عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-01-2012, 09:42 PM
غاربله غاربله غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 337
معدل تقييم المستوى: 0
غاربله is an unknown quantity at this point
افتراضي

غالبا ما تثير الذكرى السنوية مشاعر وانفعالات وأفكاراً وسلوكيات، خصوصا إذا كانت ذكرى سنوية لحدث هائل شديد التكثيف والعمق وهو ثورة 25 يناير 2011م، فماذا يمكن أن يحدث فى 25 يناير 2012م؟
عزيزى القارئ هيا بنا نسرح بخيالنا فى الاحتمالات المتوقعة أو غير المتوقعة من الأطراف المختلفة فى هذا اليوم، وسأعرض عليك ما شطح فيه خيالى وأتمنى أن أتلقى بشكل أو بآخر ما ذهب إليه خيالك:
سيناريو رقم 1: يتجمع الثوار «الأصليون» الحقيقيون الذين قادوا بشجاعة الموجة الأولى يوم 25 يناير 2011م، فى شكل مجموعات فى ميدان التحرير وكل مجموعة عبارة عن سرادق عزاء كبير تُتلَى فيه آيات من القرآن الكريم بالتبادل مع قدّاسات مسيحية ويتخلل ذلك كلمات للثوار الأصليين يعبّرون فيها عن أفكارهم ومشاعرهم بعد مضى عام على الثورة وما حدث بعدها من مراوغات والتفافات وضبابيات وانتهازيات وضياعات. والمشهد يوحى بأن الثورة قد قُتلت أو ماتت كمدا.
سيناريو رقم 2: يقف الثوار «الأصليون» بأعداد كبيرة فى ميدان التحرير بعد الثامنة مساء وهم يلبسون السواد جميعا ويحملون الشموع، وبالتوازى مع ذلك تقف مجموعات فى كل الميادين فى القاهرة والمدن الأخرى، كما يقف البعض الآخر على كورنيش النيل بالقاهرة وكورنيش البحر بالإسكندرية بمعدل شخص كل متر ويستمر هذا المشهد حتى الصباح ثم ينفضّ (أو لا ينفضّ… الله أعلم).
سيناريو رقم 3: خروج مليونية نهارية تحت عنوان «عودة الثورة للثوار» وفيها كأن الأحداث تبدأ من لحظة تنحى مبارك ولكن يتم تصحيح الخطأ حين انصرف الثوار قبل وضع خريطة محددة للمرحلة الانتقالية تضع الثوار «الحقيقيين» فى قلب «دائرة اتخاذ القرار» وتقوم على تفعيل الثورة، بمعنى التغيير الجذرى للمجتمع بعيدا عن فكرة الترقيع المائع والمشوه التى سادت عاما كاملا وفاشلا من الفترة الانتقالية حيث كان الثوار مستبعدين والفكر الثورى غير حاضر.
سيناريو رقم 4: أن يتحول هذا اليوم إلى احتفالية فولكلورية هائلة، وأن تسبق الحكومة الشعب فى الاحتفال فترفع الأعلام فى كل مكان وتخرج مجموعات شرفية من الجنود تجوب الميدان وتعزف الموسيقى العسكرية، وينشط الإعلام الرسمى والخاص فى عمل مقابلات مع رموز الثورة، وتنطلق الأغانى الوطنية فى كل مكان، وتخرج مجموعات من المدارس والجامعات والشركات والمصانع فى مسيرات محددة وقتا ومكانا، وتخرج مسيرة من الأزهر ومسيرة من الكنيسة تؤيد المجلس والحكومة، ويوجه بعض أعضاء المجلس العسكرى والحكومة كلمات تهنئة إلى الشعب المصرى العظيم الذى صنع ثورة يفخر بها العالم، وتطلق المدافع إحدى وعشرين طلقة فى الصباح وفى المساء، وتسبق ذلك قرارات إفراج عن «بعض المعتقلين» من شباب الثورة، ويتم تكريم «بعض أسر الشهداء» ممن لم يتورطوا بعد الثورة فى وقفات أو اعتصامات أو احتجاجات، ويقف المسؤولون على منصة فى التحرير ليقدموا التحية للشعب المصرى العظيم ويتلقوا التهانى على جهودهم المشكورة والموفقة فى إدارة الفترة الانتقالية.
سيناريو رقم 5: أن لا يحدث شىء على الإطلاق حتى الساعة الرابعة عصرا ثم يفاجأ الجميع بأعداد هائلة تخرج فى الشوارع فى حالة غضب شديد نظرا لإحباطها مما حدث بعد الثورة التى دفعوا ثمنا كبيرا لها من دماء الشهداء والمصابين ومن حرية المعتقلين، وهذا السيناريو المرعب لا نستطيع تتبع أحداثه، ولكنه فى الأغلب لن يكون هادئا أو مريحا، وكل ما نستطيعه هو أن نسأل الله أن يبقى محافظا على شعار الثورة القديم «سلمية»… «سلمية».
سيناريو رقم 6: أن تكون انتخابات مجلس الشعب قد تمت بنجاح، واقتنع الناس بأن أهداف الثورة تتحقق على الأرض، وبهذا يحتفلون (بجد) بعيد الثورة ويكرّمون أبطالها وأسر شهدائها. وربما يخرج بعض المجموعات الشبابية الطامعة والطامحة فى تحقيق أهداف أبعد للثورة، ولكن التيارات الإسلامية التى حصدت الأغلبية فى الانتخابات لن تؤيد هذه المجموعات ولن تشارك فى مسيراتها.
سيناريو رقم 7: أن تطلب الحركات الشبابية من الناس عبر «فيسبوك» و«تويتر» ووسائل الإعلام الأخرى أن لا يخرجوا من بيوتهم فى هذا اليوم وذلك استعادة لـ6 أبريل 2008م، والتى تعتبر الشرارة الأولى للثورة. وقد يستجيب الناس لتلك الدعوة أو لا يستجيبون ويتوقف ذلك على الأحداث السابقة للذكرى السنوية وعلى رأسها نتائج انتخابات مجلس الشعب، وجدية التحول إلى دولة مدنية ديمقراطية.
سيناريو رقم 8: أن تخرج مجموعات صامتة فى مسيرات صامتة، ووقفات أخرى صامتة فى الأماكن الحيوية، وهم جميعا يحملون صور شهداء الثورة، ونعوشا رمزية مغطاة بعلم مصر ومكتوبا عليها «ثورة 25 يناير».
سيناريو رقم 9: أن يتخذ بعض الإجراءات الاستباقية ويصدر بعض القرارات من المجلس العسكرى بتغيير الحكومة وعدد كبير من المحافظين وإقالة قيادات الحزب الوطنى من المواقع القيادية فى مؤسسات الدولة، ووقف تحويل المدنيين إلى محاكم عسكرية، وإنهاء حالة الطوارئ، وإصدار قانون دور العبادة الموحد، ونزول رجال المرور ورجال الأمن إلى الشارع، والقبض على «بعض البلطجية»، ووضع حد أدنى وحد أقصى للأجور، وتفعيل قانون العزل السياسى، وتحريك إجراءات المحاكمات لرموز النظام السابق، وتعيين بعض الشخصيات المقبولة شعبيا فى مناصب وزارية.
وبعد عزيزى القارئ أرجو منك تقديم سيناريوهات أخرى لكل من يهمه أمر هذا البلد (فعلا) حتى نصل إلى هذا اليوم فى حال أفضل لنا جميعا، مجلسًا وحكومةً وشعبًا وثوارًا وأحزابًا وفلولًا (أليسوا جميعا مصريين ولهم حق المواطنة؟).
رد مع اقتباس