عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29-04-2012, 05:05 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(5)
:: التيه ::

أعاد محمد النظر فى الخريطه للمره العشرين ثم نظر الى
البوصله ....كان يحاول تحديد موقعه بدقه

لقد عبر السور خلسه فى الليل أى من عدة ساعات مرت اذا
لابد أن يكون فى رفح

لكن ............................
انتابه شعور قوى أن هناك شئ خطأ
ظل يرتب أوراقه وخرائطه وأعياه البحث عن أى علامات فى
الطريق

كان شعوره أن هناك شئ خطأ يزداد ويزداد
حتى تأكد حدسه بما لا يدع مجالا للشك
تأكد مع صوت سياره قادم يشق الصحراء
اختبأ بسرعه حتى يتبين ما هو الشئ القادم
أطل بعينيه من مخبأه ليتأكد ظنه عندما رأى السياره تحمل
جنود يضعون شارات تحمل شكل مميز لنجمه زرقاء
اعتقد محمد زمنا طويلا أن الخوف هو ذلك الشعور الذى
ينتابه كلما غضب منه جده

لكنه أدرك أخيرا ومن خلال تجربه حقيقيه أن هناك فرق كبير
بين الخوف والهيبه

وكانت هذه هى أول تجربه له مع الخوف
تسارعت دقات قلبه, وارتجفت أوصاله
وجرى عرقه كالأنهار ......
وبدأ يسأل نفسه
يا وقعتك السوده يا محمد
ياترى لو العربيه وقفت هنا هايحصل ايه
ياترى لوحد منهم لمحك هايعملوا فيك ايه

بدأ يقوى من عزيمته
جرى ايه يله, ما تسترجل ....هى موته ولاأكتر
هاتعيط من أولها؟

لكن ما كان يخاف منه لم يحدث ابدا ...وسارت السياره فى
طريقها حتى توارت عن الأنظار

التقط محمد أنفاسه ........وبدأ يدرس أبعاد الموقف
لقد أخطأ فقط فى بضعة كيلوا مترات
بضعة كيلوا مترات ألقته بعيدا عن هدفه ... فى قلب الصحراء
فى مكان مجهول , لايدرى من أين يأتى الخطر
أخذ يردد آيات وأدعية الكرب كما علمته أمه
أمسك بالخريطه للمره ال............لم يعد يستطيع العد
قال بغيظ : حتى الخرايط مغشوشه ؟ مزق الخريطه بمنتهى
الغيظ

وبعدين يا محمد ؟هاتعمل ايه دلوقتى ؟
........ظل يفكر حتى غابت الشمس وأظلمت الدنيا
تدثر بالبلوفر الصوف الذى وضعته أمه مع الملابس
لكن هيهات أن يدفع عنه البرد ..كان البرد قارس
ولم يكن باستطاعته أن يشعل نار ...فهو لا يعرف أين هو
بالتحديد ولا من الذى يمكن أن يرى ضوء النار

قضى الليل مستيقظا من شدة البرد والخوف
أشرقت الشمس أخيرا......وبعد أن صلى الفجر
استسلم لقدر الله
بدأ ينظم أفكاره..أخرج كل أغراضه من الحقيبه وبدأ يفتشها
بمنتهى الدقه والتأنى وكلما وجد علامه أو ورقه أو كلمه تدل
على هويته مزقها ودفنها فى الصحراء بعنايه

بعدها خلع ملابسه قطعة قطعه وفتشها مثل الأغراض
مر وقت طويل قبل أن ينتهى من مهمته
توكل على الله...............
وبدأ يسير فى الصحراء على غير هدى...يحاول أن يجد أى
علامه

بدأ الطعام ينفذ والماء يقل
ولا يلوح له أى أمل فى الأفق
مر يوم ..........والثانى ..............والثالث........
وكلما نفذ منه شئ يدفنه فى الرمال حتى لايجده أحد
انتهى الطعام والماء تماما......................
لكنه لم يجد بدا من السير والا.فسوف يموت فى الصحراء
تخفف من حمله ودفن حقيبته وأغراضه, ثم الساعه, ثم
النظاره الشمسيه..........

لم يبق معه شئ
بدأ يجف جسده ...خلع قميصه ووضعه على رأسه ليحميه
من الشمس

بدأ جسمه ينهار من التعب والإعياء والعطش والجوع ...
.سقط القميص وهو يجر نفسه جرا
سقط على الأرض, ولاح له شبح الهلاك ......
انهارت مقاومته تماما
خيل اليه انه يسمع صوت سياره قادم من بعييييييييد
ضاع من عينيه ضوء النهار....وسقط فى قاع بئر مظلم

___________________
تابعونا ...
__________________

رد مع اقتباس