زفة أبو الريش
لجأ البسطاء من الناس إلى عادة غريبة من أجل حماية أطفالهم ووقايتهم من الشرور وإطالة أعمارهم، وهي زفة أبو الريش، وأبو الريش هو أحد أولياء الله الصالحين المدفونين في مصر، تبدأ الزفة بجلوس الطفل المقصود في وضع معكوس على حمار أسود بعد أن يلبس تاجا من الريش، ويسير وراءه الأطفال في الشوارع ويرددون "يا أبو الريش إن شا الله تعيش".
انتشر بين الفلاحات الوشم كنوع من أنواع الزينة ومكملات الجمال، وكان يتم عن طريق سبع إبر موثوقة ببعضها لوخز الجلد بالشكل المطلوب التي ترسم فوق الذقن أو اليدين والقدمين، ويعكس الوشم صورا من البيئة الطبيعية تعبر عن التفاؤل أو صور تضفي الجمال. وبعد عملية الوخز يوضع بعض الدخان الأسود من خشب محروق فوق الجلد، وبعد أسبوع قبل اندمال الجرح يتم وضع عجينة عبارة عن خليط من أوراق البرسيم المسحوقة فتضفي لونا أزرقا ضاربا للخضرة، وأحيانا يتم وضع بعض الصبغة الزرقاء. وفي صعيد مصر كانت الفلاحات مغرمات بوشم شفاههن فقط فينقلب لونها إلى الأزرق ويطلق على هذا الوشم اسم "الدك"، وقد ظل الوشم منتشرا حتى بداية القرن العشرين.
هناك العديد من العادات التي كانت ترتبط بالتفاؤل والتشاؤم، ومنها شراء اللبن في أول ليلة من ليالي السنة الهجرية ليكون العام الجديد خير وسعادة، كما اعتادوا وضع حجر أو قليل من الملح في الغربال عند إعارته للجيران لدرء الشر.
كما اعتقدوا أن شهر سبتمبر من الشهور التي تجلب النكد فكانوا لا يضعون فيه أساسا لبناء ويكرهون التجارة فيه. كذلك كانوا يتفاءلون بالتغيير في شهر أكتوبر وهو الشهر الذي تنخفض فيه درجات الحرارة استعدادا لموسم الشتاء فيقومون بتفصيل الملابس الجديدة، ويعتقدون أن عدم بلاء الثوب القديم في هذا الشهر يعني وفاة صاحبه، أما في شهر نوفمبر فكان التغيير غير مطلوب فلا يستحب فيه تفصيل الملابس الجديدة أو لبسها.
الموت هو الحدث الأكبر في حياة الإنسان، وقديما عند وفاة رب الأسرة كانت النساء يقلبن السجاجيد والوسائد ويتركن شعورهن طوال فترة الحداد منسدلة، ويتم استئجار ندابات للبكاء على الميت مستخدمات الدفوف مع ترديد محاسنه، وتقوم النساء بشق الجيوب مع تغطية رءوسهن وصدورهن بالوحل، وكلها بدع نهى عنها الإسلام الحنيف.