وصية شهيد
كنت أخذت على نفسى عهدا أن أموت شهيد
ودعوت ربى جماعة ووحيدا
بأن يحقق دعوتى ويلهمنى التوحيدا
فبعد أيام من الظلم والظلام
والقهر والاستعباد
فإذا بنور يخرج من الميدان
لينشر على مصر الأمان
ويبعث الأمل فى الإنسان
أنه لا هوان لا هوان لن نستعبد بعد ألان
لن نركع أو نهان سيحى فينا الإنسان
ويشرب من الموت جبان
سنهزم كل شيطان
سنسقى كل ظمآن
سنقتل كل سجان
************
فخرجت إلى الميدان
ليعلوا صوت الإنسان
فرأيت وجوه الشبان
امتلأت نور وإيمان
انه لا ظلم ولا طغيان
لا رشوة أو قربان
ولكن هل يسكت السجان ؟
هل يسلم للميدان ؟
أو يترك الميدان ؟
هل يعترف بالإنسان ؟
لا بل استصغر الإنسان
ونادى بأنه الأقوى
وبيده الشفاعة العظمى
وبدونه كلنا سيشقى
وأن وريثه سوف يبقى
وجمعكم كله سيفنى
وسأبقى أنا الأعلى
*****
أمر بأن تفرق الجموع
ويهدر الحق المشروع
ويقتل فينا الخشوع
وتأخذ منا الدروع
ونعود إلى الخنوع
والسجن لكل متبوع
وتطفئ كل الشموع
********
ولكن يأمى نسى أنه الطوفان
ولا عودة إلى الطغيان
ولابد من كسر القطبان
فأمر بضرب الرصاص
حتى تكتم الأنفاس
ويكون له الخلاص
لا تبكى على يأمى إن مت شهيدا
ستجدني معك فى نسيم الحرية
فى شربة ماء هنية
فى رغيف خبز أو عيشة سوية
فى ضحكة طفل أو لهو صبية
فى صوت آذان أو جرس كنيسة
فى مدرسة أو كلية تعلم ابني الإيمان والحرية
فى رئيس يعترف بالإنسانية
يشرك كل الأحزاب ويبعد البلطجية
فى وزير يخاف من المسئولية
فى إعلام بعيد عن الفرية
فى مسئول ينحى المحسوبية
فى موظف تكفيه النقدية
فى شرطى يعترف بالآدمية
************
لا تبكى يأمى وابلغي ابني السلام
ألا تسكت أو تهان
أو تعترف بالطغيان
فإما العزة أو النسيان
فروحك بيد الرحمن
فروحك بيد الرحمن
شعر فرحات محمد فرحات خليفة
معلم أول لغة عربية – م الكبرى –قلين – كفر الشيخ – مصر
كتبت هذه القصيدة فى 9-4-2011م الساعة السادسة صباحا
|