darch_99 darch_99 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,824
معدل تقييم المستوى: 17
darch_99 is just really nice
افتراضي رد الفعل الأمريكى المقلوب

رد الفعل الأمريكى المقلوب

من غير المنطقى أن تتجه السياسة الأمريكية فى ردة فعلها على غضب شعوب الربيع العربى على الفيلم المسيء للنبى صلى الله عليه وسلم، إلى التأنيب والتهديد واستعراض العضلات بإرسال "المارينز" دون الالتفات إلى أساس المشكلة المتمثلة فى الخلط بين حرية التعبير وإهانة المقدسات.
ندرك أن غوغاءً دخلوا على الخط فى الغضب العربى من الفيلم، لكن ليس ذلك معناه التسليم بتأنيب هيلارى كيلنتون وزعمها أنه تم استبدال استبداد الغوغاء باستبداد الطغاة. (نُذكر هنا بأن "الباء" تدخل على المتروك).
الغوغاء استغلوا ظروفا مواتية خلقتها السياسة الأمريكية العرجاء تجاه التعامل مع الشعوب العربية والإسلامية، فمبدأ حرية التعبير الذى يبرر به البيت الأبيض ما حدث، لا يشمل توجيه أى نقد لليهود ولا تشكيكا فى المحرقة، ولا ريب أن "المقدس الديني" أكثر حرمة وتشددا، خصوصا أن العواطف الدينية لا يمكن التحكم فيها إذا اجتاحها الغضب من الاستهزاء بمقدساتها، مما لا يمكن معه عمليا الفصل بين الغوغاء والعقلاء.
والعجيب هنا أنه لم تصدر إجراءات أمريكية عملية للحد من الغضب الذى اجتاح العالم الإسلامى كله من الفيلم، واقتصر الأمر على انتقادات لردود الفعل العنيفة وتهديدات بشأن مستقبل العلاقات مع تلك الدول، خصوصا مصر التى وصفها أوباما بأنها ليست حليفة ولا عدوة.
واشنطن أنفقت عشرات آلاف المليارات بعد 11 سبتمبر لتصحيح صورتها فى العالم الإسلامي، وكلها ذهبت سدى، فيما تسبب الفيلم فى جعل الصورة أكثر سوادا بعد أن ضيع البيت الأبيض فرصة عمره فى تحسينها بأقل ثمن، بدلا من التمسك بما يسميه حرية التعبير التى ينص عليها الدستور الأمريكي.
تلك الحرية لم تمنع الاعتقالات العشوائية والتنصت على المكالمات والتوسع فى الاشتباه لمجرد أن الشخص شرق أوسطى أو عربى أو مسلم.. كل ذلك جرى بعد 11 سبتمبر بدون أى قيود قانونية أو دستورية.
لقد تعاملت الإدارة الأمريكية بمنتهى الاستخفاف مع الفيلم المسيء مع أنه أهان نبى الإسلام، دين النسبة الغالبة من سكان العالم الإسلامى الذى حاولت واشنطن على مدى السنوات الماضية تحسين صورتها فيه.
نعم أدانته واعتبرته "مقرفا" ومقززا وأكدت أنه يستهدف دينا عظيما. لكنها أيضا هددت الشعوب الغاضبة - مصر تحديدا - بمشاكل حقيقية كبرى إذا لم توفر الحماية للسفارة الأمريكية، ومع التسليم بأن ذلك واجب بمقتضى القوانين الدولية، والرفض المطلق لنموذج الغضب العنيف الذى جرى فى مصر وليبيا وتونس واليمن، لكن ماذا غير التصريحات المنتقدة للفيلم كان يجب على إدارة البيت الأبيض أن تتخذه لكى تهدئ الغضب فيصبح الاعتذار صريحا وعمليا؟
الجميع يدرك أن الولايات المتحدة كدولة ليست وراء الفيلم، لكن ذنبها أنها الدولة الحاضنة لمجموعة السفلة الذين أنتجوه فهددوا مصالحها المباشرة وغير المباشرة وتسببوا فى تعريض رعاياها للخطر.. أليس أجدر بها أن تحاسبهم على ذلك ولا تسمح ببقائهم على أرضها؟
عندما رفضت استقبال حليفها التاريخى والاستراتيجى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، نظرت بعين الاعتبار إلى مصالحها فى طهران دون أى اعتبار للإنسانية والقوانين الدولية والأمريكية، فما يمنعها أن تفعل الأمر نفسه مع تلك المجموعة الشاذة وأولهم موريس صادق وتسلمه إلى الدولة التى ولد فيها، أو تقبض عليه وتقدمه للمحاكمة؟!
واشنطن خسرت فرصة ذهبية لتصحيح صورتها، وفاجأتنا بدلا من ذلك برد فعل مقلوب من عينة استبداد الطغاة واستبداد الغوغاء!
__________________
#الإشـاعة يؤلفها #الحاقد وينشرها #الأحمق ويصدقها #الغبي حاول أن لا تكون من هؤلاء الثلاثة.
بالفيديو.. توثق أحداث الذكرى الثانية للثورة


رد مع اقتباس