[مـــــلك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاروق ابوعيانه

بعدما أغلق عليا سيلفانو باب السجن - الذى شيدته كنارة - جلست فى زوايا حجرتى التى لا جدران لها ، ورحت أتذكر من دخلوه قبلى وكيف كان حالهم ( كنارة - مريم - ابوبسملة - سيلفانو ) . أغمضت عينى ورحت أفكر بعمق عن تلك الكفالة التى يجب عليها دفعها للخروج من هنا ، ومن طول تفكيرى أخذنى النوم فرأيت كما يرى المبدعين ...
رأيت نفسى أمشى فى شوارع سوريا الحزينة ، ورأيت طفلا سوريا تسيل الدماء من وجهه وهو ينظر الى بغضب شديد والدموع تملأ عيونه ثم مرت بعده سيدة مسنة ونظرت نحوى وهو تردد .. حسبى الله ونعم الوكيل فيكم يا عرب . ثم وقعت عينى على جثة ممدة لشاب سقط شهيدا وكانت عينه المفتوحة تنظر نحوى بعتاب وملامح وجهه تبتسم ابتسامة رقيقة، حتى البيوت المهدمة كنت اسمعها وقد راحت تبدى ضجرها منى .
صحوت من نومى مذعورا و قلت لنفسى : لماذا كل هذه النظرات والتمتمات والاتهامات والضجر الذى ظهر لى ، ثم استدركت قائلا لنفسى لهم كل الحق فماذا فعلنا لأهل سوريا حتى ننام مطمئنين .
وبعد عدة لحظات ...
شاهدت حمامة بيضاء تدخل لى من شباك السجن والنار تشتعل فى اجنحتها وبعد أن نزلت أمامى همست قائلة : جئتكم من بلاد الشام برسالة ولم تنطق غيرها فقد ماتت متأثرة بالاحتراق .
حملت الحمامة فى يدى ونظرت فى عيونها النصف مغلقة وبكيت قبل أن ألتقط الرسالة التى حملتها فى قدميها وقد قررت أن أنقلها إليكم .
وإليكم رسالة أهل سوريا لكم ...

يا أمــة َالمليـــــــار أين بربكــم ْ
حق التناصر .. غضبة الشرفاء ِ
أومــا شبعتم من مشاهد ***نـــا
وتنــاثر الأعضـــاء والأشــــلاء ِ
أومـــا سمعتم أننـــا فى شامنــا
نقتــــاد كل صبيحـــة ومســــاء ِ
لمصيرنا .. هل عندكم أخبارنا ؟
أم أنكـــم فــى الأمر كالغربــــاء ِ
يــا ليتكم فــى الأمر حتى مثلهم
يا أمة العميـــان والخرســـــاء ِ
فى الشام .. تجرى فى الدروب دمائنـا
نهـــرا ببــــاب الثورة الحمراء ِ
تبكى ( دمشق) و (حمص )ترقب جرحها
و (حمـاة ) غارقـــة ببحر دماء ِ
أطفــــالنــــا ***ــوا بدمّ بــارد ٍ
ونســــاؤنا صاروا خيال نساء ِ
فكلاب بشارَ استباحوا عرضنا
هل تدركون مرارة الأشيـــــاء ِ
أم أن ما يجرى لنا كمسلســـل ٍ
تتفرجون عليه كل مســـــــــاء ِ
ما دام رب الناس يعلم حالنـــا
فالنصر أت ٍ رغم أنف رعــاء ِ
فتراب سوريا لا يضام بذلــــة ٍ
ولتسألوا التاريخ يا رفقـــائى
أحفـاد خــــالد أعلنوها للورى
درب الخلود جمـــاجم الاعداء ِ

الله عليكـ أستاذ فاروق
بجد هايله من البدايه
من أول ما غمضت عنيك
لحد ما فتحتها على قراءة الرساله
أستمتعنا حقاً بما خطه قلمكـ
تسلم إيدكـ
وفي أنتظار عوده للحبس
لمزيد من الابداع