هل برنامج الاخوان المسلمون برنامج اسلامى
- لقد استطاع حزب الحرية والعدالة وهو الحزب السياسى لجماعة الاخوان المسلمون أن يحقق نجاحا منقطع النظير فى الجولة الأولى للانتخابات المصرية بعد ثورة 25 يناير ، و هذا ليس بغريب أو غير متوقع ، حيث أنه هو الحزب الوحيد تقريبا فى مصر الذى لديه تنظيم عال ولديه كفاءات كثيرة متمرسة على العمل السياسى منذ فترات طويلة .
- ولكن السؤال الذى يطرح نفسه ، هل البرنامج الخاص بحزب الحرية والعدالة برنامج اسلامى أم برنامج دنيوى يشترك فيه مع بقية الأحزاب والتيارات المصرية العلمانية والليبرالية والاشتراكية .
فهناك مبادئ عامة لبرنامج حزب الحرية والعدالة منها :
- الإقرار بمدنية الدولة و التأكيد على أن الشعب المصرى هو مصدر السلطات .و يؤكد على أن المسلمين و المسيحيين متساوون فى الحقوق و الواجبات دون تمييز أو تفرقة ، بل يصل الى القول بأنه يقبل أن يتولى المسيحى رئاسة الدولة اذا كان هذا هو اختيار الشعب .
- يؤكد البرنامج على مبدأ تداول السلطة و احترام الحريات العامة و الشخصية و يرى أنها هبة من الله للانسان بصرف النظر عن لونه و جنسه و معتقده ، كما يؤكد على حرية العقيدة و حرية تشكيل الأحزاب و الصحف و الجمعيات و النقابات ، كما يؤكد على حق التظاهر و الاحتجاج السلمى
- يؤيد البرنامج ضرورة تدخل الدولة فى ضبط الاقتصاد بما يضمن عدالة توزيع الثروة القومية بشكل عادل ، كما يطالب بالغاء دعم الرأسمالية الكبرى و اتخاذ موقف حاسم ضد برنامج الخصخصة التى تسبب فى اهدار شركات القطاع العام .
- كما أنه يطالب بوقف التطبيع مع الكيان الصهيونى حيث أن هذا التطبيع لم يحقق لمصر شيئا سوى بعدها عن المحيط العربى و انصرافها عن القضية الفلسطينية و هى القضية المحورية العربية
- باختصار شديد فإن برنامج حزب الحرية والعدالة لايقدم مرجعية عقائدية فى برنامجه ، و لكنه يعتمد فى برنامجه على الواقع والمصلحة ، و هذا ليس عيبا فى البرنامج بل العكس هو شئ محمود .
- اذن السؤال لماذا الحديث باسم الاسلام وكأن الاسلام حكرا على تيار دون الآخر ، فهل هذا البرنامج يختلف كثيرا عن البرامج المقدمة من الأحزاب الأخرى ، و هل أوجه الاختلاف بينهم هو اختلاف فى العقيدة أم اختلاف فى الرؤى والحلول الواقعية .
- إذن فلنجعل معيار اختيارنا لمن نرشحه مرتبطا ببرنامجه وبمدى قدرة أصحابه على تحقيق هذا البرنامج دون متاجرة باسم الدين أو الادعاء بأن هذا تيار اسلامى والآخر غير اسلامى . و يظل السؤال هل سيلتزمون ببرنامجهم الذى وضعوه بعد فوزهم .