صورته فى السونار. تكبيرك فى أذنيه. ضمة أصابعه الصغيرة على سبابتك. أول كلمة (بابا) ينطقها. نزولك لتصويره صور المدرسة الـ4×6. قرف الدروس لكى يكون «أحسن منك». خوفك عند تأخره فى العودة من أول رحلة. تعللك الدائم بـ(الشغل) إذا طلب منك أن تلعب معه. حلمه بأن يصبح طبيبا. تعليماتك له وأنت تعلمه حلاقة الذقن. خناقات الثانوية العامة. رعبك من أن يكون «بيشرب سجاير من وراك». فخرك به فى أول يوم جامعة. احمرار وجهه بعد تلقيه أول مكالمة من زميلته. صيحاتك معه والأهلى يحرز هدفا. زهقك من فتحه للجرنان قبلك. عدم اقتناعك بالفتاة التى يريد خطبتها. تحذيرك له من النزول يومها. الصوت الغريب الذى يأتيك من موبايله، وهو يؤكد أنه فى المستشفى. تسلمك لجثته من المشرحة بعد جمعة الغضب. خروجك للميدان تنادى باسمه وتقبل صورته بين الحين والآخر. فخر الجميع بـ«أبو الشهيد». اشتياقك لحضنه ورائحته ويقينك أن ما ذهب لن يعود. ثم يخرج «اللى يسوى واللى ما يسواش» متهمين إياه بأنه بلطجى، وأنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم. تدرك أنك ستقابله فى مكان ملىء بنور على نور. بينما سيذهب الآخرون إلى أقذر وأحط مزابل التاريخ.. لا خير فينا إن نسينا شهداء التحرير وماسبيرو ومحمد محمود وكل شهداء مصر. (أعيد نشرها بتصرف.. لكى لا ننسى).