أطول مدة للحمل:
اختلف الفقهاء في المدة القصوى للحمل، فمنهم من رفعها إلى سبع سنين، ومنهم إلى خمس، وأربع وثلاث، ومنهم من خفضها إلى سنتين، ومنهم من قصرها على تسعة أشهر وهم الظاهرية.
أما أصحاب الآراء الأربعة الأولى فاستدلوا على صحة آرائهم بأقوال منقولة عن نساء سمعوا منهن، وبحديث منسوب إلى السيدة عائشة رضي الله عنها "لا يبقى الولد في رحم أمه أكثر من سنتين" ويقولون أن السيدة عائشة لا تقول بهذا الحديث من نفسها، إلا أن تكون قد سمعته من الرسول صلى اله عليه وسلم.
واستدل ابن حزم على صحة رأيه، بأن الجنين لا يمكن أن يبقى في رحم أمه أكثر من تسعة أشهر، ولا أقل من ستة، بقول الله سبحانه وتعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} البقرة (233) وقوله تعالى: { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} الأحقاف (15) فمن ادعى أن الحمل والفصال يزيد عن ثلاثين شهراً فقد خالف القرآن، وردّ كلام الله سبحانه.
أما القول الراجح فهو القول الثاني وهو ما يقوله الطب، حيث لا يزيد عن تسعة أشهرأو (280) يوماً، وقد يزيد عن ذلك في حالات غير طبيعية بحيث يصل الحمل إلى عشرة أشهر إذا أصاب المشيمة التي تغذي الجنين شيخوخة في الشهر التاسع، حيث تقل نسبة الأكسجين والغذاء المارين من المشيمة إلى الجنين فيموت، ولهذا يقوم الأطباء بتوليد المرأة بطرق صناعية إذا تجاوزت الشهر التاسع بأسبوع أو أسبوعين.
|