عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-04-2012, 07:00 AM
الصورة الرمزية NazeeH
NazeeH NazeeH غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 5,097
معدل تقييم المستوى: 21
NazeeH is a jewel in the rough
افتراضي

كلا، إن سلوك ومسعي الإخوان لتولي الزمام وتبني فكر النهضه بمصر هو الصعود لمستوي الأحداث!!

كتابات الدكتور أسامه الغزالي حرب تنحي لإستجلاب النموذج الديموقراطي الغربي للحكم بمصر، وتنحي للهجوم علي الإخوان.. والحقيقه فإن النموذج الغربي يتمحور حول أن الشعب مصدر السلطات وأن النموذج الإسلامي يضع حداً لسلطات الشعب - في نطاق أنتم أعلم بأمور دنياكم - ولا يقبل بإخفاء دعائم التشربعات الإلهيه. ولعل كارثه ثوره يوليو 1952 الأساسيه أنها غزَّت النرجيسيه لدي الشعب المصري وأفقدته المقدره علي الحكم السليم علي الأشياء، ودائماً أشير للأستاذ محمد حسنين هيكل علي أنه أكثر من ساهم في الفكر السياسي المصري الذي جعل الصحف السياره - وهي أوهن أمثله التفحص والإستدراك - بوتقه الفكر المجتمعي ودلائل ثقافته.. ولما كانت الصحافه السياره ميدانها قلم وورق وليس معمل أو مصنع أو مكتبه، ومجالها نشر الحدث وليس صياغته أو صنعه، فإن مفرِّخات الفكر السياسي المصري الحقيقي قد أُهيل عليها التراب.. ولعل دعوه الأستاذ الشوباشي لإلغاء قواعد اللغه العربيه ونشر أطروحاته علي صفحات الأهرام مباشرهً، بدلاً من عرضها أولاً علي مجمع اللغه العربيه أو المتخصصين في اللغه العربيه في الجامعات العربيه، يُعد من أدل الأمثله علي الإفتئات علي الفكر المؤسسي وإضمحلال أثره بمصر.. وهذا مجرد مثال. أشاعت الصحف فكر سعيد العشماوي عن الخلافه الإسلاميه والإسلام السياسي وحقيقه شعار الإسلام دين ودوله، ولم تظهر رأي قضاه مجلس الدوله ومحكمه النقض ليقولوا للناس ماهو العرف وماهو القانون وما هو حظ الإسلام في ذلك.. بل منعت الصحف الشيخ الغزالي وشيخ الأزهر جاد الحق من النشر.. أشاعت الصحف فكر التخلي عن اللغه العربيه في العلوم لصالح الإنجليزيه; ورأينا أن إبراهيم سعده - وهو صحفي، وليس بطبيب - يجلب للأخبار كل من يعضد إستحاله تعلم الطب باللغه العربيه، وهو الواقع في سوريا لليوم.. بإختصار الفكر السائد والرائج بمصر هو فكر الجرائد السياره وليس فكر التمحص والتخصص.. وهذا في كل أمر. تجد تشتت الفكر في قضيه مياه النيل، توشكي، اللغه العربيه، جنوب السودان، الزراعه، المياه الجوفيه، الفشل الكلوي والكبدي، التلوث، الطرق، الأثار، الثقافه، أعمال البنوك، التعليم قبل الجامعي، القطاع العام، التحدي النووي الإسرائيلي.. الخ. في كل هذه القضايا - وألف علي شاكلتها - تجد فكر الجرائد السياره هو السائد..لذا كان التزوير سهلاً في كل أمر، لأن هناك من إستطاع تغليفه وإعاده طرحه علي الناس بما لا يصطدم بالمنطق والمحتمل.. والتناقض بين المسجد/الكنيسه وواقع المجتمع خير مثال علي حياه النفاق.. وقد رأينا رئيس الجمهوريه يكذب ورأينا البرلمان عنوان الغش والتزوير، والإسلام ينأي عن الغش ويُخرج صاحبه من جماعه المسلمين.. وكانت النتيجه ما نحن فيه، وكان الواقع ما نحسه.. فشل جميع المؤسسات المصريه وإنهيارها وعجزها عن الوفاء بطموحات الشعب المصري.. هكذا كان قيام ثوره يناير 2011 من ضرورات الأشياء ومنطق الأحداث، وقام بها الشعب كله لأن الفشل أحسه الشعب كله. الآن وقد إنكشف الإنهيار وظهر قبحه وحجمه وتفشيه وتداعياته، فكيف تعيد مصر البناء؟ المنطق يقول أن البناء يُعاد بما يتوائم مع تطلعات الشعب.. ومن سيقود هذا؟ المنطق يقول أن كل منه له فكر شامل عليه إبرازه للشعب، وليترك للشعب حريه الإختيار; سواءً طبقاً لمبدأ الشوري أو لمبدأ الديموقراطيه .. وفي مارس 2011 - رغم أنف كل الإشارات المغرضه للبشري والعوا وغيرهما - إختار الشعب خارطه طريق إعاده الطبيعيه لمصر، وعلي ضوئها تسير التحركات السياسيه بمصر.. واقع مصر يقول أن الإخوان فكر متكامل وله أتباع كُثُر ويريدون له أخذ الزمام! لا أجد غرابه في نتيجه الحراك السياسي المصري حتي الآن.. وأنا من أنصار تحديد القياده تبعاً للقول الأمريكي الشهير lead, follow or get out of the way أي أقدم أو أتبع أو تنحي عن الطريق.. ولدي الإخوان فكر للنهوض بمصر فالنعطهم الفرصه ونكف عن فكر الجرائد السياره الذي دمر مؤسسات مصر وأفتئت علي سواعدها وأدي لثوره 2011 . نعطهم فرصه ونشارك معهم، ونكف عن التوجس والتربص.. مصر تحتاج حلولاً لقضايا الحياه، إسرائيل، الهويه.. هناك ميراث وطني يُريد أن يُبعث، ولربما نجح الإخوان في إبتعاثه.. نعطهم فرصه لأن ثوره يناير 2011 جعلت غزوه الصناديق صارت القاصمه! أربعه أعوام ليست الدهر - ولعل الإخوان يعون الدرس وينهضون بالناس!

د. علي فرج - أستاذ الهندسه جامعه لويزفيل
__________________


رد مع اقتباس