[عبدالباسط يوسف محمد البياع]

الإرتقاء بالرأي
كم أتمنى أن نرتقي بأنفسنا إلى مرحلة الحوار الخلاق ، بحيث نؤكد للجميع وللوزير أنه بإمكاننا أن نفعل الكثير ، لكننا نعلم ما تمر به مصر هذه الأيام من صعوبات ، يجب أن نعرفها ونعلمها جميعا ، ولذلك سوف نصبر كما صبرنا كل الأعوام السابقة ، لفترة يحددها السيد الزوير ، يستطيع فيها أن يرد لنا قيمة المعلم ، وليعلم أننا نعلم أنه في الدول الأوربية على سبيل المثال لا الحصر ، طالب القضاء بوقفة احتجاجية أن يتساووا بالمدرسين ، في الحقوق والواجبات ، فكان الرد كما يعلم الغالبية إن لم يكن الجميع :
كيف تطلبون المساواة بمن علمكم وأوصلكم إلى ما أنتم فيه ، إنه لا يمكن أن يصل أي إنسان إلى المعلم ، مع العلم بما عليه القضاء من احترام و...... في الخارج .
فنحن كمعلمين كل الأجيال لا يليق بنا أبدا أن نسير مع المسيرات الفئوية التي تطالب بحقوق كانت ضائعة لفترة تعلمونها في أيام بسيطة ويطالبون بتحقيقها فورا . فضع نفسك مكان الدولة ، ودخلك كبير جدا يتراوح مثلا على ما يمكن أن نحلم به ( 10000 ) جنيه كمعلم ابن السعودية ، ولديك أبناء كثر ، منهم من يسرق 4000 جنيه لأغراض شخصية ، وآخر 3000 المخدرات ، وآخر 2000 جنيه للهلس ، والرابع والخامس تعطيهم أنت 500جنيه يقسمانه عليهما ، ومطالب أنت بالانفاق على الزوجة وباقي الأولاد الصغار ،

وفجأة حدثت لك ظروف ، وطالبت كل الزوجات الاستقلال ، فكيف تتصرف ولديك هذا الدخل الذي يقل لظروف تقاعدك الآن على الأقل ولمدة سنة تقريبا فترفع منك الحوافز التي تقدر ب ( 3000 ) جنيه مثلا .
بالله عليك لديك 7 أولاد وزوجة . ولا ننسى أن هناك زوجات أخريات ولكل زوجة أولاد ( وأقصد جميع الوزارات ) طبعا أنتم تفهمون قصدي ،

بالله عليك ماذا تفعل ؟

أكيد الموضوع يحتاج إلى صبر ، حتى تأخذ عافيتك ، وتنهض من كبوتك ، وتبدأ في العمل بكل قوة حتى تزيد من دخلك ، وبالتالي تستطيع أن توفر لكل زوجة ما يخصها هي وأبنائها . وتقلل من دخل الكبراء من الأبناء ، وتكون حريصا عليهم وعلى أفعالهم ، وتراقبهم ، ولا تترك مرتبك للنهب ، بل ستقوم بتوزيعه بالعدل ،((( كل على قدر عمله ))) ، وكنت أتمنى أن أتحدث كثيرا عن الجزئية الأخيرة .

وأقصد بذلك طبعا الظروف التي تمر بها البلد هذه الأيام
وما دام هناك ديمقراطية في الحوار الذي أسعد به ، فما رأيكم ألا نقارن أنفسنا بغيرنا ، ولكن علينا أن نحاول تحليل مرتباتنا بالذهاب إلى المدارس كل يوم على مدار السنة ، عدا السبعة أيام العارضة .
وأن نشرح بما يرضي الله في الفصول ، وأن نمتنع عن الدروس الخصوصية ، ولا نقبل أي طالب ، ونحاول شرح ما يعجز عن فهمه في الفصل كما كنا في تعليمنا ، ونصمم على ذلك ، ومن يجد في نفسه القدرة على ذلك ، فله الحق في المناداة برفع مرتبه ، وبالله على الجميع أن يصدقوا مع أنفسهم ، كم في المائة يمكن له ذلك .
ليس معنى هذا أن نسكت عن حقوقنا المشروعة ، وقد سمعت أحد الشيوخ يقول :
ما دام الإنسان ارتضى بأجر معين ، ووافق عليه ، ولم يعجبه الآن هذا الأجر فله أن يستقيل ويرفض هذا العمل ويبحث عن غيره ، والحرمانية تأتي هنا من إرغامك لصاحب العمل وهو هنا المؤسسة التربوية أن يزيد أجرك وإلا عطلت العمل .
ونسي أو تناسى أن صاحب العمل هذا ظلمني أكثر من 30 سنة ، والأهم أن صاحب العمل رفع أجر بعض العمال ووقف عندي أنا كمعلم . والآن أسأل الشيخ :
هل لصاحب العمل أن يرفع أجور البعض وترك البعض ؟
وأنا في البداية كنت ضد الإضرابات ، ولكن على أمل كلام الوزير ، وظننت أن كل رجل مناسب وُضع في المكان المناسب ، ولكن هذا لم يحدث ، والدليل سأكتبه الآن في مقالة ثانية ، حتى لا تطول هذه ، وأعتذر عن إطالتها .