[محمد حسن ضبعون]

كيف تكتب موضوغ التعبير

التعيسر الوظيفي متاح لكل من يبحث عن نماذجه وأشكاله ، وبات التعبير المقالي هو الأهم لما يحدث فيه من لبس وتداخل آراء من السادة المعلمين الشرفاء فرأيت أن أضع فيه خلاصة خبرتي في مجال الأدب لما فضلني الله عز وجل وأنعم علي به من موهبة في الكتابة والـتأليف ، لذا أدعوكم جميعاً لمتابعتي في هذا الموضوع وسأتلقى استفساراتكم وآراءكم ، التي منها أستفيد ، ومن فضل الله عز وجل أستزيد ، فهو - عز وجل - الفعال لما يريد ..

التعبير المقالي له شكل اتفق عليه الأدباء والكتاب ، وفتحوا لنا عليه الأبواب ألا وهو (المقدمة - المتن - الخاتمة) فلكل مقالٍ تقديم ولكلٍ متن (أي صميم الموضوع) ولكلٍ خاتمة موجزة ، حتى تصبح كتابته منجَزة.

المعطيات

تقدم الورقة الامتحانية للطلاب معطيات تسمى (رأس الموضوع) ، وهذا الرأس هام جداً ، فالشيء يصلح من رأسه أو يفسد من رأسه ، فلو أهملت الرأس جاء الجسد معتلاً والطرف مختلاً ، ولذلك رأس موضوع التعبير جدٌ خطير فيجب عليكم أن تقرأوه بعناية وأن تصلوا به إلى الإدراك والدراية ، وتستنبطوا على أساسه العناصر والفِكر لكل من دقق فيه وأمعن النظر.

المطلوب

يطلب منك رأس الموضوع ركيزةُ أساسية يدور حولها الموضوع أو ما نسميه بالفكرة العامة فقد يكون الموضوع فكرته العامة عن (الإرهاب الدولي - السياحة بأنواعها - أنفلونزا الخنازير - الانتخابات الرئاسية - حق المواطن في الانتخاب وواجبه نحوه - التربية البدنية والرياضية ودور الرياضة في تفعيل السلام) وغير ذلك من الفكر العامة والتي أعرضها على سبيل المثال لا الحصر ، حتى لا يختلط بكم الأمر ، ولأجعل المجال لكم للبحث عن قضايا الساعة ، وإياكم في العلم والقناعة

فما هي الخطوة الأولى في طريق إبداعك للموضوع ؟
الخطوة الأولى

• استنباط العناصر أو الأفكار

اعتماداً على رأس الموضوع الذي قرأته بعناية ووصلت بقراءتك له إلى الإدراك وحسن الدراية تبدأ في استنباط العناصر التي ستتحدث عنها ويجب أن تراعي فيها الترتيب المنطقي والتسلسل المُرضي للأذواق لتصل إلى موضوعك إلى أوسع الآفاق ، يجب أن تكون العناصر مرتبة وغير مكررة ويجب أن تشتمل على الآتي :
1. يجب أن يدور العنصر الأول حول تعريف ملخص للفكرة العامة التي يرتكز عليها الموضوع فمثلاً يكون العنصر الأول :
- (الرياضة : تعريفها وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع)
- (انفلونزا الخنازير : تعريف المرض نشأته وتطوره)
- (الإرهاب الدولي : تعريفه وخطورته)

أي أن العنصر الأول يكون تعريف بالفكرة العامة التي يرتكز عليها الموضوع.

2. أما العنصر الثاني والذي يعتمد على العنصر الأول فهو بيان لأنواع الموضوع أو آثاره أو أعراضه أو مظاهره حسب نوع الموضوع المطروح أمامك فمثلاً يكون العنصر الثاني هكذا :
- (أنواع الرياضة : جماعية - فردية وفوائد كل نوع)
- (أنواع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة أخيراً .. وأعراضها)
- ( أنواع الإرهاب : فردي - جماعي - إرهاب دولة)

وهكذا ...

3. أما العنصر الثالث والمترتب على الثاني يجب أن يتحدث عن الجهود الدولية أو المحلية في مجال الموضوع الذي اخترته فما من قضية تطرح في موضوعات التعبير إلا ولها جهود تبذلها الدولة أو تبذلها المحافظة أو تبذلها الهيئات العالمية كهيئة الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان وهكذا فمثلاً :
- جهود الدولة في تنمية الرياضة والحث عليها.
- جهود العالم في مكافحة أنفلونزا الخنازير ويتفرع منه جهود الدولة.
- جهود العالم في مكافحة الإرهاب.

وهكذا ....

4. أما العنصر الرابع ، وأتمنى أن يكون كل منكم لي متابع ، فيجب أن يعتمد على ما سبقه من عناصر ألا وهو رأي الدين والعلم ما بين معارض أو مناصر لقضية الموضوع كما في المثال :
- رأي الدين في الرياضة ، ورأي العلم.
- رأي الدين في مكافحة الأمراض أو رأي العلم في سبل الوقاية.
- رأي الدين في الإرهاب وسماحة الدين الإسلامي وخلوه من التهم التي تلصق به.

وهكذا ....

5. أما عن العنصر الخامس ، فيجب أن يكون ابناً شرعياً للعنصر الرابع ألا وهو مقترحاتك أنت لتنمية محور الموضوع أو مكافحته حسبما يطرح عليك فمثلاً :
- مقترحات لتفعيل دور الرياضة بشكل أفضل.
- مقترحات لمكافحة الفيروسات والأوبئة.
- مقترحات لمكافحة الإرهاب وعدم وقوع الشباب في فخاخه.

وهكذا ..

6. أما عن العنصر السادس وأرى أن يكون الأخير ، فليس مطلوباً منك أن تسرد عشرين عنصراً ولكن المطلوب أن تكون العناصر ملمة بكل جوانب الموضوع يجب أن يكون العنصر السادس نصيحتك للمسئولين أو للشباب أو للعالم وهكذا والتي بها تستقيم الأمور .

بعدما انتيهيت من صياغت العناصر ، هيا بنا نكتب الموضوع الرائع ، معنا ستة عناصر فيجب أن يكون معنا ثمان فقرات كل عنصر من العناصر الست ستتحدث عنه في فقرة مستقلة وستزيد على تلك الفقرات الست فقرتين ؛ فقرة في أول الموضوع وهي (المقدمة) وفقرة في آخر الموضوع وهي (الخاتمة)

المقدمة

يجب ألا تعتمد على المقدمات المحفوظة والتي يعطيها المعلمون للطلاب ليحفظوها ثم كالببغاء يرددونها ، ابدع أنت مقدمتك وسأسهل عليك الأمر بالنصائح التالية :
1. اجعل مقدمة موضوعك شيقة ابدأها بأسلوب إنشائي ( أمر - نهي - تعجب - نداء - استفهام) أو غير ذلك من التعبيرات التي تعلمتها في مواطن الجمال في النصوص إذا كنت في المرحلة الإعدادية أو تعلمتها من البلاغة إذا كنت في المرحلة الثاوية

2. وبعدما تبدأ بتلك البداية الشيقة ، اعرض سبب اختيارك للموضوع بكل أمانة ، وأرى أن السبب كلنا نتفق فيه ألا وهو لقرب الموضوع من ثقافتك ومن مشاعرك وأحاسيسك ، ولأهميتة وأثره البالغ في حياتنا .
3. ثم بعد ذلك اعرض في المقدمة خطتك في الموضوع وهي ببساطة العناصر فتقول مثلا ً (وسأحاول جاهداً أن ألقى الضوء على الرياضة وأنواعها وأهميتها ، وأثرها في ترسيخ مبادئ السلام ثم أدلف إلى جهود الدولة في تنميتها و تشجيع الرياضيين ، وسأتحدث عن رأي الدين والعلم في الرياضة ، وسأقدم بعض النصائح للشباب ، فهل من متابع لقولي؟)
هكذا وذلك العرض ليس نوعاً من (الإسطنبة) التي تحفظ ولكنه على سبيل المثال وليس الحفظ.
بذلك تكون قد فرغت من المقدمة الرائعة التي صغتها هيا بنا نكتب الفقرة الثانية والتي تلي المقدمة والتي تتحدث عن العنصر الأول من العناصر التي قمت باستخراجها ..وبعد فراغك منها تابع الكتابة حتى تنتهي من الفقرة السابعة والتي تتحدث عن العنصر السادس بقي لك في الموضوع فقرة واحدة وهي الخاتمة.

الخاتمة

الخاتمة يا بني أيضاً ليس كلاماً يحفظ ، ولكن خاتمة كل شيء هي خلاصته والدروس المستفادة منه اعرض علينا في خاتمتك الدروس التي يجب أن نستفيدها ، ادع لنا الله أن نستفيد من الموضوع ، واستغقر ربك عن أي خطأ أو نسيان وقع منك دون قصد في الموضوع ، وجه دعوة عامة للجميع لقراءته والاستفادة منه وهكذا تكون قد ختمت موضوعك الشيق.