وقد ذكر عن آدم أبي البشر عليه السلام أنه استغفر ربه وتاب إليه فاجتباه ربه فتاب عليه وهداه، وعن إبليس أبي الجن - لعنه الله - أنه أصر متعلقًا بالقدر فلعنه وأقصاه؛ فمن أذنب وتاب وندم فقد أشبه أباه، ومن أشبه أباه فما ظلم.
... ولهذا قرن الله - سبحانه - بين التوحيد والاستغفار في غير آية؛ كما قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19].
وقال تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}. [فصلت: 6].
وفي الحديث الذي رواه ابن أبي عاصم وغيره يقول الشيطان: «أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا».
وقد ذكر سبحانه عن ذي النون أنه: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. [الأنبياء: 87]، قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88]، قال النبيصلى الله عليه وسلم : «دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه»..