المسرحية
* مفهوم المسرحية ( تعريفها )
المسرحية قصة تمثيلية تعرض فكرة أو موضوعاً أو موقفاً من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة ، وعن طريق الصراع بينها يتطور الموقف المعروض حتى يبلغ قمة التعقيد ليفضي إلى انفراج ذلك التعقيد وليصل إلى الحل المطلوب.
* هيكل المسرحية :-
المسرحية كالكائن الحي وهيكلها العام يتكون من ثلاثة أجزاء:العرض والتعقيد والحل.
* أسس بناء المسرحية
(أ) الفكرة :
كل مسرحية تنهض بفكرة يحاول الكاتب أن يبرهن عليها
(يثبتها) بالأحداث والأشخاص لتجسيمها.
وقد تكون الفكرة اجتماعية أو سياسية أو أخلاقية.
وينبغي ألا تساق الفكرة مجردة مباشرة بل ينبغي أن تقدم في إطار الحكاية المسرحية.
(ب) الحكاية :
هي جسد الفكرة المسرحية ، وكل مسرحية لها نوع من التقدم والنمو في أحداثها عن طريق توزيعها بين الشخصيات ،ودقة ترتيبها والتدرج بينها بما يجعل بين سلسلة الأحداث نوعاً من الحتمية المنطقية .
(ج) الشخصيات :
هي النماذج البشرية التي تقوم بتنفيذ أحداث المسرحية وتوجيهها وعلى ألسنتها يدور حوار المسرحية الذي يكشف عن طبيعة الشخصية ونواياها.1- وقد تكون الشخصية محورية ترتبط بها الأحداث وتنمو معها.
2- وقد تكون ثانوية لا يتعدى تأثيرها مجرد المشاركة في تطوير الحدث ومعاونة الشخصيات المحورية.
3- وقد تكون ثابتة لا تتغير كشخصية البخيل أو المرابي.
4- وقد تكون شخصية متطورة نامية.
(د) الصراع:
قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها وتتخذ منها مواقف مثقفة أو مختلفة لتفضي إلى غلبة وجهة نظر على أخرى وقد يكون الصراع اجتماعياً أو خلقياً أو ذهنياً.
(هـ) الحوار (الأسلوب) :
الحوار المسرحي يتوزع على ألسنة الشخصيات ، وتسمى العبارة التي تنطقها الشخصية في الموقف الواحد (بالجملة المسرحية ) التي تختلف طولاً وقصراً حسب الموقف ، كما تتفاوت فصاحتها طبقاً لمستوى الشخصية وطبيعة الفكرة.والأسلوب المحوري المسرحي يكون أكثر حرارة وتدفقاً إذا كانت الجملة المحورية مناسبة لمستوى الشخصية قادرة على إيصال الفكرة.الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية، كما أن الصراع هو قوامها المعنوي.(فلا مسرحية بغير حوار، ولا مسرحية بدون صراع).
* المسرحية في الأدب العربي
* المراحل التي مر بها العمل المسرحي
المسرحية والتراث :
لم يعرف تراثنا المسرحية بالمعنى العصري.
وقد ظلت أشكال التراث الإبداعية مرتبطة بالشعر الغنائي والرسائل والخطب وذلك لحياة السفر والترحال، ولأن الشعر أشبع رغبتهم.
وفي العصر الإسلامي نعم العرب المسلمون بالاستقرار واطلعوا على التراث اليوناني لكن عقيدة التوحيد لم تكن تتواءم مع الطابع الوثني للمسرح الإغريقي الذي يصور الصراع بين الآلهة أو بين الآلهة والبشر.
المسرحية في أدبنا الحديث :
1 - في أواسط القرن التاسع عشر قدم رائد المسرح العربي الفنان اللبناني (مارون نقاش) أول مسرحية قام بإعدادها وتمثيلها وإخراجها في بيروت سنة 1847 م وهي مسرحية البخيل واتبعها بعدة مسرحيات استمدت موضوعاتها من التراث مثل ( أبو الحسن وهارون الرشيد).
خصائص مسرحيات مارون نقاش :-
أ- تميل إلى البساطة والفكاهة والغناء.
ب- تستخدم لغة هي مزيج من الفصحى والعامية لتناسب أذواق العامة.2- وفي مصر أقام ( يعقوب صنوع) مسرحه في مقهى كبير بحديقة
الأزبكية وقدم لأول مرة مسرحية غنائية من فصل واحد واتبعها بعدد من الأعمال المسرحية متنوعة الأحجام والموضوعات.
خصائص مسرحيات يعقوب صنوع :-
أ- تتجه جميعها إلى النقد السياسي والاجتماعي.
ب- اللغة حوارية تغلب عليها العامية.
3- هاجر إلى مصر عدد من الفرق المسرحية السورية واللبنانية
التي اتخذت من مصر موطناً لأعمالها مثل فرقة ( أبي خليل القباني) وفرقة ( اسكندر فرح) وفرقة سليم نقاش
لكن يعاب عليها :
أ- سيطرة الطابع الغنائي الاستعراضي عليها.
ب- ركاكة لغتها.
ج- هبوط مستوى موضوعاتها.
د- لجوءها إلى النقل أو الاقتباس أو الترجمة (لا تأليف).
أما المسرحيات المؤلفة - على قلتها - فكانت تتجه إلى تصوير الموضوعات التاريخية متأثرة بالمذهب الكلاسيكي عند الغربيين منها مسرحية (المعتمد بن عباد) لإبراهيم رمزي سنة 1892 ومسرحية (صلاح الدين ) لفرح أنطوان سنة 1914.
* ميلاد المسرحية الاجتماعية الخالصة
(هام)
- ساعدت الظروف السياسية والاجتماعية التي سادت مصر عقب الحرب العالمية الأولى وقيام ثورة سنة 1919 على تطور المسرحية.
ومن مظاهر ذلك
أ- تخليصها من الغناء والاستعراض.
ب- توجيه الموضوعات إلى النقد الاجتماعي الجاد.
ولدت المسرحية الاجتماعية الخالصة على مسرح ( جورج أبيض) ومثلت مسرحية ( مصر الجديدة) لفرح أنطوان سنة 1913والتي تناولت بالنقد اللاذع سلبيات المجتمع مثل المقامرة وتبديد المال وذلك من آثار الاستعمار الغربي.
* اتجاهات المسرحية المصرية الحديثة :-
عقب ثورة سنة 1919 ونمو حركة النضال الوطني تطور المسرح المصري ، وتشعبت اتجاهاته الفنية .كان للكاتب الأديب( محمود تيمور) فضل ترسيخ المسرحية الاجتماعية التي تناولت بالنقد الاجتماعي مشكلات تربية الأبناء وزواج البنات والإدمان.وأضاف محمود تيمور إلى المسرحية الاجتماعية -عناية خاصة بالمسرحية التاريخية مثل ( اليوم خمر).
مع بداية الربع الثاني من القرن العشرين دخل الأدب المسرحي مرحلة ازدهاره الحقيقي على يد (أحمد شوقي) و( توفيق الحكيم).
كتب شوقي مسرحياته ( مصرع كليوباترا - مجنون ليلى - قمبيز - عنترة - أميرة الأندلس - الست هدى) ومسرحياته شعرية ماعدا ( أميرة الأندلس ) وتستوحي التاريخ ماعدا (الست هدى) التي تصور موضوعاً من الحياة العصرية تلك المرأة العجوز المتصابية.
يفضل شوقي أن يطرق موضوعات التاريخ لرغبته في الدفاع عن هؤلاء الذين ظلمهم التاريخ مثل (كليوباترا) التي صاغها قلم شوقي ملكة وطنية.لكن يؤخذ على شوقي طول الجملة الحوارية أحياناً طولاً مفرطاً وسيطرة الغنائية بنزعتها البيانية والاستطراد والصدى الوجداني المتمثل في النجوى والفيض والنشيد ، مرجع هذا كله إلى أن شوقي شاعر غنائي عريق في الشعر الغنائي ، يقال ( شوقي غنى أكثر ما مثل ).
وندرس هذا العام مسرحية مصرع كليوباترا
وكتب توفيق الحكيم المسرحية الرمزية ( الضيف الثقيل) سنة 1918 - كما كتب المسرحية الرمزية الذهنية أهل الكهف وشهرزاد ، كما كتب المسرحية الاجتماعية مثل ( الأيدي الناعمة ) و(الصفقة) كما كتب المسرحية التحليلية مثل ( أريد أن أقتل - نهر الجنون) كما كتب المسرحية الوطنية ذات الفصل الواحد مثل ( ميلاد بطل).
* الأطوار الجديدة في المسرحية العربية
شهد المجتمع المصري بعد ثورة 1952 تحولات وطنية وسياسية واجتماعية مما أدى بدوره إلى تحولات ملموسة في الإبداع الأدبي بصفة عامة والمسرحي بصفة خاصة ، إذ أصبح الأدب المسرحي أعمق إدراكاً لواقع الثورة وأوضح تعبيراً عن هموم البيئة المحلية في نقد مجتمع ما قبل الثورة مثل المسرحية
( الأيدي الناعمة) لتوفيق الحكيم - ( الناس اللي تحت - الناس اللي فوق) لنعمان عاشور، وتصوير القرية كفاح الفلاح مثل مسرحية (الصفقة) للحكيم، و( ملك القطن) ليوسف إدريس، و ( اللحظة الحرجة) التي تتناول قضية احتلال العدو للأرض ومقاومته سنة 1956، كما لجأ الكتاب في الستينيات والسبعينيات للتاريخ مثل مسرحية ( الفتى مهران - الحسين ثائراً - الحسين شهيداً) للشرقاوي و ( مأساة الحلاج - ليلى والمجنون ) لصلاح عبد الصبور و( الوزير العاشق - دماء على أستار الكعبة).
* الوحدة المسرحية
حديثاً
تعنى ترابط أجزاء المسرحية وتجمع فصولها وهي ناشئة عن الدقة في توزيع الاهتمام ومراعاة التوازن بين الفصول والأجزاء حتى تخضع لجاذبية النهائية.
قديماً
كانت تعني :
وحدة الزمان بحيث لا يستغرق أكثر من 24 ساعة.
وحدة المكان بحيث لا يقع الحدث في أكثر من مكان.
وحدة الحدث بحيث تدور المسرحية في فلك حدث رئيسي واحد.