[هويدااحمد76]

[إذا المرء لم يعتق من المـال نفسه تملكه المال الذي هو مالكـه

ألا إن مالي الذي أنـا منفــق وليس لي المال الذي أنا تاركه

إذا كنت ذا مـال فبادر به الذي يحق وإلا استـهلكته مهالكه

ألا إنما الـــدنيا غضارة أيكة إذا اخضر منها جانـب جف جانب

هي الدار ما الآمــال إلا فجائع عليها ولا اللـذات إلا مصــائب

فلا تكتحل عيناك فيهــا بعبرة على ذاهب منها فإنـك ذاهــب

وأقسم ما الدنيا بدار إقامة وما هي إلا مثل بعض المنازل
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها فهل سمعت بظل غير منتقل

كن كيف شئت فقصرك المـو ت لا مـرحل عنه ولا فوت

بينا غنى بيـت وبـهـجتـه زال الغنى وتقوض البيــت

أتيت القبور فنـاديـتهن أين المعظـم والمحتقــر

وأين المذل بســـلطانه وأين المزكى إذا مـا افتخر

تفانوا جميعا فمـــا مخبر وماتوا جميعا ومـات الخبر

تروح وتغدو بنات الثـرى وتمحى محاسن تلك الصور

فيا سائلي عن أناس مضـوا أما لك فيما ترى معتــبر

أين أهل الديـار من قوم نوح ثم عـــاد من بعدها وثمود

بينما هم على الأسرة والأنمـا ط أفـضت إلى التراب الخدود

وصحيح أمسـى يعود مريضا وهـو أدنى للموت فيمن يعود

ثم لم ينقــض الحديث ولكن بعد هذا كــله وذاك الوعيد
بادر إلى التوبة الخلصــاء مجتهدا والموت ويحك لم يمدد إليـك يدا

وارقـب من الله وعدا ليس مخلفه لا بـد والله من إنجاز ما وعـدا
إذا اختط قوم خطــة لمدينة تقاضتهم أضعافها للمقابر
وفي ذاك ما ينهاهم أن يشيدوا وأن يقتنوا إلا كزاد المسافر


ويل لمن لم يرحـــم الله ومن تكــون النار مثواه

واغفلتاه من كل يوم مضى يذكرني المــوت وأنساه

من طال في الدنيا به عمره وعاش فالمــوت قصاراه

كأنه قد قــيل في مجلس قد كنت آتيــه وأغشاه

محمد صـــار إلى ربه يرحمنــا الله وإيــاه

أقـسمت بالله لرضخ النـوى وشرب ماء الأعـين المالحـة

أعز للإنسـان من فقـــره ومن سؤال الأوجـه الكالحة

فاستشعر اليأس تكــن ذا غنى وترجعن بالصفقـة الرابحـة

فاليأس عز والتقـى ســؤدد وشهوة النفس لها فاضحـة
من كانت الدنيا به بــــرة فإنها يوما لـــه ذابـحة
كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابها