حسن الخلق من مقتضيات الإيمان، فهل عرفتم أو أردتم التعرف على تفاصيل أحكام الإيمان، وأحكام ما يقتضيه الإيمان ؟ إذن فأنت في طريق الإيمان وأنتم من يُطلَق عليكم وتستحقون لقب وصفة مؤمن، وإلا فلا، مُصَلٍّ ويكذب بغضّ النظر عن حجم الكذبة، صغيرة كانت أو كبيرة، المهم أنه خَدَشَ إيمانه كما تبطل الصلاة بقليلٍ من الأفعال المنافية للصلاة، فإن الإيمان يبطل وإن الصدق يبطل أيضاً بقليلٍ من الكذب، كما أن الماء ينجس بقليلٍ من النجاسة فإن الصدق يبطل بقليلٍ من الكذب، سأقول لكم قولاً وجدته للفضيل بن عياض: "لأن يصحبني فاسقٌ حسن الخلق أحبُّ إليَّ من أن يصحبني عابدٌ سيء الخلق". عابدٌ قام بمقتضيات الإسلام لكنه لم يقم بمقتضيات الإيمان، وذاك الفاسق لم يقم بمقتضيات الإسلام، لكنه قام بمقتضيات الإيمان، فإن الفُضيل يقول: لأن يصحبني هذا الذي قام بمقتضيات الإيمان أحب إليَّ، ونحن نطالب المسلم بكلا الأمرين، لكننا تكلمنا كثيراً عن مقتضيات الإسلام وأحكامها الفقهية ولم نتكلم إلا القليل القليلَ على سبيل القصة والخبر لا أكثر ولا أقل، عن مقتضيات الإيمان وأحكامها الشرعية التكليفية، أنت مأمورٌ بالصلاة، لكنك مأمورٌ بالصدق أكثر كما تشعر بفريضة الصلاة وعندما ترى إنساناً لا يصلي تقول عن هذا بأنه ترك ركناً من أركان الإسلام، فإذا ما رأيت إنساناً يكذب فقل عنه وعن نفسك إن كنت ذلك الشخص لقد ترك ركناً من أركان الإيمان، وإذا ما ترك الإنسان ركناً من أركان الإيمان انهارَ الإيمان وانهيار الإيمان أخطر عليك من انهيار الإسلام.