رمز العطاء
و تعود رمز العطاء
زراعة النخيل إلى أكثر من عشرة آلاف عام ، و أهم البلاد التي تعنى بزراعة النخيـل : العراق و السعودية و مصر و إيران و الجزائر و المغرب .. حيث تنتج هذه البلاد 85 % من الإنتاج العالمي .
و يتوقف نجاح زراعة النخيل على كمية الماء المقدمة له ، و تتمثل عملية الري حديثاً بالنافورات ، أما السماد فتتوقف كميته على نوع التربة و عمر الأشجار .
أجناس و أنواع ..
- نخيل السكر : و هو من أهم أنواع النخيل المنتجة للسكر .
- نخيل النشاء : و مـن أهـم أنواعـه نخيل السـاغـو .
- نخيل الزيت : و من أهم أنواعه نخيل الزيت الإفريقي ، و نخيل جوز الهند .
- نخيل الشمع : و يستخدم الشمع المستخرج مـن هذا النوع في تحضير الصابون و الطلاء الغالي الثمن و ورق الكربون و البطاريات و الأفلام الصوتية ..
- نخيل العاج : و هو المصدر الرئيسي للعاج النباتي ، و يُستخدم كبديل عن العاج الحقيقي في صناعة الأزرار و أحجار الشطرنج و مقابض الأبواب .
- نخيل الثمار : و من أهم أنواعه نخيل التمـــر .
- نخيل الزينة : و مـن أهـم أنواعه النخيل المـروحي .
يتكاثر النخيل إما بواسطة البذور ، و إما بواسطة الشتلات التي يتم اختيارها عادة من أفضل الأصناف ، على أن لا تقل المسـافة بين الواحدة و الأخرى عن مترين .. و تأتي الأمطار رحمة من الله سبحانه ؛ لتكون كفيلة بغسل النخيل و رفع البلاء عنه .
أنسنة النخلة
النخلة مستقيمة معتدلة تماماً كالإنسان ، إذا قُطع رأسها ماتت ، و تتأثر بموت من جاورها ، و كذلك بموت زارعها ، و هي تعشق كرام الناس ، و تعوِّض بأكثر مما يكرمها الإنسـان ، لها قبائل و أصلها واحد ، و ثمرها مختلف في الطعم و اللون ، تعبِّر عن الضيق و العطش ، و تعيش عمراً كعمر الإنسان . و لقد قيل :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمى بصخرٍ فيعطي أطيب الثمرِ
وجـه المقاربة
النخيل من أطول الأشجار ، و الجمل من الحيوانات الكبيرة ، و النخيل من أرقى النباتات ، و الجمل من أرقى الحيوانات ، و كلاهما ذو منظر جميل : ( و النخلَ باسقات لها طلع نضيد ) 9ق / 10 . و تظهر الأزهار في أشجار النخيل حوالي السنة الخامسة ، و هي السنّ نفسها التي تبدأ الناقة فيها بالإنتاج ، و يشترك النخيل و الإبل في بيئة تقـاوم الحرارة و الملوحة . و لا تزهر شجرة النخيل إلا إذا تجاوزت الحرارة 18 % ، و ترتبط زراعتها بتوفر مائي جيد ، فهي تحتاج حوالي 170 م3 من الماء كل عــام .
تثير النخلة في النفس شــجوناً و ذكريات ، فقد رويت عن عبد الرحمن الداخل " صقر قريش " أبيات شجية أثارتها نخلة حديقة قصره بالرصافة :
تبدت لنا وسط الرصافة نخـلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ
فقلت شبيهي بالتغرب و النوى و طول التنائي عن بني و عن أهلي
و يصـف ابـن الرومـي " 835 – 896 م " يصـف التمــر فيقول :
ألذّ من السـلوى و أحلى من المنّ و أعذب من وصل الحبيب على الصدِّ
و في الشعر الجاهلي علاقة وثيقة بين النخلة و الناقة و الخيل و المرأة في صور تفرض نفسها على الخيال الواقعي ؛ فالنخل توغل جذورها في الأرض ، و تطاول بقاماتها قمم الجبال ، تهب عليهـا الريح فتنجذب الفروع إلى الفروع ، و يتشـابك السـعف و الجريد ، و من كثافتها كأنها ذوائب الجواري المهفهفة في مهب الريح . و مما قاله المعــري :
شـربنا ماء دجلة خير مـاء و زرنا أشـرف الشجر النخيلا
إن التمر غني بسكر العنب و الفاكهة و القصب ، و نسبتها 75 % ، و هو بذلك وقود من الدرجة الأولى . و ثبت أن جسم الإنسان لا يستغني عن المواد السكرية كمبعث للطاقة . و ينصح الأطباء بالإفطار على التمر امتثالاً لهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يقتصر على تمرات أو شيء من الماء ، يقوم بعد ذلك إلى الصلاة ليعود لتناول طعام خفيف . و لو امتـثلنا هذا الهـدي الحكيم لحقـقنا البعد الطبي في حديث رسول الله : (( صوموا تصحّوا )) . و من فوائد السكر الموجود في التمـر :
_ منح النشاط و الرشاقة ، و تنقية الرئة ، و تقوية البصر ، و حفظ الصحة .
_ تأخير مظاهر الشيخوخة و الحفاظ على جهــاز التنفس .
_ الوقاية من الوهن العام و أمراض الجلد ، و تقوية الذاكرة و الأعصاب .
_ منح السكينة و الهدوء : ( و هـزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا . فكلي و اشربي و قرّي عينا ) . مريم : 24- 25 .
__________________
عبدالباسط يوسف البياع
|