عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 17-09-2011, 12:28 PM
الصورة الرمزية أحمد عبد العال عز
أحمد عبد العال عز أحمد عبد العال عز غير متواجد حالياً
عضو قدير وعضو مثالى 2011
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 546
معدل تقييم المستوى: 17
أحمد عبد العال عز is on a distinguished road
افتراضي موضوع للمناقشة

اللغة العربية إلى أين ..؟!
اللغة العربية التي وسعت كلام الله هل تضيق اليوم أمام هذا التقدم العلمي حتى صارت لغة التعامل بين المثقفين هي اللغة الأجنبية ؟ إنه لشيء مؤلم لكل إنسان عربي أن يرى لغته تتوارى خلف اللغات الأوربية ..
أتذكر حافظ إبراهيم وهو يقول على لسان اللغة العربية ( في زمنه )

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

** نعم فاللغة العربية تشبه بحرا عميقا مليئا بالأسرار ، لا ينال منه المرء شيئا إلا ببذل الجهد ، وعلى قدر غوصه في أعماقه يكون نصيبه من دراته ، وكذلك اللغة العربية ، أسرارها لا تنتهي ، وعجائبها لا تنقضي ، وغواصو اللغة العربية متفاوتو القدرة في استخراج كنوزها ، فمنهم أصحاب العلم العميق بأسرارها ، وهؤلاء هم الأدباء والشعراء والمفكرون ، ومنهم العاشقون لها ، وإنهم بها لمتمسكون وهم عن سلامتها مدافعون ، ومنهم من لا يجيدون السبح في بحارها ويتجنبون الغوص في أعماقها فيكتفون منها بقشورها ؛ ليتمكنوا من التحدث مع أصدقائهم . وتفاوت الغواصين في بحر اللغة يكشف عن بعض أسرارها .
**ولا شك أن القرآن الكريم قد حمل أسرار اللغة العربية وكشف لنا عن بلاغتها بأسلوب راق ؛ ولذلك عني به المفسرون والبلغاء وعلماء اللغة، وتنوعت تفاسيرهم ،وتعددت آراءهم وأدلى كل منهم بدلوه في مجال تخصصه ، كل على قدر همته وغوصه في علوم اللغة والدين ، فكان القرآن الكريم منبع التشريع والبلاغة والنحو والفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع وازدهرت الحياة العلمية والثقافية وقاد المسلمون العالم وأوروبا كانت غارقة في ظلمات الجهل
** نعم يا حافظ كم عز أقوام بعز لغات !
اللغة العربية ليست وسيلة للتخاطب فقط ولكنها رابط - كالدين - يربط بين الشعوب الناطقة بها ، هي تراث أمة وتاريخ أجداد وهوية شعوب وفكر ناطق بسبق العرب والمسلمين في كل المجالات

** واليوم .. إلى أين ؟

واقعنا اللغوي جسده حافظ في بيته :

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

أتصفح اليوم الصحف العربية - وخاصة المصرية - فأجد العديد من الأخطاء النحوية أو الإملائية .. بل أجد الجمع بين العامية والفصحى .. بل أجد - وهنا الخطورة - بعض الصحف تستعمل العامية المطلقة .. وفي مجال الفضائيات والقنوات الفضائية - خاصة المصرية - نجد المذيع أو المحاور في نشرات الأخبار والندوات الثقافية والبرامج الحوارية يستخدم العامية في صياغة الأسئلة الموجهة إلى الضيف ، وكذلك الضيف
أجد اليوم أن مفردات اللغة التي يستعملها المثقفون يغلب عليها اللفظ الأجنبي ( مثلا : مصطلحات الحواسب والجوال والطب والأطعمة والملابس والأدوات المستخدمة في الطعام والشراب وغيرها )
ما السبب ؟
1- إهمالنا للغتنا القومية في المدارس والجامعات وانتشار التعليم الأجنبي ( باللغة الأجنبية ) في البلاد العربية
2- التخلف العلمي وسبق الغرب في الاكتشافات والاختراعات ووضع أسماء لهذه الاختراعات بلغتهم وعجز المجامع العربية عن مواكبة هذا الكم الهائل من الألفاظ وتعربيها وتأخرهم في هذا التعريب فيسري اللفظ الأجنبي ويستعمل ويصير مألوفا للجميع
3- ندرة البرامج التي تعنى باللغة والأدب والشعر عنايتها بفن الطبخ والهزل والسخف الذي يضحك الناس ويشغلهم عن مستقبلهم
4- لم تعد اللغة العربية هي لغة سوق العمل .. انظر إلى إعلان ما عن مسابقة لشغل وظيفة تجد أن الشرط الأول هو أن يجيد إتقان اللغة أو اللغات الأجنبية .. هل رأيتم إعلانا يشترط في المتسابق أن يكون متقنا للغة العربية ؟
5- أسماء المحال التجارية أو الشركات الصناعية معظمها أسماء أجنبية
6- إعلانات الشركات والسلع سواء أكانت مكتوبة أو منطوقة في الصحف أو الفضائيات أغلبها بالعامية - وكأنها دعوة إلى استخدام العامية - وكأن هذه الشركات مأجورة لنشر العامية
7-لغة التخاطب في البرامج الحوارية في الفضائيات تغلب عليها العامية
8- عجز المجامع اللغوية عن ملاحقة التقدم العلمي وأسماء المختراعات العلمية المتلاحقة والسعي إلى تعريبها فيسري اللفظ الأجنبي بين الجماهير ويصير مألوفا
9- التخلف العلمي الذي تمر به الأمة .. فالاكتشافات والاختراعات تتم على أيدي الأجانب غالبا ولذلك يضعون لها ألفاظا أجنبية فنضطر إلى التعريب أو الاشتقاق فإن عجزنا استعملنا اللفظ كما هو
10- اللغة العربية تؤخذ مشافهة .. والقدوة غير موجودة ( سواء أكان في الإعلام أم في المدارس والجامعات )
وأخيرا .. هل نحن في حاجة إلى ثورة لكي نعيد للغة مجدها السابق ؟

أطرح الموضوع للمناقشة .. وللمشاركة يمكن الدخول على الموضوع المثبت ( غيرة على اللغة العربية الفصحى )

أحمد عبد العال عز
رد مع اقتباس