خطة الاستعمار فى الجنوب
متى بدأت ؟
دخل الاحتلال الانجليزى السودان فى عام 1899
ومنذ خطى الاحتلال خطواته الاولى فى السودان بدأ ينظم أمور السودان بشكل يرسخ للاستعمار لفترة طويلة يظهر اثرها بعد الانسحاب
وطبقا لطبيعة الشمال السودانى ذو الأغلبية المسلمة والجنوب ذو الأغلبية الوثنية
من هنا بدأت خطة تقسيم السودان وفصل شماله عن جنوبه
انظروا للدهاء الاستعمار وسمومه الشيطانية الدنيئة
هم فى الاساس يحتلون البلد
ولكنهم يسعون لتكريس احتلال داخل احتلال بتقسيم البلاد الى جزئين كل له ادارته ومؤسساته
قام الاحتلال بإقامة اسلاك شائكة حول الجنوب وأطلقوا عليها اسم
مناطق معزولة
فعينوا لها حاكم إدارى تحت سلطة الاحتلال لا يسمح بدخول السودانيين من الشمال إلا بتصريح
وبدأوا يقلصوا من أعداد المسلمين فى الجنوب بترحيلهم إلى الشمال
وفى ايام الوحدة بين مصر والسودان تحت حكم الخديوى كان لمصر قوات فى الجنوب قامت سلطات الاحتلال بترحيل المسلمين من الجيش المصرى المسلم وعينوا بدلا منهم أفرادا من الاقباط وبالمثل منعوا التجار المسلمين من التوجه إلى الجنوب وسمحوا للتجار الأقباط من شمال السودان وجنوب مصر
ثم بدأوا باللغة وانتبهوا جيدا لما حدث !!
تعد العربية هى اللغة الأولى فى السودان كله
قرر الاحتلال أن تكون العربية هى لغة الشمال والإنجليزية هى لغة الجنوب
ولم يكتفوا بذلك
بل قاموا على تشجيع اللهجات المحلية بين القبائل المنتشرة فى الجنوب لدرجة أن انجلترا بدأت فى طبع كتب تعليمية باللهجات المحلية
بدأت تعطى شكلا للجنوب السودانى يختلف تماما عن الشمال
فصل كامل
" عنصرى , دينى , عرقى , جغرافى "
واستقلت السودان فى 1956 ولكن لم يحل الاستقلال شيئا
فقد خرج الاستعمار بعد أن رسخ لسياسة الفصل وتبعات ذلك من صراعات وعنف
وهذا ما حدث تماما
.
.
.
.
قبل خروج الاستعمار بعام واحد
فى 1955
بدأ الصراع المسلح بين الشمال والجنوب
حتى عام 1972
17 عاما متصلا من الشقاق والصراع والقتال
حيث تم فصل الجيش السودانى وتأسست حركة شعبية فى الجنوب قوامها غير مسلمين " وثنيون ونصارى " ولها دعم قوى من الخارج
كانت هناك فترات سلام وهدنة حوالى عشر سنوات ثم تجدد الصراع عام 1983
حتى عام 2005
سنوات طويلة جدا خلفت ورائها ما يقرب من 2 مليون قتيل
سواء
قتلى حرب
أو قتلى مجاعات
أو مشردين
وسادات البطالة وتخلف الشعب تعليميا واقتصاديا !!
" 61% من الشعب السودانى لا يقرأ ولا يكتب "
فى فترة حكم جعفر النميرى الذى تولى السلطة فى فترة انقلاب فى الفترة من
" 1969 _1985 "
ظهر التوجه الاسلامى للسودان
وبالفعل تم عمل قوانين لتطبيق الشريعة الاسلامية عام 1983 مما أثار حفيظة الغرب وتزامن ذلك مع فك الجنوب الى 3 أقاليم وفى نفس العام ظهر البترول فى الجنوب
فاشتدت الأزمة ولم يستطع النميرى احتواء الجنوبيين بل كان التمرد هو سيد الموقف خاصة مع تدخل امريكا التى سعت من خلال علاقاتها مع النميرى أن تحثه على تحجيم امتداد الروح الاسلامية فى ربوع السودان حتى لا تصل إلى الجنوب ومنها إلى أفريقيا
ومع ظهور البترول دخلت أمريكا بثقلها للتنقيب عن البترول وبدأ يحدث نوع من الاحتواء الامريكى لقضية السودان
لولا الانقلاب على النميرى عام 1985
حيث بدأت الامور تسير على عكس ما خططت له أمريكا
وتسير فى اتجاه اسلامى صرف بدأت تظهر ملامحه جليه فى الانقلاب الذى جلب عمر البشير الى السلطة فى 1989
قدمت أمريكا معونات كبيرة للسودان " ادوية واموال وغذاء "
حتى يكون ولاء حكامها الاول لأمريكا
تلك المعونات لا تقدم لوجه الله
بل تكون بفوائد أو بشروط تملى مقابل ذلك
ومع تراكم الديون على السودان وفشل السودان فى سداد ما عليها من ديون اخذتها بالربا من أمريكا
كانت النتيجة
أن أوقفت امريكا المعونات فجأة
واوقفت التنقيب عن البترول فى الجنوب
على أمل أن تخسر كل مشاريع البترول فى الجنوب
مما أوقع الحكومة السودانية فى أزمة كبيرة
وبالفعل تعطل الامر نسبيا وبدأت أمريكا تخاطب العالم كله ألا يساعد السودان فى مشكلة البترول
ولكن
قامت السودات بالاستعانة بشركات صينية وهندية وماليزية
وبدأت تصدر البترول للخارج 1997
وتحسرت أمريكا لذلك
فما كان منها الا ان قامت بضرب مصنع الشفاء فى الجنوب عام 1998
بحجة أنه مملوك لاسامة بن لادن ومخبأ للأسلحة الكيماوية !!
ومع ارتفاع حدة التوتر
تدخلت أمريكا مرة أخرى على طاولة المفاوضات الجارية بين الشمال والجنوب
وعينها على الجنوب
!!