عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-12-2011, 06:58 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مسائل فقهيّة خلافية

التّيمّم:
اختلف الفقهاء في كيفية أدائه، فمنهم من قال بوجوب مسح الوجه والكفين بالتراب مرة واحدة، وهو رأي أتباع أحمد بن حنبل وجماعته ومن تبعوهم من الظاهريّة، ودليلهم حديث عمار بن ياسر الموجود في صحيح البخاري ومسلم.
ومنهم من قال بوجوب مسح الوجه واليدين إلى المرفقين بالتراب مرتين ومرة للوجه وهو رأي أتباع أبي حنيفة ومالك والشافعي وحجتهم في ذلك حديث نافع عن عبد الله بن عمر الموجود في مستدرك الحاكم.
والراجح هو قول الحنابلة لصحة الحديثين المرويين في البخاري ومسلم.
وجوب الحج:
اختلف الفقهاء في تفسير الآية الكريمة { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} آل عمران (97) هل يكون أداؤه على الفور أم على التراخي وهو قول الشافعية والأوزاعي وسفيان الثوري ومحمد بن الحسن، مستدلين على صحة قولهم بأن هذه الآية نزلت في السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنورة ولم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم بأداء الحج حتى السنة العاشرة من الهجرة مع أنه فتح (مكة) في السنة الثامنة للهجرة، وكلّف أبا بكر أن يحج في السنة التاسعة مع قدرته على الأداء في هذين العامين (الثامن والتاسع).
وذهب الفريق الثاني بوجوب الحج على الفور وهو قول أتباع أبي حنيفة وابن حنبل والظاهرية والمتأخرين من أتباع مالك والشافعي، ودليلهم على ذلك أن نزول فرض الحج كان متأخراً في السنة التاسعة أو العاشرة، بدليل أن صدر السورة نزل عام الوفود، عندما قدم وفد نصارى نجران على الرسول صلى الله عليه وسلم فصالحهم على أداء الجزية في عام غزوة تبوك، وفي هذا العام فسّر النبي معنى الآية بقوله: " من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً" كما رواه الإمام الترمذي، أما لماذا لم يحج الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا العام (التاسع) فلأن المشركين كانوا يحجون البيت ويطوفون حول الكعبة عراة، إلى أن نزلت الآيات الكريمة من سورة التوبة، والتي تنهى المشركين عن الاقتراب من البيت الحرام، والتي نادى بها أبو بكر في الناس في تلك السنة، فلما علمها الناس، صار الحج مناسباً للرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فحج في العام العاشر مباشرة.
أما الرأي الراجح فوجوب أداء هذه الفريضة على الفور إذا تحقق شرطا الاستطاعة وهما المال والصّحّة؛ وذلك لأن الإنسان لا يعلم الغيب، ولا يدري متى يموت والعبادات لا تؤجل، لأنه إن مات وهو مستطيع مات عاصياً.
__________________
رد مع اقتباس