19- " وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ "
· حِكَايَةُ آية:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [ النساء : 59]
· اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِئ:يظن البعض أن الآية حجة في وجوب طاعة ولي الأمر مهما كانت
صلته بدين الله وتطبيقه لأوامره حتى وأن أدت هذه الطاعة إلى ظلم برئ أو أكل
حقوق الناس.
قال بعض أمراء بني أمية لأحد التابعين أليس الله أمركم أن تطيعونا في قوله
" وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ " ؟ فقال له : أليس قد نزعت عنكم الطاعة إذا خالفتم الحق
بقوله " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ " ؟
· اَلْفَهْمُ اَلْصَحِيحُ: هذه الآية توضح المبادئ التي يقوم عليها دستور الدولة أو
البيت أو أي مؤسسة وهي:
- طاعة الله ورسوله فوق أي طاعة أخرى ولهذا كرر الأمر أطيعوا مرتين.
- طاعة أولي الأمر مقيدة وليست مطلقة بل معطوفة على طاعة الرسول – صلى
الله عليه وسلم – ولو كانت طاعة مستقلة لكرر فعل الأمر أطيعوا قبلها .. فلا
يجوز طاعتهم في معصية.
- أن يكون أولي الأمر من المؤمنين فلا طاعة لغير مؤمن.
- للناس حق منازعة ومعارضة الحكام والفصل في هذا النزاع يكون بالعودة إلى
كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - .
- يستلزم ذلك وجود هيئة للفصل بين الحاكم والشعب تكون مستقلة عن نفوذ
الحاكم وتأثير الشعب لتقضي في النزاع في ضوء الكتاب والسنة.