عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15-09-2012, 10:39 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اعتاد محمد بن عبد الله على أن يعتزل أهل مكة معتكفا في غار حراء خارج شعاب مكة ليتفكر في خلق السماوات و الأرض شهرا كل عام .. كانت السيدة خديجة تعد له زاده و ما يحتاجه .. يخرج محمد بن عبد الله كعادته معتزلا الناس إلى غار حراء في شهر رمضان .. فيأتيه الملك في صورة رجل يعطيه صحيفة و يقول له اقرأ .. فيقول محمد بن عبد الله الذي لا يعرف القراء و لا الكتابة "ما أنا بقارئ" .. فيأخذه الملك و يضمه و يقول له "اقرأ" فيقول له محمد "ما أنا بقارئ" .. فيأخذه الملك ليضمه و يقول له "اقرأ" .. فيرد محمد بن عبد الله "ما أنا بقارئ" .. فيضمه الملك ثالثة قائلا له اقرأ .. فيقول محمد و ماذا اقرأ .. فيجيبه الملك "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" .. ثم يتركه الملك .. ينزل محمد بن عبد الله مرتجفا مسرعا من الغار .. ليذهب إلى بيته و العرق يتصبب منه قائلا "دثروني دثروني .. زملوني زملوني" .. تهدئ السيدة خديجة من روعه .. و تسأله أن يقص عليها ماحدث .. تستمع السيدة العاقلة إلى زوجها .. ثم تشهد له قائلة له "و الله لن يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم و تحمل الكل و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق" .. تذهب السيدة خديجة بزوجها محمد بن عبد الله إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ذلك الرجل الذي يقرأ الكتاب لتعرف حقيقة الأمر .. يستمع ورقة بن نوفل لمحمد بن عبد الله .. ثم يقول كلمات قليلة من ورائها تاريخ طويل من البشارات في التوراة و الانجيل بهذا النبي الأمي "إنك لنبي آخر الزمان .. ليتني أكون حيا إذا يخرجك قومك" .. يتنزل الملك بسورة المزمل و سورة المدثر .. يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم الدعوة سرا و تشاركه زوجته السيدة خديجة .. ثم تمر فترة لا يتنزل فيها الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم .. فيستهزئ المشركون بالنبي صلى الله عليه و سلم ليقولوا "قلاه ربه" فينزل جبريل قائلا له "ما ودعك ربك و ماقلى" .. تمر سنوات و النبي يدعو الناس سرا .. فيؤمن له قليلون منهم السيدة خديجة و أبو بكر و علي و زيد بن حارثة و عثمان و طلحة و الزبير و سعيد بن زيد و بلال و نفر آخرون .. يلتقون سرا في بيت الأرقم بن أبي الأرقم يتدارسون دينهم .. يتنزل القرآن الكريم يدعو النبي صلى الله عليه و سلم للجهر بالدعوة .. يصعد النبي صلى الله عليه و سلم على جبل المروة ليقوم بتعريف من حوله بالله تعالى و الإسلام له يقول لهم "إني نذير لكم بين يدي عذاب أليم" .. يسير محمد في طرقات مكة قائلا "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" .. فيستهزئ به الكثيرون .. لم يتركوه يدعو الناس لعبادة خالقهم و رازقهم و بارئهم .. و لكنهم آذوا و عذبوا و قتلوا من تبعوه .. فها هو أبو جهل يقتل سمية و ياسر .. و أمية بن خلف يعذب بلالا و يحرقه .. و ها هو خباب بن الأرت يشوى لحمه .. بل كان أبو لهب يسير وراء النبي صلى الله عليه و سلم قائلا للناس "لا تصدقوه فإنه كذاب" .. و تقوم زوجته أم جميل بوضع القاذورات و الشوك أمام بيته صلى الله عليه و سلم لرده عن دينه و تسير في الطرقات تقول "مذمما عصينا و أمره أبينا و دينه قلينا" .. تمضي الشهور و السنوات و النبي صلى الله عليه و سلم لا يكل و لا يمل .. فتشفق عليه السيدة خديجة قائلة "ألا تنام قليلا" .. ليرد عليها قائلا "انتهى عهد النوم يا خديجة" .. ازداد الأذى بالنبي صلى الله عليه و سلم من كفار قريش .. حتى انهم تجرأوا و ذهبوا لعمه أبي طالب يساومونه يقولون له كف عنا ابن أخيك فقد سب آلهتنا و سفه أحلامنا و إن كان يريد ملكا ملكناه أو مالا جمعنا له أو زوجة زوجناه أجمل بناتنا أو إن كان به شيئا من جنون مرضناه .. فلا يزيد ذلك النبي صلى الله عليه و سلم إلا عزما كيف لا و القرآن الكريم يقول له .. فيزداد الكفار عنادا و يقولوا لأبي طالب خذ أجمل شبابنا و أعطنا محمدا نقتله! .. ثم يحاصر الكفار النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث سنوات في شعب بني هاشم حتى يأكل المسلمون و معهم نبيهم و أم المؤمنين خديجة أوراق الشجر و لا يعودوا إلى ملة الكفر أبدا .. و هنا يزداد الابتلاء بالنبي صلى الله عليه و سلم حتى لا يتعلق بأحد من الخلق فتموت زوجته السيدة خديجة التي نصرته إذ خذله الناس و يموت عمه أبو طالب .. فتزداد قريش غلظة على من سموه بالأمس الصادق الأمين و الذي كانوا يرضون به حكما في أشد الأمور عليهم .. يضع عقبة بن أبي معيط نعله على عنق النبي و هو ساجد و يبصق على وجهه و يخنقه و هو واقف يصلي فيأتي أبو بكر باكيا ليقول أتقتلون رجلا يقول ربي الله؟ .. فيضربون أبا بكر حتى يدموه و يغمى عليه .. فلما أفاق قال "أرسول الله بخير احملوني إليه؟" .. و يلقي عقبة بن أبي معيط بأمر من أبي جهل بسلا و فرث الجزور على رأسه و هو ساجد يصلي .. فترفع ابنته فاطمة رضي الله عنها ذلك الأذى عن ابيها و تبكي و توبخهم

__________________
رد مع اقتباس