و حين جاء شريف فى الصباح و
معه اخته ، وجدوا حسام منتظرا فى الشارع
ساعتها نزلوا من السياره ليسلمواعلى حسام
و كأن كل عائلة شيرين كان همها
الاوحد اسعادها ، و ان يوفروا
لها اقصى ما تتمناه من السعاده .
حتى شريف الغيور على اخته ،
احب ان يحضر حسام معهم فقط
حتى يرى هذه اللمعه و السعاده
فى عينى شيرين
تحول اليومان التاليان ، الى حلم
من الاحلام ، كان شيرين و
حسام يقضيان اليوم باكمله على
شاطىء البحر ، امام الفيلا ، لا
يفعلان اكثر من النظر لبعضهما
والكلام ، و ادهشهما سويا حبل
الكلام المتصل بينهما كانهما
يعرفان بعضهما منذ الازل ،
فكان اذا تكلم ، باح بكل
مكنونات صدره ، بدون ذرة
خجل من الامه و عذاباته و
لحظات ضعفه ، يحس انها نفسه
، ايخجل الانسان من نفسه ، كان
يكلمها كما لو كان يعرفها طوال عمره
وهى الاخرى ، حكت عن الامها
و هى صغيره بسبب نحافتها و
صغر حجمها ، و كيف كانت
داليا زميلتها تصفها دائما
بالمسمومه ، بينما كانت منال
دائمة الدفاع عنها ضد تلك الهجمات
وحكت عن اضطرارها لاخذ حقن
منتظمه كانت امها تصفها انها
مقويه لها ، فى حين انها كانت
تزداد وهنا عقب كل حقنه حيث
كانت فى الوريد ، و من شدة
نحافتها ، و خوفها من تلك
الحقنه ، كانت الممرضه تمضى
حوالى الساعه تبحث عن وريد
صالح للحقن مما كان يزيد من
المها و كراهيتها لتلك الممرضه
و حكت ايضا عن دهشتها ، من
نفسها ، انها لم تعد تكره داليا ،
و لا حتى الممرضه ، لقد
صالحت ايامها و تخطت عذاباتها
الصغيره منذ وقعت فى حب حسام
منذ تلك اللحظه ، احست بالسكن
، بالامان ، مما جعلها مستعده ان تغمض
عيناها و تترك له قيادة حياتها
للابد ، وهى واثقه انه ابدا لن يضيعها
انها ترى فى عينيه نظرة اباها و
اخاها و ..... حبيبها فى نفس الوقت
كانت لا تدرى متى نما الحب
داخلها الى تلك الدرجه ، لقد
مرت فقط ثلاثة اشهر منذ عرفت
حسام ، لكن يبدو ان الحب لا
حسابات عنده للزمن
بدليل انه من الممكن ان يعيش
اثنان معا لسنين دون ان يطرق
الحب ابوابهما
و فى اثناء الرحله ، تلقى حسام
تليفونا من الدكتور المشرف على
رسالته ، يبشره انه مرشح للسفر
الى لندن ، لاكمال دراساته العليا
هناك ، بعد استيفاءه الشروط و
كذلك بعد نجاحه بتفوق فى
التويفل ( اختبارات اللغه
الانجليزيه ) و بالتالى اصبح عليه
الاستعداد للسفر فى خلال اسابيع
قليله
اجفل حسام من ذلك الخبر ، و
احتار فيم يفعل ، لكن شيرين
طمانته و قالت له
شفت وشى حلو عليك ازاى، و
عندما اعترض لانه لا يستطيع البعد عنها
هونت عليه الموقف ، و اخبرته
انه من الافضل ان يسافر و يعمل
من اجل مستقبله و هى ستحاول
انهاء دراستها بكل جديه ، حتى
تكون جديره به
لكن مخاوف حسام كانت تؤرقه ،
هل ستظل شيرين تحبه رغم
الفراق و البعد ، هل سيشاغلها
الشباب و يعاكسونها و هل من
الممكن ان تنساه ؟
وعندما صارحها بمخاوفه ، لم تجب غير بجمله واحده :
اطمن يا حسام ، و انا حاطمنك اكتر كمان
و لاول مره بدأ كل منهما يحس
بقيمة اللحظه ، لمعرفتهما بالفراق
الوشيك مما جعل اللحظه سويا
تساوى عمرا كاملا
أما والدا شيرين كانا اسعد الناس
بهذا الخبر ، اذ انهما ضمنا عدم
تاثير الخطوبه على دراسة شيرين
، الى جانب ابعاد حسام و لو
مؤقتا ، لحين نهاية رحلة علاج
ابنتهما وهو الاهم
وفى اليوم المحدد للسفر ، استيقظ
الجميع باكرا للتوجه للقاهره مره
اخرى ماعدا
شريف الذى كان قد سهر قبلها
للفجر مع مجموعه من اصدقاءه
فى الشاليه المجاور ، لذلك صحا
متاخرا بعد سفر والده و اخواته
البنات وهو فى غاية الارهاق
و استاذن من حسام ان ينتظره
قليلا حتى يتم ارتداء ملابسه
خرج حسام الى الحديقه ، ليجد
الجميع قد غادروا باستثناء
شيرين التى فضلت الانتظار
لتسافر مع اخاها و حسام
حين راها حسام فى هذا الصباح ،
انعقد لسانه ، و لم يدر ماذا يقول
كانت ترتدى جيب بيضاء طويله
متسعة الاطراف ، و عليها بلوزه
بيضاء ايضا باكمام طويله ،
يحليها حزام جلدى انيق ، و كل
من الجيب و البلوزه تحمل
تطريزا خفيفا باللون السماوى ،
الذى تماشى مع الحزام الجلدى ،
و الحذاء
وايضا تتماشى مع
...الايشارب
نعم كانت شيرين ترتدى
ايشارب يغطى شعرها و عنقها
باللون السماوى الفاتح ، الذى
عكس لون عينيها و احاط وجهها
الجميل بهاله نورانيه و زاده
جمالا و فتنه
و لاول مره فى حياته ، بدا حسام
يعتقد ان الحجاب يمكن ان يزيد
من جمال الفتاه لا العكس ،
فعندما غطت شيرين شعرها ،
برز اكثر وجهها الجميل و
عيناها الرائعتان
و عندما لمحت تساؤله فى عينيه
قالت : ايه انا مش قلت لك حاطمنك زياده على
حسام : انت فاكره انى كده اتطمنت ، انت جمالك زاد يا شيرين ، الحل الوحيد انى اطمن هوه انى مش حاقولك اخدك معايا ، لا ادخلك جوايا
شيرين : هوه انا لسه مش جواك يا حسام
حسام بعد تنهيده حارقه : جوه قلبى ، بس كل ما احبك اكتر ، اخاف اكتر
كان شريف متعبا للغايه بعد سهرة
امس ،لذلك طلب من شيرين ان
تقود السياره بدلا منه ، و احرج
حسام ان يطلب قيادة السياره ،
الى جانب ان عدم درايته بقيادة
السيارات الاوتوماتيكيه زاده
احراجا
وطمأنته شيرين عندما لمحت
توتره بانها خلاص حصلت على
الرخصه فور ما تمت تمانية
عشر عاما ، ابيه شوكت احضر
لها الرخصه لباب البيت
نام شريف على الكرسى الخلفى ،
و قربت شيرين كرسيها من
المقود لتستطيع التحكم فى
السياره ، و الى جوارها حسام
يراقب معها الطريق و ينبهها
كلما جد جديد