إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغض ....إنه أفئدة تهوى وتأبى هتك عرض
وجفون حذرات تلمح الحسن فتغضي .....إنني اكره حبا يجعل الفسق شعارا
يجعل اللذة قصدا ويجعل العفة عار.... أعلن الحرب على أصحابه ليلا ونهارا
الحب إخلاص ....وصفاء ونقاء ....الحب عهد ورسالة ومبدأ .....الحب ماء الحياة....بل هو سر الحياة ...الحب لذة الروح .بل هو روح الوجود وبالحب تصفو الحياة وتشفق النفس ويرقص القلب وبالحب تغفر الزلات وتقال العثرات وتشهر الحسنات
ولولا الحب ما التف الغصن على الغصن ولا عطف الظبي على الظبية وما بكى الغمام لجذب الأرض ولا ضحكت الأرض لزهر الربيع ولا كانت الحياة ويوم ينتهي الحب تضيق النفوس ويكون البغض والمشاحنة والمشاكل ويوم ينتهي الحب تذبل الأزهار وتظلم الأنوار وتقصر الأعمار وتجدب الرياض وتفشو الأمراض ويوم ينتهي الحب تطلق النحلة الزهرة ويهجر العصفور الروض ويغادر الحمام الغدير وأما البحر ففيه أسرار وأفكار وفيه الآم وأحلام وإن كان للبحر ساحل فأن بحر الحب لا ساحل له فالحب الصادق لا ساحل له ليس له نهاية
و من العرف الفاسق انه إذا أتطلق لفظ الحب انصرف إلى العشق والتغزل إلى النساء الأجنبيات وهناك أْناس افسدوا البحر والحب
افسدوا البحر بالتعري والسفور والخمور
وافسدوا الحب بالمسلسلات والأفلام والغناء والمجون
الحب في العصر الحديث كسلعة ......... معروضة في ابشع الأسواق
يتندر العشاق فيه ببعضهم ......... ويقاطعون مكارم الأخلاق
ويمهدون له بكل عبارة .......... مأخوذة من دفتر الفساق
كسروا براءته وطافوا حولها ........ يستهزئون بطهرها المهراق
وتعلقوا بغناء كل غريقة ........... في لهوها مصبوغة الأشداق
تبكي وتضحك وهي اكذب ضاحك ........... باك واصدق عابث أفاق
الحب في العصر الحديث رواية ............. ممسوخة عرضت على الأطباق
اتركوا عنكم هذا الحب المستورد هذا الحب القادم من بلاد الكفر وهم من صار الحب عندهم خيانة وعشق ومجون وجنون باللذة العابرة.. فهاهي بلاد المسلمين تتعرض كل ليلة للقصف الجنسي من بلاد الغرب الكافر والذي يعيش جنونا جنسيا محموما حتى اصبح الحب والعشق الغرام من الأدواء التي انتشرت في مجتمعاتنا و أصبحت من أهم القضايا التي تروجها وسائل الإعلام فلا يعرض فلم إلا ويتحدث عن العشق والحب ولا تكتب رواية إلا عن الحب ولا تنظم قصيدة إلا في العشق ولا تطرح إلا هموم العشاق ومشاكلهم وكأنه هي قضية الأمة الأولى والأخيرة وكأن المسلم لا هم له إلا الجنس والشهوة نسي أو تناسى هؤلاء أن الله عز وجل جعل هذه الغريزة في النفوس لأهداف سامية وغايات عظيمة وجعل لها آداب شرعية وأحكام فقهية نعيش في جنة الدنيا، السعادة الحقيقية والحب الصادق المبني على العفة والاحتشام بعيداً عن الفحش وبذاءة الإعلام فالحب تضحية وعطاء وليس مجرد غزل وإدعاء
حب إذا مسته كف الخنا ......... فقد غدا ضربا من العهر
هل يكون الحب ذا قيمة .......... إذا خلا من لذة الطهر
وإذا ذكر الحب ذكر قيس وليلى وقيس ولبنى وجميل وبثينة وكثير وعزه وعروة وعفراء وعنترة وعبلة ولكن كم بين حب وحب فالرابط بين هؤلاء رابط عاطفي ارضي شهواني
الحب الحقيقي بين زوجين الرابط بينهما رابط شرعي سماوي رباني
فحب الزوج لزوجه قربة وطاعة وحب نافع به تحصل المقاصد التي من اجلها شرع الله النكاح من غض للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله ولهذا يحمد هذا الحب عند الله وعند الناس وأما المجنون فلا يعرف إلا ليلاه.. يحيا لها ويموت من اجلها والعياذ بالله اكبر همه أن تعطف عليه بنظرة أو تجود له ببسمة فشتان بين حب الزوج لزوجه وبين حب المجنون لليلاه.. فالحب الذي يربط بين الزوجين ليس أوراق ملونة ومعطرة كما يتوهم بعض المراهقين إنه بيت وأولاد وتبعات وهدف سامي بل أن الزواج بحلوه ومره اجمل مما يرسمه خيال بعض الحالمين
والحب الذي اكتب عنه هو المودة بين الزوجين والتي اخبر الله عنها قال(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والمودة هي المحبة قال ابن عباس المودة هي حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء وقال ابن كثير :وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة
|