[أهل السنة]

بيان عن أحداث منطقة مبني مجلس الوزراء

لا أجد اليوم كلاما أقوله حتي أظل صادقا داخل نفسي لا أخسرها من أجل رضا الجمهور ، إلا عتابا صريحا ضخما ودودا لأنفسنا ، شبابا وائتلافات وجماعات واتحادات وأصحاب رأي ، فلقد تفرقوا – بعد وقفة الشعب الحاكمة الرائعة في أحداث 19 نوفمبر الماضي وما بعده – بعيدا عن المنهج الناصع الحاكم المحكم الذي أعلناه ودعونا إليه ولم نكن نري غيره سبيل نجاح وتفوق وحسم ولا زلنا نراه وندعو إليه واضحا غاية الوضوح وهاهو يعود ظاهرا أنه لا يزال الحل الوحيد الذي يحمل الحسم في قطع خطوة راسخة الأثر والنجاح .. لكن مع الأسف وبمجرد أن رأي بعضنا ما وفق الله إليه من عودة احتشاد الشعب وانبعاثه لحراسة مساره بعد أن كان الناس يفقدون كل أمل في أن يحدث ذلك من جديد نظرا لما جري من إضعاف لحركة الشعب علي مدي ثمانية أشهر ، فإذا من يطير عقله نحو مستهدفات شتي وتصرفات تستثمر الفرصة وكلمات تضعف كفاءة الخطوات .. وفي ظل هذا كله أضاع وضوح الخطوة الحقيقية التي كانت مستلزمة ولا تزال .. تحت تأثير استدعاء أحلام يُؤسف أن تبلغ درجة إضاعة المسار نفسه ...
كيف كان ذلك :فإنه بمجرد أن أصدرت السلطة القائمة إعلانها بتقديم تسليم السلطة للشعب وإجراء انتخابات الرئاسة سنة كاملة للأمام بل أكثر في خطوة تحققت بقدرة الله وحدة علي أثر الحراك بخطوة بالغة الأثر ، فقد أصدرتُ بعدها بربع الساعة فقط بيانا نُشر علي صفحات الفيس بوك وتويتر والصحف يوم 22 / 11 / 2011 أحدد فيه بكل دقة ما يجب أن تكون الخطوة القادمة عليه تحديدا ( لولا ذهاب آخرون كل مذهب اغتناما للفرصة بين رئاسة حكومة إنقاذ وتكوين مجلس رئاسي مدني وتكوين مجلس استشاري بل ودعوات للتراجع عما كان مما لم يتحقق منه شيء مطلقا إذ لم يكن كفء لذلك )

وذكرت في هذا البيان – 22 / 11 / 2011 – أنه لابد أن يكون الاحتشاد مرحليا علي خطوات محددة بالغة التحديد وهي :
1 – تعيين قاضي تحقيق من القضاة الذين وقفوا أمام الطغيان بشدة في أواخر عهد مبارك يتولي هو دون النيابة العامة التحقيق في المسؤولين عن ال*** والإصابة في أحداث 19 نوفمبر الماضي وما بعده .
2 – تعيين لجنة قضائية أو فيها عنصر سياسي مكونة من 3 أفراد للإشراف علي أوامر تحركات قوات الأمن وسلاحها كقوات مكافحة الشغب والأمن المركزي لا تتحرك إلا بتوقيعها حتي لا يظل السلاح بيد نفس ال***ة دون رقابة تحد من الإجرام .3 – تعيين لجنة بذات الصفة لتصفية مواقف المحكوم عليهم بأحكام عسكرية واستثنائية سواء من الضباط أو المدنيين فورا .
4 – تعيين لجنة بذات الصفة تشرف علي تجرد خطة الإذاعة والتلفزيون الحكومي وعدم كونها خاضعة لخطة تستهدف تلويث سمعة فئات الشعب .
5 – اشتراط أن يصدر أولا إعلان صريح من السلطة تقر فيه بأن حالة الطواريء قد انتهت بالفعل طبقا للنص الدستوري الصريح القائم وهو ما لم تقر به السلطة حتي الآن .
6 – إقرار السلطة بمنع إحالة أي قضية للقضاء العسكري خلال الفترة الانتقالية .. وأمور أخري حددتها في هذا البيان الذي صدر مساء 22 / 11 / 2011 وتمنيت يومها أن يظل الاتفاق منعقدا علي أنه كما كان بتوفيق من الله ساعتها لخطة آتت ثمرتها بفضل الله وحده فيظل السير معا نحو خطوات تكفل المزيد من الخطوات الثابتة الراسخة لرفع المحن وتحرير المسار لولا ما كان مما أوضحته الآن ببداية كلمتي هذه .. علي الأقل من مجلس استشاري ينشغل الآن بدراسة ما لا يدخل أصلا في اختصاص المجلس العسري الذي هو مجرد مستشار له ولا أدري كيف ينشغل بدراسة شيء لا يجوز أصلا أن يشرك به المجلس العسكري مثل طريقة اختيار أعضاء لجنة وضع الدستور مثلا .

واليوم إذا بأحداث منطقة مبني مجلس الوزراء تؤكد أن نفس هذه الخطوات التي طُرحت يوم 22 / 11 / 2011 الماضي هي بعينها تماما ما يتحتم ضمانه تجنبا لتوالي المحن ولذات الأسباب ومع غاية الإصرار بألا تُلمس أو تُمس الانتخابات البرلمانية وأنه لا بد أن تتم ..

فاليوم أرجو أن يستجيب - للاجتماع علي ذلك كله بفرعيه - من تفرقوا بالأمس وأن يفهموا حتي ما لا يمكن أن يُقال صراحة من خلفيات حتي لا يؤدي إلي تفرق وخلاف يؤدي إلي الإضرار بالمسار وإفشاله ..أرجوكم أن ندرك معني أن نجيد اختيار طريق نحكم له ضمانات النجاح وقطع خطوات راسخة وليس طريقا من الأحلام المطلقة التي لا تتحقق وتواجه فشلا بعد فشل لأنه يكون طريقا غير مجود لضمانات النجاح والتحقيق ، وياليت كل إخواني يفهمون ما أقول ،خاصة وأنه لم يبق أمامنا إلا 3 أسابيع يصبح لدينا بعدها مجلس نيابي يلتزم يومها بالقيام بدور وطني مقصود في الذود عن البلد وأمالها وخطواتها ومسارها .. اللهم فاشهد .أما المجلس العسكري ومجلسه الاستشاري فهل تظنون أن كل هذا الإيغال في ال*** والإصابة بل الإسراف وبلوغ الأعداد للمئات ثم المئات أمر سهل أن يسكت الناس عنه وهو يتكرر بهذا المعدل الرهيب !! .. انتبهوا فتلك أمور لن تمر .
محمد حازم صلاح أبو إسماعيل17 / 12 / 2011
المصدر..الصفحة الرسمية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل على الفيس بوك...