الحلقه 40 والاخيرة
حينما اقترب ميعاد نزولهما للمستشفى ، دخل حسام حمام الغرفه كى يتيح لشيرين تغيير ملابسها دون خجل، اذ كان مصراً ، على منحها خصوصية الخطيبه ، بالرغم من
عقد قرانهما ، أملا فى ان يمنحهما الله الفرحه كامله غير منقوصه يوم عرسهما . و بعد تغيير ملابسهما و الاستعداد،
اقترب منها حسام و قبل راسها، فجفلت و ارتعشت ، و لكنهالاول مره فى حياتها تجد فىنفسها الجرأه ، لكى تتحرك وتقف على اطراف اصابعها وتمس خده بشفتاها ثم لتلمس شفتاهلم تكن قبله ، كانت مجرد لمسه ،
لكن حسام احس بانها لمست قلبه و اعماقه ، ولم يطلب اكثر من ذلك ، بالرغم من رغبته الشديده فى تقبيلها فقط همس
بحبك
دفنت شيرين راسها فى صدره ،ثم اعطته مظروفاً مغلقاً على رساله ، و طلبت منه ان يقرأهاو هى فى غرفة العمليات ، لانها سطرت فيها ، ما لم تستطع قوله بلسانها..
ثم تمت جميع الاجراءات فى دقه و سرعه غريبه ، اذ كانت شيرين مستعده لانها لم تتناول طعاماً منذ عشاء امس ، و كانت الفحوص و الاشعات قد وصلت من مصر قبلها بايام و اقر الاطباء انها جاهزه للعمليه ، لم تكن عملية استبدال قلب ، فقط عمليه لتغيير الصمام ، و بعدها قد يعمل القلب بصوره تقترب من الطبيعيه و قد لا يعمل ، و يتوقف الامر على متابعتها للساعات القليله بعد العمليه ، لان عضلة القلب كان بالفعل ضعيفه ،و اخبرهم الاطباء باعصاب بارده ان شيرين قد لا تتحمل التخدير لفتره طويله
و عصر ذلك اليوم امسك حسام بيدها و هى نائمه كالملاك علىترولى العمليات ، مغطاه
بالملاءات ، و رغم ثباتملامحها ، وجد يدها تختلج وترتعش فى يده مثل عصفور
صغير ، و احكمت قبضتها على يده قائله :
ادعيلى يا حبيبى
و دخلت شيرين غرفة العمليات و لم يعد لحسام و لا لاحد فى الدنيا ، ما يفعله ، غير الابتهال للهان ينجيها تمنى ساعتها لو كان هو الممدد بالداخل مكانها ، و تعيش هى وتبقى لو كان الامر بيده لاعطاها قلبه ، و عاش بداخلها ما عاشت هى لكننا لا نختار مقدراتنا ، و لا نختار من نحبه ، حتى اسماءنا لانختارها
اتصل حسام بامه و هو يبكى
قائلاً : ادعى لها يا ماما ارجوكى
ثم انزوى فى احد الاركان وحيداً
و فتح رسالتها :
حبيبى و زوجى و بهجة عمرى .... ..حسام
اسمك بالنسبه لى اصبح مساوياً لكلمة احبك ، عندما ادعوك حسام حسام ان تسببت يوماً فى جرحك او فى عذابك ، و اعلم انى لو عشت او مت ، لن اعرف الفرق،لانى عشت معك فى ايام ، ما لم يره غيرى فى عمر كامل ، لكن حزنى سيكون عليك انت ، سامحنى يا حبيبى لو تركتك ، لن يكون ذلك باختيارى ، و لكنك انت اخترت ، اخترتنى يا حسام ، و تبعتنى الى اخر الدنيا ، و لو كانت الليله الماضيه اخر ليالى عمرى ، لكانت اعظم نهايه لاسعد حياه ، لقد علمتنى معنى الحب ، و التضحيه ، و لو قرات الاف الكتب ما تعلمت منها ما عرفته معك فىلحظات قصيره ، يوم تمسكت بى رغم عدم ترحيب اهلى ،لحظة فديتنى بنفسك وادعيت قيادة السياره ، لحظة قابلتنى تحت منزلنا و انت تظن انى توقفت عن حبك و مع ذلك ، لم تتوقف عن حبى ، و تمسكت بعقد قرانك علىّ رغم ان حياتى مهدده ، و تاج على راس تضحياتك ، لحظة رايتك امس فى المطار ، لقد جعلتنى اعيش العمر كله فى ليله واحده .
اريدك ان تعدنى انه مهما حدث ، مهما كانت النهايه ، تعدنى انت تتشبث باحلامك ، و احلامى ، و لا تظن انى لو مت سارحل بعيداً ، ستظل روحى ترفرف حولك ، تسعد بسعادتك ، و تشقى لو راتك حزيناً ، اما لو عشت ، فأعدك ان اهبكل لحظه فى عمرى لاسعادك ، كما اسعدتنى و انتشلتنى من اعماق اليأس ، و اخ ردعائى لربى ان يجمعنى بك فى الدنيا لو قدر لى الحياه ، ولو غير ذلك ،يجمعنى بك فى جناته ان شاء الله
و كما قلت لى سابقاً لم اجد كلمه اكبر من احبك
حبيبتك و زوجتك الى الابد...شيرين
الحلقه الاخييييييييره
أريدك أن تعدنى أنه مهما حدث ، مهما كانت النهايه ، تعدنى أن تتشبث بأحلامك ،وأحلامى ، و لا تظن أنى لو مت سارحل بعيداً ، ستظل روحى ترفرف حولك ، تسعد بسعادتك ، و تشقى لو رأتك حزيناً ، اما لو عشت ، فأعدك أن أهب كل لحظه فىعمرى لإسعادك ، كما أسعدتنى و انتشلتنى من أعماق اليأس ، و آخر دعائى لربىأن يجمعنى بك فى الدنيا لو قدر لى الحياه ، ولو غير ذلك ، يجمعنى بك فىجناته إن شاء الله..و كما قلت لى سابقاً لم أجد كلمه أكبر من أحبك
حبيبتك و زوجتك إلى الأبد ......شيرين
قرا حسام الرساله للمره المليون ،و طواها بعنايه و وضعها فى جيبهلقد مرت عشرون عاما على يوم كتبت حبيبته هذه الرساله واصفرت اطرافها و اهترأت و لازال حريصاَ على قراءتها فى كل مناسبه فى حياته
اليوم ، يتم تكريمه فى بلاده ،بارفع وسام من الطبقه الاولى ويسلمه له رئيس الجمهوريه
و اعلن المذيع :
رجل الصناعه الاستاذ الدكتور : حسام أحمد اسامه جائزة الدوله عن انجازاته و ابحاثه فى مجال الادويه و تطويره انواعاً منالادويه البديله عن الحقن ، للاطفال المرضى بروماتزم القلب و كذلك للاطفالمن مرضى السكرو اسهاماته بمصانعه الكبيره فى توفير الدواء باسعار رمزيه لكل فقير فى هذا البلد ،
و كذلك بعد ان قامت منظمة الاغذيه و الادويه بالامم المتحده بتكريمه ، و اختياره سفيراً لها فى افريقيا
و اليوم يتم تكريمه هنا فى بلده عن مجمل انجازاته
و تم النداء عليه لاستلام الجائزه و مضى لاستلامها بين تصفيق الحضور ياه انه يعرف معظمهم
ها هىشهيره ، لا زالت تحتفظ بلمعةعيناها وندى ، صورة طبق الاصل من خالتها الغاليه
والدكتور شريف جراح القلب الشهير و صاحب المستشفيات ،و معه زوجته و ابناؤه ،
و شاهىو زوجها ، كم ساعداه فى بداياته فى امريكا ووقفا الى جواره ،
ومعه الدكتور هشام ابنه ، زوج ندى
و الى جوارهما منال صديقة عمر حبيبته ، و معها ابنها الاكبر الطالب فى كلية الهندسه
.
.
.
.
.
و القى كلمته التى شكر فيها الرئيس الذى سلمه الوسام ، واهدى الجائزه لروح والديه الراحلين
كما اهداها بكل الحب و عيناه تدمعان لحبيبة عمره لزوجته شيرين الحديدى ، التى ليست بينهم اليوم ، لكنها من المؤكد انها معهم بقلبها و نزل من على المسرح ليحتضن العائله كلها بحب ، و هم يتذكرون الراحلين و يترحمون عليهم ..كم كانت ستكون سعادتهم بهذه الانجازات
.
.
.
.
.
و انطلقوا كلهم فى سرعه للمنزل حيث كانت شيرين فى انتظارهم على احر من الجمر ، كانت قد ولدت لتوها شيرين الصغيره ، لم يكمل عمرها اسبوعان ، و الزمها الطبيب الراحه التامه فى السرير و جرى الشريط كله اما م عينى حسام فى لحظه ...
و لايدرى لماذا تذكر البحيره التى تمنوا رؤيتها سويا فى الربيع..لقد رأوها فى ذلك الربيع البعيد العزيز على القلب و من بعده صيف و ربيع..و فصول كثيره مرت عليهم اثناء دراستهم فى امريكا
و ذلك بعد خروج شيرين من الجراحه ، و حرج حالتها لشهور، ثم شفاءها و خروجها من والمستشفى
و ليلة زفافهما الاسطوريه فى ارقى فنادق القاهره
و صورة امه و هى تبكى فرحاً ليلة زفافه
و وفاتها منذ سنوات ، راضيه عنه وعنها
وآلام شيرين بسبب منعها من الانجاب بامر الاطباء
و الخلاف الكبير بينهما حين اصر على عمل جراحه لايقاف قدرته على الانجاب و اصرار شيرين على الا يفعل
ثم طلبها منه ان يتزوج لينجب ،
و معاناته الامرين حتى يقنعها بانها وحدها تكفيه و لان الله عوضه بحبها كما عوضه بثروه طائله لم يكونا يحلمان بها بسبب براءات اختراعات الادويه التى طوراها سوياً ، و عوضهما بما هو اكثر من ذلك ، سكن و موده و رحمه و ........حب كبير
لماذا لا يلبث الانسان يسعى لاكمال الناقص فى حياته و لماذا يراه اصلا ناقصا و هو يملك ان يفرح بما اتاه الله و اسبغه عليه
و بعد السنينحقق الله املهما ، و منحهما شيرين الصغيره ، بعد مغامره قامت بها حبيبته من خلف ظهره، و اقنعت طبيبها ان يباشرها طوال فترة الحمل ، التى قضت معظمها فى المستشفى ، معرضه حياتها للخطر من اجله
و تذكر شكله منذ اسابيع وهو جالس على الارض يبتهل الى الله امام غرفة العمليات ان ينجيها و رسالتها فى يده يقراها كعادته ليحمد الله دائما على ما يحدث مهما كان
هذه الرساله دائما ما تذكره ماذا كان و كيف اصبح و تشجعه اكتر على شكر ربه و الرضاء بقضائه
و ها هى ثمرة حبه شيرين الصغيره ، مزيج الحب من امها و اباها ، جاءته على غير انتظار وهو علي اعتاب الخامسه والاربعين ، كلمسه اخيره تكلل حياته بالسعاده والفرحه تنير وجه امها بابتسامه الامومه
كى تظل شيرين على عهدها معه..ان تسعده في كل لحظه في حياته حتي اخر عمرها
تمت بحمد الله .