( إمارة العراق )
ولاه عمر رضي الله عنهما إمارة العراق ، فراح سعد يبني ويعمر في الكوفة ، وذات يوم
اشتكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين فقالوا : إن سعدا لا يحسن يصلي
ويضحك سعدا قائلا : ( والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله ، أطيل في الركعتين الأوليين
وأقصر في الآخرين )
واستدعاه عمر الى المدينة فلبى مسرعا ، وحين أراد أن يعيده الى الكوفة ضحك سعدا
قائلا : ( أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة )
ويؤثر البقاء في المدينة
( الستة أصحاب الشورى )
و عندما حضرت عمر رضي الله عنه الوفاة بعد أن طعنه المجوسي جعل الأمر من بعده الى
الستة الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض و أحدهم سعد بن أبي وقاص ،
وقال عمر : ( إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيره فليستعن بسعد )
( سعد والفتنة )
اعتزل سعد الفتنة وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا له أخبارها ، وذات يوم ذهب إليه ابن أخيه
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ويقول له : يا عم ، ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس
بهذا الأمر ، فيجيبه سعد رضي الله عنه :
( أريد من مائة ألف سيف ، سيفا واحدا ، إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا ، وإذا ضربت به
الكافر قطع )
فتركه ابن أخيه بسلام وحين انتهى الأمر لمعاوية سأل سعدا : مالك لم تقاتل معنا ؟
فأجابه : ( إني مررت بريح مظلمة فقلت : أخ أخ وأنخت راحلتي حتى انجلت عني )
فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ولكن قال الله تعالى :
(( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، فأصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما على الأخرى
فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ))
وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة مع الباغية
فأجاب سعد رضي الله عنه قائلا :
( ما كنت لأقاتل رجلا يعني علي بن أبي طالب قال له الرسول : أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي )