( التجارة )
كان رضي الله عنه محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عجبه فقال :
( لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ) وكانت التجارة عنده رضي
الله عنه عملا وسعيا لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما
نراه حين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين
عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ، قال سعد لعبد الرحمن رضي الله عنهما :
أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ،
فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها .
فقال عبد الرحمن رضي الله عنه : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على
السوق وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح .
( حق الله )
كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون
حقا فيها ، فقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يوما :
" يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك "
ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما
أرضا بأربعين ألف دينار فرقها جميعا على أهله من بني زهرة وأمهات المسلمين وفقراء
المسلمين ،وقدم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة .
وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن
شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان رضي الله عنه نصيبا من الوصية فأخذها وقال :
( إن مال عبد الرحمن حلال صفو ، وإن الطعمة منه عافية وبركة )
وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قيل :
أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثلث يقرضهم ، وثلث يقضي عنهم ديونهم ،
وثلث يصلهم ويعطيهم ) وخلف بعده ذهب كثير ، ضرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي
الرجال .