إلهي ! كيفَ يُناجيكَ في الصلواتِ مَن يَعصيكَ في الخلَوات .؟
أم كيفَ يدعُوك في الحاجاتِ والكُرُباتِ مَن يَنساكَ عندَ النعماء لولا فضلُك .؟
اللهُمَّ يا حبيبَ كلِّ غرِيب ، ويا أنيسَ كلِّ كئِيب ..
أيُّ منقطعٍ إليكَ لم تكفِه بنعمتِك ؟
أم أيُّ طالبٍ لم تلقَه برحمتِك .؟
أم أيُّ هاجرٍ هجَرَ فيكَ الخلقَ ابتغاءَ مرضاتِكَ فلم تصِلْه ، ولم تُعوّضْه .؟
أم أيُّ محبٍّ خلا بذكرِك فلم تُؤنِسْه .؟
أم أيُّ داعٍ دعاكَ مُضطرّاً فلم تجِبْه .؟
إلهي كيفَ نَتجرّأُ على السؤال مع كثرةِ الخطايا والزلاّت .؟
أم كيفَ نَستغني عَن السؤالِ مع شِدّةِ الفَقرِ والفاقات .؟
مَن الذي عامَلك بصدقٍ ولم يَربحْ .؟!
ومن الذي التجأ إليكَ فلم يَفرحْ .؟!
ومَن الذي وصلَ إلى بِساطِ قُربِك واشتَهى أن يَبرح .؟!
يا ربِّ ! لا قوّةَ على طاعتِك إلاّ بإعانتِك ، ولا حولَ عن معصيتِك إلاّ بمشيئتِك ، ولا مَلجأَ منكَ إلاّ إليك ، ولا خيرَ يُرجَى إلاّ في يديك ..
اللهُمَّ إنّي اسألُك باسمِكَ الطيّبِ الطاهرِ المباركِ الأحبِّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ بهِ أجبتَ ، وإذا سُئِلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحِمتَ به رحمتَ وإذا استُفرِجتَ بهِ فَرّجتَ .
اللهُمَّ ربَّ جِبريلَ ومِيكائيلَ وإسرافيل ومحمّد ، فاطِرَ السمواتِ والأرض ، عالمَ الغيبِ والشهادة ، أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِك فيما كانُوا فيهِ يختَلِفُون .
يا حيُّ يا قيّومُ برحمتِك أستغِيث ، اللهُمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلاّ أنت ، أنتَ ربّي وأنا عبدُك ، لبّيكَ وسعدَيك ، والخيرُ كلّهُ في يديك ، والشرُّ ليسَ إليك ، أنا بكَ وإليك ، تباركتَ وتعاليت .
اللهُمَّ إنّك تسمَعُ كلامي وترى مكانِي ، وتعلَمُ سرّي وعلانيتي ، لا يخفَى عليك شيءٌ مِن أمرِي ، أنا البائِسُ الفقير ، المستغِيثُ المستجير ، الوجِلُ المُشفِق ، المقرُّ المعترِفُ بذنبِه ، أسألُكَ مسألةَ المسكِين ، وأبتهِلُ إليكَ ابتهالَ المذنبِ الذليل ، وأدعُوك دُعاءَ الخائِفِ الضرِير ، مَن خضعَت لكَ رقبتُه ، وفاضَت لكَ عيناه ، ورغِمَ لكَ أنفُه وذلَّ لكَ جسَدُه .
اللهُ أكبرُ كبيراً ، والحمدُ للهِ كثيراً ، وسُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً .
سُبحانَ مَن سبّحَت لهُ السمواتُ وأملاكُها ، والنجُومُ وأفلاكُها ، والأرضُ وسكّانُها ، والبِحارُ وحِيتانُها ، والنجُومُ والجبال ، والشجَرُ والدوابّ ، والآكامُ والرمَال ، وكلُّ رطبٍ ويَابِس وكلُّ حَيٍّ ومَيّت .
يا عظيمَ الملكِ والسلطان ، يا قديمَ الإحسان ، يا دائمَ النعَم والامتنان ، يا كثيرَ الخير والجود ، يا واسِعَ العطايا ، يا باسطَ الرزق ، يا خفيَّ اللطف ، يا جميلَ الصنع ، يا جميلَ الستر ، يا حليماً لا يَعجَل ، يا كريماً لا يَبخَل ، يا حكيماً أبدعَ الحِكم .
اللهمّ يا ميسّرَ كلِّ عسير ، ويا جابرَ كلِّ كسير ، ويا صاحبَ كلِّ فريد ، ويا مُغنيَ كلِّ فقير ، ويا مُقوّيَ كلِّ ضعيف .
يا منفّسَ كُربةَ كلِّ مَكرُوب ، ويا كاشِفَ الضرِّ والبلوَى عن أيّوب ، ويا مَن أقرّ بيُوسفَ عينَ صفيِّه ونبيِّه يعقُوب ، ونجَّى نُوحاً مِن الغرَق ، وإبراهيمَ مِن الحرَق ، ويونُسَ مِن الظلمات ، وسلّم مُوسى وهارُونَ مِن شَرّ الجبابرةِ العُتاة ، ونجَّى عِيسَى مِن كيدِ الكائِدين ، وأعاذَ محمّداً مِن شيَاطين الإنس والجنِّ .
يا اللهُ يا رحمنُ يا رحِيم ، يا حيُّ يا قيّومُ ، يا عليُّ يا عظيمُ ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، أنتَ اللهُ ملِكُ الملوك ، الرحمنُ الرحيم ، العزيزُ القاهرُ ، المحيطُ السريع ، الظاهِرُ الغالب ، الكرِيم الناصِرُ .