"ولم تتغير المعاملة يوم الأربعاء عن اليومين السابقين وسألوني ما رأيك في عبد الناصر؟، وما رأيك في سيد قطب؟، ثم وجهوا الصدمات الكهربائية مرة أخرى إلى عيني ورأسي وفمي والأماكن الحساسة في جسدي، وأحضروا كرسياً وربطوا يدي ورجلي إليه وهددوني بإحضار زوجتي بعد 10 دقائق كي أسمع صرخاتها، وقالوا إنهم سوف يفعلون ما يريدون بها، وأنني لن أعرفها بعد أن ينتهوا مني، وقالوا إنهم سيضعونني في مكان لا أعود منه مطلقاً، وقالوا إن الإخوان المسلمين ليس بوسعهم أن يفعلوا شيئا لمساعدتي، وإنني في النهاية لن أكون قادراً على أن أسمع أو أتكلم أو أرى أو أفهم شيئاً وإن كل ما أستطيعه سيكون المكوث في المنزل عاجزاً عن الحركة وعاجزاً عن الخروج".
وحكمت إحدى المحاكم بالإفراج عن محمد خلف يوسف في 3 شباط "فبراير "1991، وقد أفرج عنه في الواقع في يوم 9 شباط "فبراير" 1991( [21]).
5- صبي عمره (15) عاماً:
محمد معتز علي عبد الكريم، قال عنه تقرير لمنظمة العفو الدولية: "كان في الخامسة عشرة عندما قبض عليه وتعرض للتعذيب في 1990، واحتجز في المرة الأولى في أيار "مايو" لمدة شهرين وأطلق سراحه أسبوعين فقط، ثم أعيد القبض عليه وظل قيد الاعتقال حتى 4 كانون الثاني "يناير" 1991، وفي تلك الفترة كان محتجزاً لدى مباحث أمن الدولة في المنيا بالصعيد وفي سجن استقبال طرة خارج القاهرة وقد وضع في الحبس الانفرادي في زنزانة تحت الأرض لمدة شهر ويعتقد أنه اعتقل لحملة على الإفضاء بمعلومات بشأن مكان وجود أشخاص زعم أنهم أعضاء في الجماعات الإسلامية وكانت الشرطة تبحث عنهم في المنيا، وقد عصبت عيناه وقيدت قدماه وورد أنهم جردوه من ملابسه وعلقوه من قضيب ممدود بين منضدتين وضربوه على باطن قدميه وعندما تورمت قدماه كانوا يجعلونه يجري حسبما قال، أو يصبون ماءاً بارداً عليهما لتخفيف حدة الورم"( [22]).
6- طفل عمره ثلاثة أعوام:
هذه القصة العجيبة أوردتها صحيفة الشعب تحت عنوان:
"أصغر معتقل سياسي في مصر ـ إسلام ( 3 سنوات ) ـ اعتقلوه بسبب مسمارين"
وملخص القصة أن أسرة ( نبيل عبد الفتاح بكر ) المحكوم عليه بالسجن 15 عاماً في قضية الجهاد ذهبت لزيارة ابنهم واكتشف الضباط مسمارين في يد ـ إسلام ـ الابن الأصغر (لنبيل عبد الفتاح بكر)، وبعد انتهاء الزيارة احتجزت الأسرة بكاملها في السجن حتى السابعة مساء عندما بدأ تحقيق ضباط السجن معهم ثم أحضروا لهم نيابة أمن الدولة التي تولت التحقيق ثم أمرت بإخلاء سبيلهم في وقت متأخر من الليل .
ثم حولوا إلى قسم المعادي ولما طلب مأمور القسم المتهم الأول اكتشف أن عمره ثلاث سنوات، وبعد أن أنهى التحقيق حولهم إلى نيابة المعادي ثم إلى القسم مرة أخرى ثم أمرت النيابة بإخلاء سبيلهم، ولكن حجزوهم في القسم لليوم التالي ثم رحلوا إلى قسم إمبابة رغم إخلاء سبيلهم، وبعد يومين من الاحتجاز حولوهم إلى نقطة ناهيا ولم يفرجوا عنهم إلا بعد حضور الضامن بعد أن سألوهم عن الأنساب والأقارب" ( [23]).
7- فتاة عمرها 17 عاماً تعتقل بسبب أخيها:
يقول عنها تقرير لمنظمة العفو الدولية: "هناء علي فرج، كانت طالبة في السابعة عشرة عندما قبض عليها في منزلها في المنيا في أواخر تموز "يوليو" 1990، قالت: أخذوني إلى قسم الشرطة ووضعوني في غرفة وسألني ثلاثة منهم عن مكان اختفاء أخي، لابد إن الساعة كانت قد قاربت منتصف الليل وظللت أقول لهم إنني لا أعرف مكانه وأمر رئيس مباحث أمن الدولة الآخرين بأن يعلقوني فأطاعوه، ومن ثم وضعوا قضيبا حديديا تحت ركبتي وجعلت أتأرجح في وضع مقلوب منه، ثم بدأوا يضربونني على باطن قدمي بعصا خشبية غليظة، وهم يكررون نفس الأسئلة : هل حملت إليه طعاما؟، هل ذهبت لرؤيته؟، أين يختبئ؟، وفيما بعد قدمنا شكوى رسمية بخصوص اعتقالي ومعاملتي ولكن أحداً لم يحقق فيها على الإطلاق ولم يكن أخي سيد مطلوباً بسبب ارتكاب أي جريمة ولكنه كان الاعتقال المعتاد، لقد قبض عليه حتى الآن حوالي ست مرات، قبض على سيد في أيلول "سبتمبر" 1990 وكان ما يزال معتقلاً حتى شهر حزيران "يونيو" 1991 ( [24]).
7- حافظ السيد سعدة:
ذكرت عنه منظمة العفو الدولية أنه ألقي القبض عليه في مطلع عام 1988 فيما يتعلق بالقضية رقم 496 لسنة 1987 وقامت مباحث أمن الدولة باحتجازه في معتقل في شارع جابر بن حيان بالدقي لأكثر من أسبوعين تعرض خلالهما للتعذيب الشديد مما اقتضى نقله إلى المستشفى قبل نقله إلى سجن استقبال طرة ( [25]).
8- محمد طه عبد العظيم البحيري وفاروق السيد عاشور :
وقد عذبا مع مجدي غريب فايد لإرغامهما على الاعتراف بالاعتداء على حسن أبو باشا وزير الداخلية السابق وقدمتهما مباحث أمن الدولة للنيابة بهذه التهمة لينقذ وزير الداخلية زكي بدر سمعته وسمعة مباحث أمن الدولة أمام رئيس الجمهورية بعد أن هدده رئيس الجمهورية بسحب القضية منه وتكليف المخابرات الحربية بالتحقيق فيها فاضطر الوزير وجهاز مباحث أمن الدولة إلى تقديم أي متهمين وتلفيق القضية لهم ثم بعد ذلك اكتشف جهاز آخر وهو مصلحة الأمن العام المسئول عن القضايا الجنائية الفاعلين الحقيقيين ولم تستحي وزارة الداخلية أن تقدم المتهمين الجدد للنيابة بنفس التهمة .
وقد أوردت منظمة العفو الدولية الملاحظات التالية عن المتهمين المذكورين في عنوان هذه الفقرة فقالت: "ورد إنه تم إلقاء القبض على مجدي غريب فايد ومحمد طه عبد العظيم البحيري وفاروق السيد عاشور ووجهت إليهم تهمة محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء حسن أبو باشا في شهر مايو 1987، وورد أنهم جردوا من ملابسهم، ووضعت عصابات على عيونهم واخضعوا لمختلف ضروب التعذيب منها الضرب المتكرر على أجزاء حساسة من الجسم بما في ذلك قمة الرأس بواسطة عصا وسوط، والتعليق من القدمين في وضع مجثم البغاء "الموصوف سابقاً"، والتعليق من المعصمين المربوطين خلف الظهر، والحرق بالكهرباء والسجائر، ونتف شعر اللحية، بالإضافة إلى ضروب من المعاملة السيئة والتعذيب النفسي بما في ذلك الحبس الانفرادي لفترة طويلة، وقد اقتيدوا في أول الأمر إلى مبنى مباحث أمن الدولة بالدقي ثم نقلوا إلى سجن استقبال طرة وإلى معهد تدريب أمناء الشرطة" ( [26]).
9- نزيه نصحي راشد:
ذكر عنه أحد تقارير منظمة العفو الدولية: "أنه وهو طالب في التاسعة والعشرين من العمر أنه تعرض خلال اعتقاله في سجن استقبال طرة للتعذيب بواسطة الصدمات الكهربائية الموجهة إلى صدره وأعضائه التناسلية وللتعليق من قدميه الموثوقتين معاً بحيث لامس أحد كتفيه الأرض، ورغم أنه تعرض للتعذيب مرة ثانية عقب قيام طبيب شرعي بفحصه في يوليو 1987" ( [27]).
10- عصام محمد عبد اللطيف :
ذكر عنه تقرير لمنظمة العفو الدولية: "أنه ألقي القبض عليه لأول مرة في 29 نوفمبر 1981 عندما اتهم وهو حدث بالانضمام إلى منظمة الجهاد، وأطلق سراحه في 29 يوليو 1984 بعد وقف القضية وبعد قضائه سنتين وثمانية أشهر في السجن، وعقب تعرضه للتعذيب المزعوم خلال الفترة الأولى من اعتقاله مثل كشاهد في محاكمة 44 ضابطا اتهموا باستخدام التعذيب وقبض عليه مرة ثانية في مايو 1987 عقب محاولة اغتيال اللواء حسن أبو باشا واقتيد إلى سجن استقبال طرة ثم نقل إلى معهد تدريب أمناء الشرطة، وعندما طلب الإطلاع على أمر الاعتقال أبلغ أن بإمكانه الإطلاع عليه في وقت لاحق، وذكرت التقارير أن عصابة وضعت على عينيه وجرد من ملابسه وتعرض للتعليق والضرب بصورة متكررة بغية إرغامه على ما يظهر على الاعتراف باشتراكه في محاولة الاغتيال، واحتجز في الحبس الانفرادي ومثل أمام المحكمة للتظلم من اعتقاله بعد حوالي 60 يوما من توقيفه، وحتى ذلك الحين لم يسمح له بالاتصال بعائلته أو بأحد المحامين بأي شكل من الأشكال وافرج عنه دون توجيه تهمة إليه في 17 نوفمبر 1987" ( [28]).
11- محمد عبد الرحيم الشرقاوي:
ذكر عنه تقرير لمنظمة العفو الدولية: "أنه القي القبض عليه، وهو مهندس إلكتروني في السابعة والثلاثين من العمر في 6 مايو 1987 أو حوالي ذلك التاريخ، ولم يبلغ بسبب توقيفه غير أنه زعم أنه اكتشف في وقت لاحق أن محاولة جرت لاغتيال وزير الداخلية السابق، وقد أخذ أول الأمر إلى سجن استقبال طرة ثم نقل إلى معهد تدريب أمناء الشرطة، وورد أنه تعرض للتعذيب في المعهد حيث وضعت عصابة على عينيه وتعرض للضرب بصورة متكررة على الرأس والقدمين كما علق من معصميه المقيدين بسلاسل خلف ظهره، ووجهت إلى مناطق حساسة من جسمه الصدمات الكهربائية باستخدام عصا مكهربة، وعلى الرغم من طلبه المتكرر لرؤية محام فقد منع من الاتصال بأي محام إلا بعد مثوله أمام النيابة وسمح له برؤية محام بعد مضي شهرين تقريباً على توقيفه وذلك في حضور أحد الضباط، ولم يؤذن له برؤية عائلته إلا بعد مضي أسبوعين تقريبا على لقائه بالمحامي، وأفرج عنه دون توجيه تهمة إليه بعد قضائه تسعة أشهر رهن الاعتقال"( [29]).
12- ممدوح علي يوسف:
ذكر عنه تقرير لمنظمة العفو الدولية: "أجرى أحد الأطباء الشرعيين عدة فحوص طبية على ممدوح علي يوسف في نهاية تشرين الأول "أكتوبر" وتشرين الثاني "نوفمبر"1990 وذكر الطبيب في تقاريره عن الفحوص التي أجراها يومي 29 و 31 تشرين الأول "أكتوبر" 1990 في أول الأمر , أنه كان في حالة إعياء نسبي وإرهاق ثم ذكر بعد ذلك أنه كان في حالة إعياء وإنهاك شديد وعند إجراء الفحص الطبي التالي في 10 تشرين الثاني "نوفمبر" 1990 كانت حالته قد تدهورت إلى الحد الذي جعل الطبيب يكتب في تقريره إنه كان في حالة إعياء شديد فاقد القدرة على الوقوف على قدميه أو الجلوس على الكرسي.
وروي ممدوح على يوسف أنه تعرض للضربات واللكمات وأن لفائف التبغ أطفأت في صدره وأنه تعرض للتعليق من معصميه بعد ربطهما خلف ظهره وأن الصدمات الكهربائية وجهت إلى مناطق حساسة في جسده، ويذكر تقرير الطب الشرعي أن الكدمات الموجودة بشتى أنحاء جسده عادة ما تنشأ من آثار الاصطدام بجسم أو أجسام صلبة أو من أثر الضرب، كما سجل الطبيب أيضا وجود ندوب وبؤرات دقيقة بنية اللون داكنة في حجم رأس الدبوس وانتشارها حول حلمة الثدي الأيمن وأسفل تمرة القضيب ... تلك الندوب ومثلها عادة ما تحدث من مثل تقريب جسم أو أجسام مكهربة من سطح الجسم وما ينجم عنها (من) حدوث نقط نزفية وتأثيرها على الشعيرات الدموية الدقيقة المنتشرة تحت سطح الجلد( [30]).
13- عبد الله محمد علي حسانين :
ذكر عنه نفس التقرير السابق لمنظمة العفو أن الطبيب الشرعي أجرى فحصاً له يوم 19 كانون الأول "ديسمبر" 1990 وانتهى إلى وجود رضوض احتكاكية حدثت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة خشنة الملمس وهى جائزة الحدوث نتيجة الربط بميل والتعليق، وهو ما قال عبد الله علي حسانين أنه قد حدث له وهو معصوب العينين في الأسبوع الأول من كانون الأول "ديسمبر" 1990" ( [31]).
14- صفوت أحمد عبد الغني:
ذكر التقرير السابق لمنظمة العفو الدولية أن الطبيب الشرعي فحصه في يوم 3 تشرين الثاني "نوفمبر" 1990 ووجد كدمات منتشرة حول الكتفين وأسفل البطن والظهر مثل التي تحدث عادة نتيجة للضرب بأجسام صلبة من نوع ما، وكانت حالة الندوب تتفق مع تاريخ القبض عليه، أما العلامات الأخرى على صدره والجانب الأيمن من ظهره فيحتمل أن تكون ناتجة عن الجلد، وقد وجد الطبيب أن هذه أيضاً تتمشى مع الوقت الذي ذكر أنه ألقي عليه القبض فيه وكانت الندوب على المعصمين فيما يبدو من أثر ضغط القيد الحديدي، وكانت ثمة كدمات تحت العين اليسرى من النوع الذي يحدث عادة من أثر الضرب، وقد فحص مرة ثانية يوم 8 تشرين الثاني "نوفمبر" بعد أن ادعى أنه تعرض للتعذيب بالتيار الكهربائي في الفترة ما بين 30 تشرين الأول "أكتوبر" و 6 تشرين الثاني "نوفمبر" ( [32]).
15- تعذيب أدى للوثة عقلية:
أوردت صحيفة النور الخبر التالي: "بلاغ للنائب العام "
تقدم سعد فرجاني والشاذلي الصغير المحاميان ببلاغ للنائب العام عن التعذيب الذي تعرض له عوض محمد أحمد من أعضاء الجماعات الإسلامية مما أدى إلى إصابته بلوثة عقلية أثناء اعتقاله بسجن استقبال طرة.
أوضح المحاميان في بلاغهما أن التعذيب الذي تعرض له المتهم والحبس الانفرادي أدى إلى إصابته بهذه اللوثة العقلية!!، وطالبا النائب العام بضرورة التدخل في هذه القضية ( [33]).
16- تعذيب الصحفيين:
أوردت جريدة النور الخبر التالي: "أجهزة الأمن تعتدي على مراسل النور بالمنيا"
احتجزت مباحث أمن الدولة يوم الجمعة الماضية بمدينة دير مواس بالمنيا الزميل عبد الرشيد أحمد مراسل "النور" حيث تم اعتراضه في شارع المركز بدير مواس وتم اقتياده تحت تهديد السلاح إلى قسم شرطة مركز دير مواس واستقبله النقيب علاء أبو طالب بوابل من الشتائم وألفاظ يعاقب عليها القانون، ثم قام النقيب بالاعتداء عليه بالضرب المبرح في أجزاء مختلفة من جسده ثم تم احتجازه داخل قسم الشرطة ومنعه من أداء صلاة الجمعة وذلك حتى الساعة الثامنة مساء وتم تحويله بعد ذلك إلى مبنى مباحث أمن الدولة بملوي حيث استقبله المقدم غزالي رئيس مكتب المباحث بالتهديد بالاعتقال إذا ذهب إلى مركز دير مواس، من ناحية أخرى استدعت مباحث أمن الدولة بالمحافظة الزميل كمال يونس مراسل الجريدة وقامت بتهديده بالاعتقال إذا تعرض بالنشر لأي موضوع بمحافظة المنيا ( [34]).
17- قتل المعتقل بسبب التعذيب ومنع الدواء:
أوردت جريدة النور الخبر التالي: "بلاغ للنائب ـ المباحث قتلت مهندسا معتقلاً"
تقدم سعد حسب الله المحامي ببلاغ للنائب العام للتحقيق في وفاة أحد أعضاء الجماعات الإسلامية والذي توفي في الحجز بمباحث أمن الدولة بالجيزة بعد الاعتداء عليه والحيلولة بينه وبين الحصول على الدواء حيث كان يعاني من مرض السكر، كانت مباحث أمن الدولة بالجيزة قد ألقت القبض على حسين سعادة مهندس "بالهرم ـ جيزة" في حملة الاعتقالات الأخيرة وقاموا بالاعتداء عليه وألقوه بحجز مباحث أمن الدولة بالجيزة تمهيداً لترحيله إلى سجن استقبال طره وقد بدت عليه آثار التعذيب وكان المتهم يعاني من مرض السكر وطلب الدواء الخاص بالمرض وظل المعتقلون بالحجز يدقون على الزنزانة ولكن لم يفتح لهم أحد وحدثت للمريض إغماءة السكر وبعدها فارق الحياة، من ناحية أخرى قام رجال المباحث بالتشديد على المعتقلين بعد التحدث في هذا الموضوع حتى أفرج عن أحدهم وأخبر والده الذي أرسلت له مباحث أمن الدولة لاستلام الجثة .... لكن الوالد رفض استلام جثة ابنه وتقدم بهذا البلاغ للنائب العام يطالب بالتحقيق في هذه الواقعة ومازال التحقيق مستمرا ( [35]).
18- محمد بلال:
لم يستطع الوقوف من شدة التعذيب أثناء مثوله أمام المحكمة في قضية الفيديو ( [36]).
19- تعذيب الصحفيين :
نشرت جريدة الشعب تقريراً عن تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ذكرت فيه: "وقد عرض تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بعض النماذج منها خالد الشريف الصحفي بجريدة الحقيقة الذي اعتقل في يناير 1990 وتم ترحيله من لاظوغلي إلى سجن طرة ثم أعادوه في نفس اليوم حيث تعرض لجرعات مكثفة من التعذيب والضرب والصعق بالكهرباء في الأماكن الحساسة والتعليق ثم أفرج عنه دون عرضه على الطب الشرعي، حدث ذلك مع الزميل عامر عبد المنعم الصحفي بجريدة الشعب الذي اعتقل عام 1989 وتم سحبه إلى لاظوغلي عدة مرات" ( [37]).
20- طلعت فؤاد قاسم:
ذكر عنه التقارير المشار إليه: "ومن بين الحالات التي تم اختيارها من سجن طرة إلى مقر مباحث أمن الدولة بلاظوغلي طلعت فؤاد قاسم عضو بنقابة المهندسين الذي تم اعتقاله 7 مرات بدون إذن قضائي ودون الإفراج عنه، تعرض خلال هذه الفترة للضرب والتنكيل وتم حبسه انفراديا في زنزانة سدت فيها كل منافذ التهوية ولا يسمح له بالخروج إلى دورة المياه إلا مرة واحدة يوميا لعدة دقائق، ويقول طلعت فؤاد إنه تعرض للتعذيب بين الضرب ونتف اللحية والصعق بالكهرباء، وأكد أنه أصيب بأمراض جلدية وروماتزمية وضعف البصر وأنه يتبول دماً وصديدا بسبب التهاب مزمن بالكلى"( [38]).
21- نزار غراب:
يقول عنه التقرير السابق: "ومن أبرز الحالات أيضاً نزار غراب الطالب بكلية الحقوق (ونجل المستشار محمود غراب) الذي اعتقل في أكتوبر 1989 حيث قاموا بتعصيب عينيه ووضع قيد حديدي في يديه وأقلته سيارة من السجن إلى لاظوغلي حيث تعرض للتعذيب لمدة أيام متواصلة" ( [39]).
22- أحمد إبراهيم النجار:
صيدلي في التاسعة والعشرين من عمره متزوج وله ابنة واحدة، قبض عليه في 20/2/1991 وفي الفترة من بداية القبض عليه حتى 14/10/1991 أعيد اعتقاله بصورة وهمية مرتين دون أن يطلق سراحه بل في كل مرة ينقل إلى مقر مباحث أمن الدولة ثم يعاد إلى السجن بأمر اعتقال وهمي جديد وفي هذه الفترة تعرض للتعذيب في مبنى مباحث أمن الدولة بلاظوغلي لمدة حوالي 10 أيام بداية من 24/9/1991 حيث تعرض للضرب والصعق بالكهرباء.
وفي 24/10/1991 حكمت إحدى المحاكم بالإفراج عنه ولكن مباحث أمن الدولة أحالته إلى نيابة أمن الدولة ووجهت إليه تهمة الانتماء إلى تنظيم الجهاد، ويسمح القانون لنيابة أمن الدولة بالتحفظ على أي متهم لمدة ستة أشهر قبل الإفراج عنه أو تقديمه لأي محاكمة.
ويعتقد أن أحمد النجار كان حتى نهاية أكتوبر 1991 محتجزاً من جديد في مبنى مباحث أمن الدولة بلاظوغلي حيث تعرض للتعذيب مرة أخرى ( [40]).
23- رسالة مهربة من تأديب ليمان أبى زعبل:
هذه الكلمات نسطرها إلى العالم أجمع ونحن في الرمق الأخير من الحياة حتى يعرف العالم ما يحدث في سجون مصر ... لا نقول إنه انتهاك لحقوق الإنسان ولكن يعلم الله أنه انتهاك حتى لحقوق الحيوان ... ويكفى وصف أحد الضباط بأننا أصبحنا شبه آدميين، قد تتساءل ما هي الأسباب التي تجعل إدارة سجن أبى زعبل الصناعي تذهب بالمعتقل إلى التأديب في الليمان... لعلكم تعجبون إذا علمتم أن شكل المعتقل إذا لم يعجب الضباط يقول يذهب إلى التأديب.
وتبدأ الرحلة بعد استقبال المعتقل السياسي عند بوابة السجن حيث يتم نزع ملابسه كما ولدته أمه، أي والله كما ولدتنا أمهاتنا والزحف على البطن وصب الماء عليه أثناء الزحف مع الضرب بالعصي والهراوات والأحذية وحلق شعر الرأس واللحية والحواجب وإطلاق أسم أنثى، عليه تبدأ الرحلة زحفا من الصناعي إلى الليمان ولا ينقطع الضرب عبر ساحات السجنين وقد تمر ساعات وساعات حتى تلوح بوابة عنبر التأديب بليمان أبي زعبل و عند الدخول فكأنما فتحت أبواب الجحيم ... والاستقبال هناك يفوق الوصف إلا أنه في النهاية يلقي بك في زنزانة مغمي عليك وأنت عبارة عن كتلة من اللحم مختلطة بالدماء والتراب.
يلقي في زنزانة ليس فيها طعام أو شراب أو غطاء وعندما ينتبه المعتقل بعد يوم يحظر عليه الطعام والشراب ثلاثة أيام وتصوروا معنا أن يحدث هذا في شهر رمضان المعظم فلقد حدث هذا ورب الكعبة على أكثر من خمسين معتقلاً نقلوا من سجن العقرب إلى الصناعي في نهار رمضان وفى اليوم الرابع ألقى لكل واحد منهم رغيف من الخبز الجاف.
ومع أول يوم يفيق فيه المعتقل من الغيبوبة يمر عليه زبانية التعذيب بقيادة طارق إلياس قائد عنبر التعذيب ويتنوع التعذيب اليومي فالضرب على القدمين تارة وعلي الظهر تارة وعلي اليدين تارة وعلى أصابع ظهر اليد تارة وعلى الرأس تارة، هذا مع التلذذ بتعذيب الفريسة والاستهزاء بالإسلام "فالجنة بعشرة عصى ".
أما النقيب هاني رشاد فهو يمر بالعصا الكهربائية ضرباً بها وصعقا بالكهرباء في الأذان والأماكن الحساسة للفريسة.
وأما الرائد مصطفى جابر ضابط مباحث السجن الصناعي فهو يتفنن في إذلال الضحية يقول للمعتقل "قبل يدي" "قبل قدمي " "اركع لباشاوات مصر".
وبعد مرور أسبوع تزاد كمية الطعام وهو عبارة عن خبز وقليل من الفول الأسود أو العدس مع الرمل، وأما الشراب فيسمح للفرد بزجاجة مياه كل أربع وعشرين ساعة على الرغم من ارتفاع الحرارة الشديدة داخل الزنزانة وهذه الكمية يشرب منها، ويقضي حاجته في علبة البلاستيك يخرجها المعتقل يومياً لتفريغها تحت وابل من السباب والضرب، وبعد فترة يعطي للمعتقل بدلة من الخيش تظل على جسمه بدون تغيير أو غسيل أو استحمام حتى يشاء الله له بالخروج من هذا العنبر وقد مكث البعض منا أكثر من ستة أشهر بدون استحمام بالطبع تنتشر بين المعتقلين الأمراض الجلدية والقروح والدمامل، أما عن أسراب القمل والحشرات الزاحفة الأخرى فحدث ولا حرج ( [41]).
وسائل التعذيب المستخدمة ضد المعتقلين من التيارات الإسلامية:
|