عرض مشاركة واحدة
  #789  
قديم 21-07-2011, 07:45 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الاستغفار جلاء للقلب من الذنوب

۞ وجوب سرعة الاستغفار:


عندما يعصي العبد ربه أو يذنب ذنبا، يجب عليه سرعة الاستغفار، ولقد أمرنا الله عز وجل بذلك فقال: " وَسَـــارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِـينَ الْغَـيْظَ وَالْعَافِــنَ عَــنِ النّـَاسِ وَاللَّهُ يُحِــبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَــاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَـــرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلـُوا وَهُــمْ يَعْلَــمُونَ أُولَئِــــكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَـا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" (آل عمران: 133 136).

وعندما أخطئت زوجة العزيز بعد ما حصحص الحق قال الله عز وجل:" يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ" (يوسف:29).

ومن صفات المتقين الاستغفار، ولقد ورد هذا في قول الله تبارك وتعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا tقَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الذاريات:15-18).

ولقد ورد في الحديث القدسي إن الله تبارك وتعالى قال: " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).

ولقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" (رواه البخاري).

۞ آداب دعاء الاستغفار:

الاستغفار دعاء إلى الله بالتذلل والتضرع والاستسلام بالعفو والرجاء منه الهداية والاستقامة والسير في الطريق المستقيم وعدم الانحراف ومخالفة ما نهى الله عنه.
وللستغفار آداب يجب أن يعلمها الأخ المسلم حتى يغفر الله ذنوبه ويستجيب لدعائه من أهمها ما يلي:

۞ استشعار المعاصي والذنوب وعدم تحقيرها والاستهانة بها بل يجب تضخيمها والاستغاثة بالله بالدعاء: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، فالمؤمن ينظر إلى ذنوبه وكأنها في حجم جبل، فعن ابن مسعود قال: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا: (طرده) " (متفق عليه).

۞ عدم التعلل والبحث عن المعاذير، والفهم الخاطىء أن ارتكاب الذنوب والمعاصي من قدر الله لأن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر، فما أصابك من سيئة فمن نفسك يقول ابن القيم [من ادعى أن كان قدرا مقدروا عليه، فلم يستطع دفعه، فهو ظالم لنفسه كفور جحود] وفي هذا المقام يقول الله عز وجل عن الضالين: "وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ" (الأعراف: 28،29).

۞ استشعار بقدرة الله عز وجل ولا مفر من الله إلا إليه إنه عز وجل غفار الذنوب فهو القائل: " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (آل عمران: 132).
__________________
رد مع اقتباس